انفض سامر الخليجيين في قضية أحداث مباراة الوصل الإماراتي والنصر السعودي لكرة القدم في بطولة الخليج للأندية، من دون أن يتخذوا قراراً حاسماً، إذ فضّلوا إبعاد عباءة القرار «الصعب» عن كاهلهم، ووضعه على أكتاف الاتحاد الدولي لكرة القدم. وكانت مباراة نصف النهائي السعودي – الإماراتي شهدت نزول الجماهير إلى أرض الملعب، وتوقفت لدقائق تعرض خلالها طبيب النصر اللبناني إيلي عواد للضرب، قبل أن يتدخل رجال الأمن وتستكمل المباراة فعالياتها، لتنتهي بفوز الوصل بركلات الترجيح. ولم ينجح أعضاء اللجنة التنظيمية لكرة القدم في دول مجلس التعاون الخليجي المخولة باتخاذ قرار بشأن القضية في إقناع الشارع الرياضي الخليجي بصحة نقل الملف «الشائك» إلى «الفيفا»، على رغم ظهورهم عقب اجتماعهم في المنامة أول من أمس تباعاً في قنوات خليجية وعربية معللين أسباب القرار. ونظراً لكون «الفيفا» لا يعترف بالبطولة، فإن الملف سيتم رفعه عن طريق الاتحاد البحريني، كونه رئيس الدورة الحالية، ولكن قبل ذلك سيتم تمريره للاتحادين السعودي والإماراتي لمصادقة وقائعه، نظراً لرغبة كل عضو في التأكد من سلامة ما ورد في الملف. ويطالب النصراويون باحتساب النتيجة لمصلحتهم، استناداً إلى المادة (12)، في حين يصر الوصلاويون على تثبيت فوزهم، مع إقرارهم بأية عقوبة عملاً بالمادة (8). ويبدو أن أزمة «زعبيل» لن تنتهي، حتى لو صدر قرار «الفيفا»، إذ أكد ممثل الإمارات في اجتماعات اللجنة المنظمة راشد الزعابي، أن قرار «الفيفا» لن يكون ملزماً للاتحاد الإماراتي. واستغرب الزعابي من اشتراط اللجنة اتخاذ قرار بالإجماع، وقال: «نحن نستغرب عدم اتخاذ القرار الحاسم بشأن المباراة، على رغم أن اللوائح واضحة، والمباراة كما تابع الجميع انتهت بصورة قانونية، وهو ما أقرته تقارير مراقب وحكم المباراة، وإذا كانت هناك حوادث، فيمكن اتخاذ عقوباتها بعيداً عن التأثير في نتيجة اللقاء، وبالنسبة إلى موافقتي على الاحتكام إلى الفيفا، فكانت على مضض وبتحفظ، من أجل الخروج من المأزق، كما أننا صُدمنا بموقف ممثل الأمانة العامة في مجلس التعاون، الذي اشترط تحقيق الإجماع على القرار، وهو أمر مستغرب وصعب تحقيقه، في ظل وجود طرفين متضررين». واستطرد: «نحن في الإمارات لم نقم بحملات إعلامية أو تهديد بالانسحاب، إذا لم تصدر اللجنة قرارها لمصلحة الوصل كما حدث من نادي النصر، والاجتماع لو كان امتد لمدة شهر، لما تم حسم القضية، خصوصاً بعد أن وصلت إلى طريق مسدود، وسط تمسك كل جانب برأيه». من جانبه، قال الأمين العام لنادي النصر علي حمدان، في تصريح إلى «الحياة»: «نحن نطالب - وبحسب اللوائح التي تم الاستناد إليها في لائحة البطولة - بتطبيق المادة 12 وهي واضحة، ولا تحتاج إلى اجتهاد ولا تفسيرات جانبية، فقط تحتاج إلى التطبيق والعمل على أرض الواقع، وكم كنت أتمنى ألا يتم رفع هذه القضية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، كون العقوبات التي سيطبقها الفيفا بحق نادي الوصل ستكون قوية وأشد قسوة، وذلك بحكم المناظر الغريبة التي شاهدناها في أرض الملعب، وأعرف جيداً أن الفيفا يحارب وبقوة مثل هذه المناظر الدخيلة على ملاعبنا». وفي تلميح إلى أن اللجنة المنظمة وضعت اعتبارات لأمور عدة، قال: «الفيفا لا يهمه الناديين، بقدر أنه سيصدر القرار الذي يعطي الناديين حقهما مهما كان».