ألغى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رحلة مقررة الى واشنطن الاسبوع المقبل للمشاركة في مؤتمر قمة للامن النووي تشارك فيه 47 دولة ويستضيفه الرئيس الأميركي باراك اوباما. وقال مسؤول كبير في الحكومة الاسرائيلية أمس الجمعة ان نتنياهو اتخذ القرار بعدما علم ان مصر وتركيا تعتزمان اثارة مسألة الترسانة النووية المفترضة لاسرائيل في المؤتمر. ويعتقد ان اسرائيل هي القوة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الاوسط لكنها لم تؤكد او تنف مطلقا امتلاكها اسلحة نووية. والتقى أوباما ونتنياهو في البيت الابيض الشهر الماضي لبحث عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين واسرائيل. لكنهما فشلا في تحقيق تطابق بين رؤيتيهما وبقيت العلاقات الثنائية متوترة. وقال المسؤول الاسرائيلي "قرر رئيس الوزراء الغاء رحلته الى واشنطن لحضور المؤتمر النووي الاسبوع القادم بعدما علم بأن بعض الدول بينها مصر وتركيا تعتزم القول بان اسرائيل يجب ان توقع معاهدة حظر الانتشار النووي." وقالت اجهزة الاعلام الاسرائيلية ان نتنياهو يخشى ان تحاول البلدان الاسلامية التي تحضر القمة تحويل تركيز المؤتمر من الارهاب النووي الى شن هجوم منسق على قدرات الاسلحة النووية المفترضة لاسرائيل. وقال البيت الابيض انه أحيط علما بأن نتنياهو لن يحضر القمة وان نائب رئيس الوزراء دان ميريدور سيرأس الوفد الاسرائيلي في المؤتمر الذي يعقد يومي 12 و13 من الشهر الجاري. وقال مايك هامر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الابيض "نحن نرحب بمشاركة نائب رئيس الوزراء ميريدور في المؤتمر. اسرائيل حليف وثيق ونحن نتطلع إلى استمرار العمل على نحو وثيق في القضايا المتصلة باللأمن النووي." وكان حضور نتنياهو للمؤتمر سيكون أول مشاركة من نوعها من جانب رئيس لوزراء اسرائيل في منتدى نووي عالمي. وقال مساعدو نتنياهو انه وافق في البداية على الحضور بعد ان تلقى تأكيدا من الولاياتالمتحدة بأن البيان الصادر عن قمة الامن النووي سيركز على جهود تأمين المواد الانشطارية دون اي تلميح عن الاسلحة الاسرائيلية غير المعلنة. وكان مؤتمر واشنطن سيوفر لنتنياهو ايضا فرصة لحشد التأييد لفرض عقوبات أشد على ايران خصم اسرائيل اللدود الذي يشتبه الغرب في سعيها لامتلاك اسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران دوما. ولن تشارك ايران ولا كوريا الشمالية في مؤتمر الامن النووي بواشنطن. وفي نيو اورليانز صفق المئات في مؤتمر القيادة الجنوبية للحزب الجمهوري استحسانا حينما علموا ان نتنياهو قد ألغى زيارته لواشنطن. وفي الاجتماع انتقدت ليز تشيني ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني أوباما على معاملته "السيئة" لنتنياهو في البيت الابيض في زيارته الاخيرة قائلة أنه أمر "مخز". واضافت قولها "اسرائيل اقوى حليف لنا في الشرق الاوسط ومن اقوى حلفائنا في اي مكان في انحاء هذه المعمورة. والرئيس اوباما يلعب لعبة متهورة باستمراره في السير في طريق اضعاف علاقات امريكا باسرائيل." وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي للصحفيين يوم الاربعاء "هذا المؤتمر يدور حول الارهاب النووي. ولا أخشى ان يظن احد ان اسرائيل نظام ارهابي. فالكل يعرف النظام الارهابي او المارق حين يراه.. وصدقوني هم يرون البعض.. حول اسرائيل." ويعتقد محللون اجانب ان اسرائيل اصبحت قوة نووية سرية منذ نحو 40 عاما وربما تمتلك ترسانة كبيرة. ولم توقع معاهدة حظر الانتشار النووي. واعتمادا على التقديرات لطاقة انتاج البلوتونيوم في مفاعلها ديمونا في صحراء النقب يقول خبراء مستقلون ان اسرائيل قد يكون لديها ما بين 80 الى 200 سلاح نووي منذ اواخر الستينات. ويغضب العرب والعالم الاسلامي من الصمت الرسمي في واشنطن ازاء هذه القضية والقبول الضمني من جانب الولاياتالمتحدة. واسرائيل مثل كل من الهند وباكستان لم تنضم الى معاهدة حظر الانتشار النووي ومن ثم تتفادى التفتيش الدولي الاجباري لمنشآتها النووية. لكن اسرائيل خلافا للدولتين الاسيويتين المشاركتين في قمة واشنطن لم تجر اي اختبار نووي علنا او تنشر اسلحة نووية. ومن المقرر ان يصل عشرات من زعماء العالم الى واشنطن الاسبوع المقبل للمشاركة في المؤتمر غير المسبوق. ويأمل اوباما ان يتفقوا على كيفية ابقاء القنابل النووية بعيدا عن ايدي الارهابيين. ولن تركز القمة على دول بعينها لكن من المتوقع ان تثار قضايا البرامج النووية لايران وكوريا الشمالية وربما إسرائيل.