تعتني فئة من القراء بالبحث عن ملامح شخصية القاص، والتفتيش عن سيرته الذاتية داخل القصص التي يكتبها، أوالتنقيب عن سلوكه الذاتي في الحياة، وهذا الفعل سمة من سمات القارئ البدائي المحروم من متعة القراءة بوصفها لذة يجب أن تتناغم مع سمو المشاعر الأدبية النبيلة . ويدل على ميول تربوية تحتاج إلى تصحيح وتهذيب.لأن المتعة المتحققة من هذا البحث ليست إلا امتداداً لرغبة في التشفي من الآخرين أو ممارسة سلطة تفتيشية بعيدة عن الذوق الفني والجمالي أو حتى التفكير بعائد الجدوى من هذه السلوك النفسي المتعنت أثناء القراءة . لهذا تخرج انطباعات هذه الفئة من القراء مضادة لقبول العمل السردي بدواعي معلنة: أحياناً بأسم الأخلاق والذوق العام، وأحيان أخرى بدعوى تمرير بعض الجمل السردية التي من شأنها تكريس سلوكيات مرفوضة حسب اعتقادهم. ودائماً تتجه هذه الاتهامات لشخصية المبدع الاعتبارية في المجتمع.