أكدت صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود رئيسة اللجنة النسائية لرعاية أسر الشهداء بمنطقة القصيم على الأثر الإيجابي المباشر للرعاية التي قدمتها اللجنة على حياة هذه الأسر اجتماعيا ونفسياً وإنسانياً، ودعت إلى تعميم هذه التجربة الرائدة وتشجيع المبادرات المماثلة مهما كانت متواضعة واستعرضت في ورقة عمل حول " أوضاع أسر شهداء الواجب في منطقة القصيم " خلال مؤتمر شهداء الواجب وواجب المجتمع صباح أمس الاثنين لدراسة موجزة لأحوال أسر الشهداء بمنطقة القصيم وأهمية الدراسة على الصعيد المحلي كونها ستوفر بيانات ومؤشرات حول أوضاع أسر الشهداء المعيشية بعد استشهاد عائلهم وقالت الأميرة نورة " لقد شملت العينة 25 أسرة من أصل 76 أسرة في مختلف مناطق المملكة، بعدد بلغ 232 فردا من زوجات الشهداء وأبنائهم والوالدين والأخوة والأخوات، فيما سجلت مدينة بريدة التوزيع الجغرافي الأكبر في منطقة القصيم (14 أسرة) نظرا لشهودها لأكبر عدد من المداهمات والمواجهات، في حين تأتي نسبة 51,28 % من الإناث مقابل 48,72 % من الأفراد الذكور من نسب التكوينة الديموغرافية لعدد الأفراد داخل أسر الشهداء ، وتشير النسب المستخرجة من الدراسة إلى أن غالبية الفئة العمرية لأبناء وأخوة أسر الشهداء متركزة في سن 5 – 15 سنة أي بواقع 48 طفلا وهي الفئة التي تحتاج إلى الرعاية والإعالة إلى جانب التعليم، وتأتي الفئة العمرية بين 16 – 26 سنة في المرتبة الثانية وهي الفئة التي تحتاج أيضا إلى التعليم والتوجيه والتوظيف، وفيما يخص السكن ذكرت الأميرة نورة " أن ما مجموعة 20 أسرة تسكن في سكن مستقل ( الزوجة وأبنائها) وباقي الأسر من العينة تسكن في سكن مشترك مع أسرة الشهيد، كما شارك العديد من أبناء أسر الشهداء في كثير من البرامج التطويرية والتأهيلية التي تقيمها المراكز والمعاهد، مثل اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي وبرامج بناء الشخصية والمهارات الحياتية والتمكين الذاتي، كما سهلت اللجنة لثلاثة أبناء من أسر الشهداء في حصولهم على بعثة إلى أستراليا وبعثة إحدى بنات الشهداء إلى أمريكا، وقد سجل عدد 27 شخصا من العينة في خانة العاطلين عن العمل وأفادت الأميرة نورة بأن عضوات اللجنة النسائية من خلال سعيهن الحثيث ينسقن للحصول على فرص وظيفية واعدة لتلبية حاجاتهم المعنوية للعمل والمساهمة في بناء الوطن، وعلى الجانب الصحي فقد أستفاد ما يقارب 35 – 40 حالة من مجموع العينة من خدمات صحية وعلاجية تنوعت بين الرعاية النفسية والجسدية والعلاجات المستعصية، وذكرت الأميرة نورة بأن اللجنة النسائية لرعاية أسر شهداء منطقة القصيم شكلت رافدا في توصيل المعلومات من وإلى الأسر وتيسير وصولهم للخدمات التي لا يعلمون عنها، وتسهيل دمجهم في الأنشطة المجتمعية الرسمية والأهلية المختلفة، إضافة إلى تحديد احتياجاتهم الدورية والرفع فيها لأولي الأمر. ودعت الأستاذة رسمية بنت فهد العيباني المحاضرة في كلية اللغة العربية في ورقتها "تفعيل دور المؤسسات العامة والخاصة في رعاية أسر الشهداء " إلى عدد من المقترحات من ضمنها أسبوع رسمي من الأسابيع التوعوية في باقي المجالات ليمثل التكريم المؤسسي الدائم، إيضا بناء المساجد بأسماء الشهداء ويشترك في هذا العمل بين الدولة والقطاع الخاص، كما أن الصدقة الجارية عنهم في شكل طباعة مصاحف وتوزيعها في الداخل والخارج له أثر بالغ في نفوس أبناء الشهيد، ودعت لصنع نصب تذكاري يوضع في مدخل كل دائرة حكومية مهما صغرت يحتوي على صور الشهداء وأسمائهم وتواريخ وفاتهم، إضافة إلى توثيق سيرهم كنماذج حية ضمن كتاب توثيقي يحوي صورهم وكلمات عنهم من ذويهم وتحفظ نسخ منها في المكتبات العامة، وتخصيص مقاعد في كل عام لتحجيج عدد من أسر الشهداء وإصدار مجلة خاصة بهم تشرف عليها وزارة الداخلية، وإنشاء صندوق تعاوني من رجال الإعمال بالتعاون مع الدولة لإعالة المحتاجين من أسر الشهداء، واستعرضت العيباني لنماذج لتكريم بعض أسر الشهداء من قبل القطاع الخاص وقالت " أعلنت جمعية آباء في منطقة عسير عن تكفلها برعاية أسرة الشهيد الجندي عامر الشويش ماليا وتعليميا وتربويا ، ولا نغفل المنح الدراسية المجانية التي منحتها الأكاديمية الدولية للعوم الصحية لأبناء وبنات الشهداء في جميع الفروع بالمملكة وبجميع التخصصات ، كما تم تكريم أسر الشهداء بمنحهم بطاقة وفاء وعرفان من قبل الدكتور إبراهيم العبد الله مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض .