قتل 18 شخصا وأصيب أكثر من 800 آخرين في أسوأ أعمال عنف سياسي تشهدها تايلاند منذ 18 عاما بين قوات الجيش ومحتجين من أصحاب " القمصان الحمراء" المطالبين باستقالة الحكومة والدعوة لإجراء انتخابات مبكرة. وارتفع عدد القتلى الذي أعلنه مركز ايراوان الطبي خلال الليل على الرغم من انتهاء الاشتباكات التي وقع بعضها في مناطق سياحية شهيرة بعد انسحاب قوات الأمن في ساعة متأخرة الليلة الماضية وحثها" أصحاب القمصان الحمراء" على أن يحذوا حذوها. وبدت المدينة التي يقطنها 15 مليون نسمة هادئة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد بعد ما وصفته صحيفة نيشن اليومية في عنوانها الرئيسي"احلك ساعاتنا." وقالت في تعليق في الصفحة الأولى "حمام الدم الذي حدث أمس نداء استيقاظ لوقف الانزلاق نحو الفوضى." وأطلقت قوات الجيش التايلاندي الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين الذين ردوا بالبنادق والقنابل اليدوية وقنابل البنزين قرب جسر فان فاه وطريق راجومنوين في الحي القديم ببانكوك وهو قاعدة للاحتجاج الذي بدأ قبل شهر. وكان أربعة جنود من بين القتلى . وشق مئات المحتجين طريقهم أيضا بالقوة إلى داخل المكاتب الحكومية في مدينتين شماليتين مما زاد من خطر اندلاع انتفاضة اكبر ضد رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا وحكومته التي يدعمها الجيش والتي تولت السلطة قبل 16 شهرا. وقال المتحدث باسم الجيش سانسرن كايوكامنرد بعد أعمال العنف التي استمرت لساعات إن القوات ستنسحب إلى الحي القديم في بانكوك بعد أن امتدت أعمال الشغب إلى منطقة خاو سان رود السياحية الشهيرة في بانكوك، وأضاف "إذا استمر ذلك وإذا رد الجيش الرد على أصحاب القمصان الحمراء فإن العنف سيتسع." وشنت القوات هجومين كبيرين على المحتجين في منطقة جسر فان فاه ومنطقة راجدومنوين رود. وأطلقوا في المرتين الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين الذين أعادوا تجميع صفوفهم بحلول الظلام فيما أرسلت تعزيزات للقوات. وانتهى هجوم وقع بعد الظهر بمواجهة متوترة حيث أصيب الكثيرون. وبعد حلول الظلام فتحت القوات النيران مرة أخرى مستخدمة الرصاص المطاطي على بعد 500 متر تقريبا من تقاطع يؤدي إلى منطقة خاو سان رود السياحية، وأطلق البعض أعيرة في الهواء وقالت وسائل إعلام تايلاندية إن طائرات هليكوبتر أطلقت الغاز المسيل للدموع. ويقول المحتجون ان ابهيسيت يفتقر إلى تفويض شعبي بعد وصوله إلى السلطة في انتخابات برلمانية في عام 2008 في أعقاب حكم قضائي حل حزبا حاكما مؤيدا لتاكسين.