اقترح الزعيم الليبي معمر القذافي تقسيم نيجيريا إلى عدة دول على أساس عرقي على غرار ما حدث في الاتحاد اليوغوسلافي السابق وذلك في تصريحات من المرجح أن تزيد من حدة خلاف دبلوماسي مع أكبر دول إفريقيا من حيث عدد السكان. وكانت نيجيريا قد استدعت سفيرها من طرابلس في وقت سابق هذا الشهر بعدما اقترح القذافي تقسيمها إلى دولتين إحداهما إسلامية في الشمال والأخرى مسيحية في الجنوب، وجاءت تصريحاته عقب اشتباكات عنيفة دارت بين جماعات من المسلمين والمسيحيين حول مدينة جوس بوسط نيجيريا وقتل فيها المئات في أحداث تساءلت بعدها الحكومة النيجيرية عما إذا كان لليبيا دور فيها، وقالت نيجيريا إن تصريحات القذافي تفتقر للحساسية والمسؤولية وإنها "أضعفت مكانته ومصداقيته". وردا على الحكومة النيجيرية طرح القذافي مجددا فكرة التقسيم لكنه اقترح هه المرة التقسيم إلى عدة دول مستقلة وليس إلى اثنتين مستشهدا بتعدد الأعراق في البلاد، وقال القذافي إن نيجيريا لا يحل مشكلتها التقسيم إلى دولتين مسيحية وإسلامية بل هناك شعوب أخرى بغض النظر عن الدين تطالب بالاستقلال." وشبه الزعيم الليبي نيجيريا بيوغوسلافيا السابقة التي انهارت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانقسمت إلى دول مستقلة في خطوة ثارت بعدها صراعات في سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك ثم في كوسوفو، وقال القذافي إن مشكلة نيجيريا تشبه مشكلة الاتحاد اليوغوسلافي الذي كان قائما على عدة شعوب مثل نيجيريا ثم استقلت هذه الشعوب وانتهى الاتحاد اليوغوسلافي بسلام، فقد استقلت سلوفينيا بسلام واستقلت كرواتيا بسلام كما استقل الجبل الأسود بسلام واستقلت مقدونيا بسلام واستقلت صربيا بسلام. ولم تقع الحرب بين البوسنة والهرسك إلا بسبب من يحكم، وتابع قائلا "وبالتالي فإن النموذج المماثل لنيجيريا في هذه الحالة هو نموذج يوغوسلافيا."