قدرت الغرفة التجارية الصناعية بالطائف حجم عائدات مزارعي الورد الطائفي للعام الحالي الى 50 مليون ريال، خلال شهر ونصف من الحصاد الموسمي الذي بدأ بقوة العام الحالي في ظل الاجواء المناسبة لجني هذا المحصول الزراعي، المميز وعدم تعرض المزارع بالمرتفعات الى أخطار الصقيع والذي أثر على كمية الانتاج خلال السنوات الثلاث الماضية.. وأطلقت الهيئة العامة للسياحة والآثار حملة دعائية ضخمة لمهرجان قطاف الورد الطائفي بالتنسيق مع منظم المهرجان، ومن المتوقع أن يقام المهرجان في الثالث من شهر جمادى الاولى المقبل -إن شاء الله-، حيث تعيش محافظة الطائف حالياً موسم قطف الورد الذي اشتهرت بزراعته منذ زمن بعيد وحتى وقتنا الحالي؛ حتى ارتبط اسمه باسمها وبات يعرف باسم الورد الطائفي، وامتد اهتمام أهالي هذه المحافظة بالورد، إلى أن أقيمت معامل لإنتاج مائه وعطره وتسويقها ليس على النطاق المحلي فقط بل على المستوى الخارجي. وتحتضن المحافظة التي تتربع على قمم جبال السروات، المئات من مزارع الورد منتشرة في مناطق الهدا والشفا والمخاضة ومراكز ثقيف وبني سعد وميسان وبني مالك، وتمكن مزارعون بالسيل، والحوية والقرى المحيطة من انتاج الورد لاول مرة في ظل الدعم الذي يجده هذا المنتج والاقبال الكبير عليه من معامل التقطير ومنتجي العطور العالمية.. طبخ الورد ويؤكد مزارعو الورد أن صناعة ماء وعطر الورد الطائفي تتم من خلال وضع عشرة آلاف إلى 13 ألف وردة في "القدر الخاص" بطبخ الورد (التقطير) وإشعال النار تحته، حيث يتجمع البخار الناتج عن الطبخ ويخرج عبر أنبوب في غطاء القدر ويمر داخل إناء فيه ماء لتبريد البخار حتى يتكثف ومن ثم تخرج قطرات إلى ما يسمى (التلقية) وهي عبارة عن زجاجة ذات عنق تسع من 20 إلى 35 لتراً من ماء الورد العطري الشهير، وهذه العملية يطلق عليها التلقية الأولى ويطفو عليها في العنق المادة العطرية التي تسمى (العروس)، وبعد امتلاء القوارير بماء الورد توضع تلقية أخرى وتسمى (الساير)، موضحين أن نسبة تركيز رائحة العروس تصل إلى نحو 80 في المائة ويتدرج الى (الثنو) ليصل إلى نحو 50 في المائة، أما (الساير) وهو آخر درجات الماء العطري فلا يتجاوز نسبة التركيز فيه من رائحة الورد 20 في المائة ويتم انتاج كميات كبيرة من ماء الورد الطائفي الذي يتم تصديره الى جميع مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. سعر التولة 3000 ريال ويشير طارق محمود خان مسؤول التسويق بجهاز التنمية السياحية والاثار في الطائف الى تجاوز سعر تولة دهن الورد الصافي أكثر من ثلاثة آلاف ريال، كما ان هناك حجوزات مسبقة للكميات المنتجة بالعديد من المعامل التقليدية العريقة بالمرتفعات الزراعية، مما يدل على رغبة الكثير من الوجهاء والاثرياء الحصول على هذا المنتج العطري المميز، فيما يبلغ سعر ماء الورد (العروس) نحو 50 ريالاً، وماء الورد (الثنو) 30 ريالاً، وماء الورد (الساير) عشرة ريالات، كما أن جودة يتطلب توفر العديد من العوامل في زراعة شجرة الورد تتمثل في الماء المالح وملوحة الأرض وزيادة ونقص السماد وتشذيب الشجرة ومدى صلاحية التربة، كما تؤثر كمية الماء وكمية الورد وزيادة ونقص لهب النار ،ونوع إناء الطبخ وتنظيف الغطاء الأعلى في صناعة مائه وعطره .. مزارع الورد وتمتد مزارع الورد على مساحات شاسعة في المرتفعات والمراكز السياحية؛ ويقوم المزارعون بزراعة شجيرات الورد بواسطة العقل، حيث يتم أخذ العقل أثناء التقليم في فترة الشتاء وتدفن بالأرض لمدة عشرين يوم تقريباً لعملية التكلس، ثم تزرع بالمشتل في شهر آذار (مارس حتى يتم إنباتها بالأرض المستديمة، ويتم جني الورد يدويا في الصباح الباكر أثناء تفتحه وذلك في نهاية آذار (مارس) وخلال نيسان (أبريل) وأيار (مايو) وهناك فترة محددة ،يومياً لعملية القطاف السريع الذي يبدأ مع ساعات الفجر وحتى قبل شروق الشمس فقط.. وشهدت مزارع الورد خلال الاعوام الثلاثة الماضية تذبذباً واضحاً بسبب موجة الصقيع الذي أثر بقوة على الانتاج وانخفض في بعض المواسم بنسبة 50 في المائة، حيث يعتبر البرد الشديد وحتى موجة الحرارة المرتفعة من العوامل المؤثرة على الورد؛ وكذلك الحال بالنسبة للرطوبة الزائدة وقلة المياه، وعدم التسميد الجيد والتعشيب المستمر والتقليم غير الجيد، وتتسبب هذه العوامل في انتشار مرض الصدا والبياض الدقيق في الساق والأوراق..