قالت رئيسة الحكومة الموقتة في قرغيزستان أمس الأحد إن الحكومة تتباحث بشأن إلقاء القبض على رئيس البلاد المخلوع لمحاكمته بسبب مقتل 81 شخصا في انتفاضة اتسمت بالعنف مطلع الشهر الجاري. وصرحت روزا أوتونباييفا لرويترز في مقابلة بأن حكومتها لن تستخدم القوة ضد الرئيس المخلوع كرمان بك باقييف لكن لا يمكنها ضمان سلامته ممن يسعون للثأر. وقالت أوتونباييفا "الذي فعله يستدعي محاكمة حقيقية." ومضت تقول "لا نؤيد استخدام العنف. صدر امر اعتقال بحق أقاربه وشركائه بالفعل." وتابعت "للصدق يمكننا بشق الأنفس أن نكبح جماح من هم مستعدون للهروع إلى معقل باقييف حاملين البنادق." من جهته قال رئيس قرغيزستان كرمان بك باقييف لرويترز أمس الأحد إنه لن يستقيل وإن أي محاولة لقتله "ستغرق قرغيزستان في حمام دم". وأضاف متحدثا داخل خيمة في منطقة غير معلومة في مسقط رأسه جلال أباد أنه مستعد لإجراء محادثات مع الحكومة الموقتة التي نصبت نفسها ولكنه لم يعترف بشرعيتها. ودعا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى ضمان احلال السلام في البلاد بعد الاطاحة بحكومته ونفى أنه أعطى أوامر لقواته باطلاق النيران على المحتجين في العاصمة بشكك في السابع من ابريل. وكانت وزارة الصحة في قرغيزستان قد أعلنت أمس الاحد ان حصيلة ضحايا المواجهات السياسية التي وقعت الاربعاء في قرغيزستان ارتفعت الى 81 قتيلا و1651 جريحا. واعلنت الوزارة في بيان ان "ثلاثة اشخاص توفوا متأثرين بجروحهم". كما اعلنت الوزارة ارتفاع عدد الجرحى من 1520 الى 1651، مازال 581 منهم في المستشفى. واندلعت مواجهات الاربعاء بين الاف المتظاهرين وقوات الامن التي اطلقت النار على حشود كانت تقتحم مقر رئاسة الحكومة في العاصمة بشكك. وامتدت اعمال العنف الى قسم كبير من المدينة مما اضطر الرئيس كرمان بك الى الفرار واللجوء الى معقله في جلال اباد (جنوب). وشكلت المعارضة حكومة موقتة بينما رفض باكييف الاستقالة ومغادرة قرغيزستان كما اقترحت عليه روزا اوتونباييفا التي تولت رئاسة البلاد بالوكالة في انتظار اعداد دستور جديد وانتخابات رئاسية بعد ستة اشهر. من جهة اخرى اعلنت السلطات الموقتة انها تنتظر الاحد اعلان مساعدة مالية محتملة من روسيا بعد محادثات مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في موسكو كما افاد مسؤول كبير في الحكومة الموقتة. واعلن رئيس الادارة الحكومية اميل كابتاغياف ان الرجل الثاني في الحكومة الموقتة الماظ بك "اتامباييف التقى فلاديمير بوتين في موسكو وبحث معه في تقديم دعم معنوي واقتصادي ومالي للحكومة الموقتة". الرئيس المخلوع كرمان بك باقييف يتحدث للصحافيين في معقله بجلال آباد. (رويترز) واضاف "لدينا نقص في المواد النفطية والمالية في خزانة الدولة وقد دمر قسم كبير من البنى التحتية خلال الثورة". وزار اتامباييف موسكو في الثامن والعاشر من ابريل لكن لم يتسرب شيء عن المفاوضات التي اجراها هناك. واعلنت السلطات الموقتة انها على وشك الافلاس لان المقربين من باكييف اخذوا كافة اموال الدولة كما قالت. ولم يبق للحكومة سوى 16 مليون يورو لادارة بلد يعمه الفقر والفساد في حين تعرض البيت الابيض، مركز السلطة ومقر البرلمان للتخريب والسرقة خلال المواجهات. وتعتبر روسيا شريكة جمهورية قرغيزستان السوفياتية سابقا في آسيا الوسطى، التقليدية لكن موسكو كانت تقيم علاقات متوترة مع باقييف لانه لم يف بوعده اغلاق قاعدة جوية اميركية اساسية للعمليات في افغانستان.