الغالبية في خليجنا الغالي وبنسبة ساحقة إن لم يكن بالاجماع انتقدوا قرار اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون الخليجي بتحويل القضية التي اشتهرت بملعب المباراة (زعبيل) في دبي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). الانتقادات كانت ساخرة وهجومية وتحطيمية وتقزيمية، على خلفية أحداث مباراة الوصل الإماراتي والنصر السعودي لتحديد الطرف الثاني في نهائي أبطال الخليج، قبل أن يعاد النظر بناء على اعتراض الاتحادين القطري والإماراتي بحجة أن ممثل الأمانة لم يطبق النظام، وبالتالي استدعي الأعضاء لاجتماع ثان يوم أمس السبت بعد أسبوع من الاجتماع الذي خرج فيه المجتمعون (وبالإجماع) بتحويل القضية إلى (فيفا)، أو الاستئناس برأي خبراء الاتحاد الدولي وقانونه. وبغض النظر عن نتيجة اجتماع الأمس، كوني أكتب قبل انعقاده، فإنني أرى أن هذا التصرف (أقوى) و (أفضل) قرار، ربما، في تاريخ الرياضة الخليجية، أو على الأقل فيما يخص قضايانا التي تحاط بسوء النوايا والسخرية والمؤامرات والتهم. الجميل هنا أن اللجنة التنظيمية اعترفت بالنيابة عن الجميع بضعفنا في التعامل مع اللوائح والأنظمة، وخوفنا من نفوذ الحساسية الخليجية والحذر كل الحذر من خدش اللحمة والجيرة والعادات والتقاليد التي نتباهى بها كشعارات!! والأجمل، والأهم.. أن الاتحاد الدولي يهتم أولا وأخيرا بتطبيق لوائح وأنظمة الرياضة، التي من أهم أهدافها اللعب النظيف والروح الرياضية وسمو العلاقات، لذا أتمنى أن ترفع القضية عاجلا، فربما نتعلم الدرس جيدا، سواء باتخاذ القرار أو التوصيات أو تزويدنا بنسخة من القانون والبنود الملائمة، أو حتى بالرفض والعودة إلى اللوائح التي سنتها اللجنة التنظيمية الخليجية!! ولست هنا مع من يؤكد أن البطولة غير معترف بها وبالتالي الاتحاد الدولي لن ينظر في القضية، لا .. ومع احترامي لهذا الرأي، لن (أفتي) كغيري ممن اجتهدوا، وأصدروا تعليمات وقرارات بالنيابة عن (فيفا)، فقط أقول رأي الخاص بأن الاتحادات الأهلية أو القارية أو أية منظمات كروية مرجعيتها الأساسية هي (فيفا)، وبالتالي حينما تعود إلى الاتحاد الدولي سينصرك (بالعدل) وبما يخدم منظومته وتشريعاته. ولذا أتوقع أن يطبق عقوبات قاسية بحق نادي الوصل ردعا لتصرفات ثلة من جماهيره، وربما عقوبات أخرى للاتحاد الإماراتي، وسيطبق القانون الذي يحمي (سلطة) الحكم الذي هو سيد الملعب. الأكيد أن الاتحاد الدولي يدرك جيدا أن بعض الاتحادات والمؤسسات الرياضية يعتريها شوائب ونواقص في اللوائح، و بالتالي لن يتوانى في مساعدتها على تطبيق (العدل). أيضا لدينا من لازالوا غير قادرين على فهم معنى (عدم الاعتراف) ببطولة ما، فمبارياتها لاتسجل في سيرة اللاعب (دوليا)، لكنه أي الاتحاد الدولي يعترف بها نظاميا ولوائحيا، وهذا مايجب أن نتعمق فيه ونعيه جيدا، والشواهد كثيرة آخرها اعتراف اللجنة الأولمبية الدولية بالدورات العربية بعد جهد وافر من الأمير نواف بن فيصل العضو السعودي المشرق دوليا، وقبل ذلك دورة الصداقة الدولية في أبها. مايثير المخاوف أن يختلف الأعضاء أو الاتحادات الخليجية على (صيغة) الخطاب الذي سيرفع ل (فيفا)، لذا ربما تتشعب القضية .. ونبقى .. حيص .. بيص..!! أما أنا فأكرر أمنياتي بالرفع كي يسود العدل ويتخلص الأعضاء من حرج التصويت أو تفسير اللائحة أو .. أو ؟!!