سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سيدة سعودية تستحدث ملبوسات خاصة للمعاقين وتروي قصّة النجاح نحو براءة الاختراع هند اليحيى: الفكرة في البال منذ خمسة أعوام بسبب إعاقة ابنتي وصعوبة إيجاد ملابس تلائمها
لم تكن تعلم السيدة السعودية هند بنت ناصر اليحيى أنها ستكون على قائمة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إثر مشروعها الذي سجّلته للحصول على براءة الاختراع كمساهمة منها في مساعدة شريحة كبيرة من المعاقين وكبار السن والمرضى، كما أنها لم تكن تعلم بأن البنك الأهلي ودورته: «كيف تبدأ عملك التجاري من المنزل؟» سيساهم إلى الحد الأكبر من تطوير تلك الفكرة الخالدة في مخيلتها وتحقيقها، منذ أن أكرمها الله وأنجبت ابنتها «ود» المولودة بإعاقة خلقية تمثلت في شلل دماغي حركي. نبوغ الفكرة وترجمتها: هند اليحيى واحدة من بنات هذا الوطن الفاعلات والمنتجات أخذت تروي قصتها وتمضي بالقول: «الفكرة في البال منذ خمسة أعوام بسبب إعاقة ابنتي نتيجة شلل دماغي حركي، إذ كنت أذهب إلى التسوّق وأجد صعوبةً في اختيار ملابس معينة تلائم شكلها وحركتها وتساعدها في حركة معينة مثل الزحف والحركة الصعبة نتيجة الإعاقة». واستطردت «بينما الموضة في الأسواق تركزت على الأطفال الأسوياء وابنتي المعاقة لا تعرف كيف ترتدي ذلك اللباس الخاص بالأسوياء، وقبل أعوام طرحت الفكرة على إحدى الطبيبات من صديقاتي التي شجعتني للمبادرة وطلبت عينات للفكرة، ومنذ ثم عملت لها عينات من الملابس الداخلية وملابس الحفلات وملابس للنوم وغيرها لذوي الإحتياجات الخاصة من الأطفال». وتضيف اليحيى «بعد هذا عرضت الفكرة على طبيب ابنتي المتخصّص في الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ثم عرضت الفكرة على أخصائية العلاج الطبيعي التي لها ارتباط بالأطفال واحتياجاتهم والتي تساعدهم على الحركة». تبلور الفكرة والإمساك بالخيط الأول: ولأن الأفكار تتطلّب وسائل عدّة أبرزها الإقناع والرؤية والريادة، أخذت السيدة هند اليحيى تترجم أفكارها، حيث التقت الأخصائية الاجتماعية منهل الشماسي وهي باحثة في حالات الأطفال بجمعية الأمير سلطان للأطفال المعاقين، حينها كانت قد شاركت في المهرجان السادس عشر للجمعية وعرضت عددا من العينات الخاصّة بأفكارها في جناحها بالمعرض بالإضافة إلى نبذة عن المشروع، وبعد ذلك تلقت عليه الاتصالات حيث تقول: «كانت اتصالات كبيرة جداً ومشجعة وكنت أواجه الإحراج في حال سؤالي عن موقع المعرض الخاص بي، بالإضافة إلى أنني اكتشفت العديد من الإعاقات التي تحتاج موديلات معينة للأزياء مما شجعني على المبادرة على تأصيل الفكرة ومأسستها لطرحها كمشروع تجاري متخصّص في الأزياء لذوي الاحتياجات الخاصّة». وأردفت بالقول «كانت إحدى الصديقات أشارت علي أني أتحرك إلى الأمام بتدشين أفكاري كنشاط تجاري، ووظّفت عدّة عاملات يعملون لدي في المنزل كبداية لتفصيل كمية من الأزياء المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد استضافتي لصديقتي ذاتها فايزة المسعري الناشطة في إحدى الجمعيات النسائية وطرحة لها ما يدور في مخيلتي لتطوير الفكرة وإبرازها بالشكل اللائق والملائم لأهدافي، قامت فايزة المسعري بترشيح اسمي لحضور الدورة الخاصة بالبنك الأهلي تحت مسمى: كيف تبدأ عملك التجاري من المنزل؟ ومن ثم التقيت القائمات على الدورة ومنهم الأخت ولاء نحاس مديرة برامج المشاريع الصغيرة بالبنك الأهلي التي رشحتني إلى استعراض فكرتي أمام القيادة العليا بالبنك الأهلي». وقالت اليحيى «على خلفية الدورة استفدت من عدّة جوانب أهمها أنها فتحت لي آفاق لتطوير الفكرة ومن بين هذه الآفاق تسجيل براءة الاختراع رسمياً لطرحها بعد أن أحصل على التمويل الداعم للفكرة وتطويرها تجارياً عبر كيفية حساب دراسة الجدوى وخطة العمل التجاري والحصول على الجودة العالية حيث خرجت بدراسة وافية وحققت بعض أهدافي إن لم تكن جلها». نمو متسارع لإثبات براءة الاختراع: وفي ثنايا التدريب لم تكن هند اليحيى بعيدة عن أجواء الفكرة وتحقيق الأهداف الإنسانية والتجارية حيث شاركت في أحد البازارات التابعة للمؤسسة العامة للتقاعد في مدينة الرياض، وعلى إثر ذلك تقول: «بعد مشاركتي تعاقدت مع جهة تحتاج طلبية معينة للتصميم والتنفيذ ومن ثم كانت هذه أول طلبية بكميات ضخمة، ومن ثم قدمت العديد من التصاميم لجهات مختلفة من المدارس والمعاهد، ولكن بشكل بسيط مبدئياً نتيجة عدم الاكتفاء الذاتي مالياً». وتضيف بالقول «بعد ذلك بادرت إلى تسجيل الفكرة للحصول على براءة الاختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث كان الداعم الحقيقي حينها وبعد ذلك زوجي سعود بن حمد السعيدان، والذي أشار علي بتسجيل الفكرة على مستوى دولي، كما سخّر لي محامياً بالإضافة إلى دعمه مادياً، وسمح لي أن أمارس نشاطاتي الاجتماعية والإنسانية التي تدعم الفكرة وذوي الاحتياجات الخاصة كوننا نرعى ابنتنا المعاقة والتي كانت -بعد الله- من أوحى لي بالفكرة نظراً لاحتياجاتها الخاصّة». وتؤكد اليحيى ل»الرياض» رغبتها بالتدرج في التسويق لمنتجاتها حتى تنقلها للعالم ويستفيد منها جميع المعاقين، موضحة أن التعديلات على الملبوسات مستمرة، خاصة من جانب الأمهات اللاتي قامت بتزويدهن بألبسة بالمجان لأخذ مرئياتهن حول المنتجات التي تصنعها اليحي، مبينة أنها استفادت كثيرا من المقترحات لتطوير المنتجات حسب نوعية الاعاقة. وأوضحت اليحيى أن المنتج يعتبر فريدا من نوعه على المستوى الدولي، حيث توجد ملابس تساعد المعاق ولكن بفكر ومضمون مختلف، ولم تخف خشيتها من تبني إحدى الشركات العالمية لفكرتها (رغم رغبتها) ومن ثم يتم تهميشها، موضحة أن هذه المنتجات وجدت قبولا واسعا لدى العديد من الجهات لعملية المنتجات، خاصة وأنها تخدم الى جانب المعاقين، المرضى والمصابين وكبار السن. برامج البنك الأهلي للمشاريع الصغيرة: المهندس محمود التركستاني نائب الرئيس، ورئيس دائرة المسؤولية الاجتماعية بالبنك الأهلي أكّد أن» البنك يسعى جاهداً من منطلق ممارسته مسؤوليته الاجتماعية لتقديم يد العون للشباب والفتيات لتحقيق طموحاتهم من خلال برامجه الخاصة بخدمة المجتمع بما في ذلك برامجه الموجهة للمشاريع الصغيرة، كون البنك الأهلي الرائد إقليمياً، ويحمل هاجساً لخدمة الوطن وأبناء الوطن من شباب وشابات الأعمال، إذ أن دعمه لمثل هذه الدورات يأتي لكونها تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز أركانه بالكوادر المؤهلة والتي أبرزت براءة الاختراع هذه أحدها كونها تلقت أساسيات البدء والتنفيذ وتشربت الفكر الريادي في المشاريع». وزاد التركستاني بالقول:»إيماناً بأهمية المشاريع الصغيرة في الدورة الاقتصادية للدول، أولاها البنك الأهلي عناية خاصة باعتباره لاعبا رئيسا لتنشيط هذه المؤسسات، ومن أجل ذلك نسعى لتنظيم العديد من البرنامج ومنها دورة (كيف تبدأ عملك التجاري من المنزل؟) وهي دورة موجهة للرجال والسيدات، وقد تمكن البنك خلال الأعوام السابقة وحتى هذا العام 2010 من تدريب 797 رجلا وسيدة على مستوى المملكة».