سبحان الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً والحمد لله على قضاء الله وقدره، هذه سنة الله الكونية في خلقه في هذا اليوم من هذا الشهر غيب الموت والدي رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه جنات النعيم وأنزله منزلة الصديقين والشهداء. رحلت عن هذه الدنيا ولم يبق لنا من رحيلك إلاّ الذكريات والدعاء لك والصدقة عنك أتذكرك يا أبي عندما أرى رجلا مسنا يسير في الشارع راجلاً إلى المسجد أتذكرك عندما آتى إلى بيتك وأرى الكرسي الذي كنت تجلس عليه أتذكرك عندما تستعد للصلاة والوضوء والذهاب إلى المسجد قبل الصلاة بساعة وقت الغروب أتذكرك وقت خروجك من غرفتك وأنا لم أجرؤ للدخول إليها بعد رحيلك. لقد فقدانك وفقدك الأهل والجيران والأصحاب والأحباب، لقد فقدتك الأرض التي كنت تمشي عليها وأنت ذاهب إلى المسجد لقد فقدك باب المسجد الذي كنت تفتحه للتهجد والمناجاة لقد فقدك الكرسي الذي كنت تجلس عليه والمصحف الذي تتلو منه الآيات، لقد فقدتك مزرعتك (الجابرية) التي كنت تذهب إليها للنزهة والاستجمام. مرت الأيام والليالي والشهور وأعظمها في شهر رمضان عندما كنا نأتي للزيارة ونجلس سوياً للاستماع معاً إلى صلاة التراويح في المسجد الحرام وبعدها نتجاذب أطراف الحديث. لقد رأيتك في المنام مراراً ولكن لم يرو ظمئي وشوقي إليك، اسأل الله العلي القدير كما فرقنا ان يجمعنا وإياك ووالديك في جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر والحمد لله رب العالمين.