أقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس الاثنين بأن قواته قتلت خمسة مدنيين ، بينهم ثلاث نساء في مداهمة ليلية شنتها قبل شهرين جنوب شرقي أفغانستان. وبعد فترة قصيرة من هجوم شنته قوات تابعة للناتو ، كانت تقوم بدورية مشتركة مع قوات أفغانية ، على منزل في 12 فبراير الماضي بمدينة جارديز عاصمة إقليم باكتيا ، قال حلف الأطلسي إن قواته قتلت اثنين من المتمردين المسلحين وعثرت على ثلاث نساء لقين حتفهن قبل دخول قواته المنزل ، مشيرا إلى أن النساء كن مقيدات ومكممات الأفواه. غير أن الجنرال ايريك تريمبلاي من قوة المساعدة الأمنية الدولية (ايساف) التي يقودها الناتو قال في بيان إن تحقيقا مشتركا بين الحلف وأفغانستان أظهر أن الرجلين لم يكونا من المتمردين.وأضاف: «ندرك الآن أن الرجلين اللذين لقيا حتفهما كان يسعيان إلى حماية أسرتيهما فحسب». وأوضح البيان أن النساء الثلاث قتلن على يد الجنود ، قائلا إن محققين عسكريين «خلصوا إلى أن هؤلاء النساء لقين حتفهن بشكل عارض نتيجة لإطلاق القوة المشتركة النار على الرجلين». وكانت قوات الأمن الأفغانية قالت في وقت سابق إن الرجلين القتيلين كانا يعملان مع الحكومة ، فيما كانت اثنتان من النساء الثلاث حاملتان. وقال المسؤولون أيضا إن عملية المداهمة أجرتها قوات أميركية خاصة. ولم يكشف بيان حلف الأطلسي عن جنسية القوات ، ولم يعلق على تقرير نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية والذي يفيد بأن قوات أميركية خاصة حاولت التستر على مقتل النساء الثلاث بإزالة الرصاص من أجسادهن. يذكر أن حصيلة القتلى بين المدنيين تراجعت في الأشهر الأخيرة بعد أن أصدر الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال ، الذي تولى قيادة قوات الناتو والقوات الأميركية في أفغانستان منذ أكثر من عام ، تعليمات تقيد عمليات المداهمة الليلية والغارات الجوية في المناطق المأهولة بالسكان.