في عام 2008وصل سعر برميل النفط (Light Crude Oil) لمستوى تاريخي حيث بلغ 147 دولارا. بعد ذلك الارتفاع المهول هبط وبشكل محير وخلال ستة أشهر فقط إلى 32 دولارا للبرميل، أي أنه فقد قرابة 80% من سعره. بدأت بعدها أسعاره في الارتفاع تدريجيا حتى وصل إلى قرابة 80 دولارا. فهل سيواصل النفط ارتفاعاته هذه وهل ستعود طفرة أسعار النفط مرة أخرى؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا التحليل. من قرابة ال 10 دولارات للبرميل في عام 1998 بدأت موجة ارتفاع النفط الأخيرة - والتي استمرت قرابة 10 أعوام- حيث انتهت بسعر ال147 دولارا في عام 2008. وقد كانت هذه الموجة هي الموجة الخامسة والأخيرة من خمس موجات كبرى تكونت لأسعار النفط، حيث كانت بداية هذه الموجات الخمس الكبرى في عام 1933، وذلك حينما أمر رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية روزفلت بفك ارتباط الدولار عن الذهب والسماح للحكومة الأمريكية بالتعديل في النظام المالي . إذ كانت نتيجة فك ارتباط الدولار عن الذهب بداية الموجات الصاعدة في ذلك الحين للأسعار وتضخمها وهذا ما انعكس على أسعار النفط. وتعد الموجة التي أكملها سعر برميل النفط موجة ضخمة من مستوى Super Cycle. إذ أنه على سبيل المثال استغرقت الموجة الرابعة فقط من هذه الموجة أكثر من سبعين عاما. أما الموجة الخامسة والأخيرة فقد استغرقت قرابة الثمانين عاما. وعلى هذا المنوال فإن الموجات القادمة والتي هي جزء من الموجة الهابطة الكبيرة ستكون في نفس مستوى الموجات الفرعية (مستوى Cycle). موجات الهبوط بدأ النفط بعد قمته في عام 2008 في تكوين موجات الهبوط بعيدة المدى والتي بالطبع تتخللها موجات ارتداد ما يلبث أن يعود النفط بعدها لاستكمال هبوط أسعاره. وتكّون موجات الهبوط عادة نماذج تكون أعقد من النماذج التي تكونها الموجات الصاعدة، إذ أن موجات الهبوط لها عدة أشكال محتملة، وبالتالي فإن تحليل هذه الموجات يكون أعقد من تحليل الموجات الصاعدة. وبناء على الموجات الصاعدة التي كونها سعر النفط فإننا نتوقع أن تتشكل موجة الهبوط القادمة على هيئة نموج Zigzag أو Double zigzag. وهو ما يعني تشكل موجة هابطة، فصاعدة، ثم هابطة مرة أخرى، وعندها يبدأ سعر النفط في الارتفاع مرة أخرى في موجة يطلق عليها X والتي تعني أنه مازال في موجة الهبوط الكبرى بقية نزول يجب إكماله لتكوين نموذج Double Zigzag. يوضح الرسم البياني رقم 1 الموجة الأولى الهابطة التي تكونت بعد نزول النفط من قمة ال147 دولارا، وهذه الموجة يمكن اعتبارها الموجة الفرعية الأولى من الموجة الأكبر ( A) - والتي تتكون من خمس موجات - أو ربما الموجة (A) نفسها. كان قاع هذه الموجة الفرعية عند قرابة 33 دولارا للبرميل. واستمرت هذه الموجة 7 أشهر تقريبا انتهت في شهر فبراير من 2009. بعد ذلك بدأت الموجةB الصاعدة (أو ربما الموجة الثانية) وتعتبر موجة تصحيحية للموجة الهابطة التي سبقتها، وهي لا تزال قائمة حتى هذه اللحظة مع وجود إشارات بنهايتها أو قرب نهايتها حيث استمرت هذه الموجة قرابة 13 شهرا ويبدو من الرسم البياني 2 أنها نجحت في تكوين نموذج التصحيح Double Zigzag. حيث تكونت موجتان فرعيتان هما الموجة W والموجة Y، وكلتاهما من نوع Zigzag . ، تخللهما موجة X . كما يلاحظ أن موجة Y تكونت من موجات فرعية صغرى W و X و Y. المتوقع اكتمال تكون النمط التصحيحي المطلوب للموجة الحالية يدل على نهايتها ولكن نحتاج إلى متابعة التحرك القادم لأسعار النفط ليتم التأكد من ذلك بشكل نهائي. وعلى كل حال فالموجة التالية هي موجة هابطة تتكون من خمس موجات فرعية ثلاث هابطة تتخللها موجتان صاعدتان. وهذه الموجة ربما تكون هي الموجة C وربما تكون الموجة الثالثة الفرعية من موجة A. وعلى فرض أن الموجة التصحيحية الحالية وصلت قمتها عند 83 دولارا، وباستخدام علاقة الفيبوناتشي بين أطوال الموجات فإن القاع المتوقع لهذه الموجة (C أو الموجة الثالثة الفرعية) سيكون قرابة 18 دولارا ولكن سيستغرق وصول هذا القاع مدة من الزمن قد تصل لعامين أو ربما أكثر من الهبوط. وعند وصول هذا القاع يبدأ سعر برميل النفط من جديد في موجة الارتفاع حيث تتكون الموجة الرابعة وهي موجة تصحيحية من موجة A أو ربما موجة X، وهذا سيتضح لاحقا. خلاصة الموضوع على المدى البعيد، دخلت أسعار النفط في موجة هابطة وبعيدة المدى ، تتخللها موجات صاعدة لا تلبث أن يعود بعدها لمواصلة الهبوط.بدأ النفط موجة الهبوط طويلة المدى منذ عام 2008.إذا تأكد اكتمال موجة التصحيح (موجة الارتفاع) الحالية فإن القاع المتوقع للموجة الفرعية التالية هو قرابة 18 دولارا للبرميل. ولكن قد يستغرق وصول هذا القاع قرابة العامين أو أكثر.