هل تعلمون ما معنى أن يكون الإنسان «سليم الصدر»؟، إن معنى ذلك أيها الأحبة ان يكون المسلم قد أصبح في عافية من أمراض الغل والحقد والحسد، ونية السوء، وسوء الظن، وقصد الإساءة إلى الآخرين. علَّمنا الإسلام سلامة الصدور من الأحقاد والضغائن. يقول الرسول صلى الله وعليه وسلم: «لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئاً، فإني أحب ان أخرج إليكم وأنا سليم الصدر» أخرجه أبو داود. وعلَّمنا الأخوة والحب والتعاون لا التباغض والتقاطع يقول صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى سائره بالسهر والحمى» أخرجه البخاري ومسلم. وعلمنا حفظ اللسان عن كل شيء. وعلَّمنا الحوار الودود المثمر.. لأن رأي أكثر من عقل يفكر سيكون ولا شك أقوى وأفضل وأنسب من رأى عقل واحد يقول تعالى: (وأمرهم شورى بينهم). وعلَّمنا ترك الجدال.. وهو الاقتناع بالرأي الأنسب ثم محاولة الاتيان باعتراضات عليه من أجل عدم الظهور أمام الآخرين (أو حتى أمام النفس) بالانهزام.. ولقد نبهنا الإسلام ان الجدال خلق سيئ علينا اجتنابه لأنه يضيع الجهود والأوقات ويوغر الصدور ويباعد بين الناس ويضعف الجميع ويؤخرهم ويتعسهم يقول صلى الله وعليه وسلم: (أنا زعيم بيت في ريض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقاً، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحاً، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) أخرجه أبو داود. وعلَّمنا ان يستر بعضنا عيوب بعض ولا يفضحها كما يقول صلى الله وعليه وسلم: «من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة».. أخرجه مسلم. قيل لرسول الله صلى الله وعليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان» قيل: «صدوق اللسان نعرفه يا رسول الله، فما مخموم القلب؟، قال عليه الصلاة والسلام «هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد» إنها «سلامة الصدر» وكفى.