تشير الدراسات النفسية والاجتماعية التي أجريت على اسر المدمنين إلى وجود بعض الأعراض المرضية الشائعة (بين آباء وأمهات وزوجات المدمنين وأزواج المدمنات) وأبرزها القلق والاكتئاب والصداع النصفي وأمراض القولون فضلاً عن التوتر والحزن والغضب ومشاعر الخجل والميل إلى العزلة أما الأطفال والمراهقون في تلك الأسر فتظهر لدى بعضهم مشكلات نفسية وسلوكية أيضاُ ومن أبرز ملامحها عند الأطفال (حالات من التبول اللا إرادي والخوف ومشاعر الخجل وهبوط المستوى الدراسي) وعند المراهقين (تدخين السجائر والتشفيط وتعاطي الحبوب المنشطة وتدخين الحشيش وتناول الكحوليات كما يؤثر المدمن على نسق القيم الأخلاقية والدينية في الأسرة ويخشى أن يمتد أثره على صغار السن من أفراد الأسرة . كل تلك الأعراض المرضية في الأسرة والناتجة عن إدمان أحد أفرادها يمكن أن نلخصها في مفهوم مرض الأسرة المصاحب لإدمان مدمن نشط فيها وهي تعرف باسم "مرض الإدمان المصاحب". وحالة الإدمان المصاحب هي حالة من الارتباك الذهني والسلوكي والعاطفي تظهر على أفراد الأسرة المتعاملين مع المريض المدمن لفترة سنتين على الأقل، ويبدو تأثرهم بالمدمن في (انخفاض الكفاءة الشخصية في مجال العمل – والميل إلى استعمال المهدئات) وهو أمر ناتج بطبيعة الحال من العلاقة المرهقة مع المريض المدمن، لأن الإدمان يقلل من الجوانب الطيبة والإيجابية في الشخصية ويصبح المدمن مراوغاً غير صادق ولا يفي بالوعود ويتسبب في أحوال مربكة وحرجة للأسرة وذلك له تأثير على الحالة النفسية والاجتماعية للأسرة .