وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد الى كابول في زيارة مفاجئة هي الاولى له إلى افغانستان منذ تسلمه مهامه، اجرى خلالها لقاء مع نظيره حميد كرزاي على ان يتفقد لاحقا القوات الاميركية، كما افاد مصور لوكالة فرانس برس. واوضح المصور، الذي رافق اوباما على متن الطائرة الرئاسية الاولى من الولاياتالمتحدة الى كابول، ان زيارة الرئيس الاميركي احيطت بالسرية لدواع أمنية. وقد غادر الرئيس منتجع كامب ديفيد من دون اعلان في وقت متأخر ليل السبت واستقل الطائرة الرئاسية في رحلة مباشرة من دون توقف استغرقت الليل بطوله. وحطت الطائرة في قاعدة باغرام العسكرية شمال كابول وكان في استقبال الرئيس قائد القوات الاميركية الجنرال ستانلي ماكريستال والسفير الاميركي في افغانستان كارل ايكنبيري. ومن ثم توجه اوباما، الذي قرر في كانون الاول/ديسمبر ارسال 30 الف جندي اضافي الى افغانستان، على متن طائرة مروحية يرافقه عدد محدود من افراد الوفد المرافق له الى القصر الرئاسي في كابول حيث كان في استقباله الرئيس حميد كرزاي. واقيم حفل استقبال بروتوكولي للرئيس الزائر استعرض خلاله اوباما ثلة من حرس الشرف الافغاني وتم عزف النشيدين الوطنيين الاميركي والافغاني. واكد الرئيس الاميركي امام جنود اميركيين في قاعدة باغرام شمال كابول، انه "واثق تماما" من الانتصار على حركة طالبان وتنظيم القاعدة في افغانستان رغم الايام الصعبة الآتية مؤكدا أن الولاياتالمتحدة تريد بناء "شراكة دائمة" مع افغانستان. وحذر اوباما من ان تنظيم القاعدة لا يزال يمثل تهديدا ليس فقط للناس في افغانستان وانما ايضا "للناس في العالم اجمع". واعلن مسؤول في البيت الابيض يرافق اوباما انه تقرر ان يقوم الرئيس الافغاني بزيارة الى واشنطن في الثاني عشر من ايار/مايو المقبل. واوضح مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي الجنرال جيمس جونز ان اوباما اراد لقاء الرئيس الافغاني لكي يبحث وإياه الاهداف التي وضعتها الحكومة الافغانية نصب عينيها من اجل تحقيق الاستقرار في البلاد. واضاف الجنرال جونز للصحافيين الذين رافقوا أوباما على متن الطائرة الرئاسية الاولى، ان الرئيس الاميركي يريد لفت نظر نظيره الافغاني الى انه "خلال ولايته الثانية لم تلق بعض المسائل الاهتمام" الذي تستحق. ومن هذه المسائل اورد المستشار الرئاسي على سبيل المثال "نظام تعيين (في المناصب الحكومية) مرتكز الى الكفاءة، ومكافحة الفساد ومكافحة مهربي المخدرات التي تعتبر المحرك الاقتصادي للمتمردين". ومن المتوقع ان يبحث الرئيسان ايضا المصالحة بين الفصائل الافغانية المتنافسة، بحسب جونز. من جهته اعلن مسؤول كبير في البيت الابيض طلب عدم الكشف عن هويته ان اوباما قام بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر من اجل عقد "لقاء مهم مع كرزاي وحكومته" وهو يريد ايضا "رؤية القوات وتقييم" الوضع الميداني "مباشرة" مع الجنرال ماكريستال. من ناحية اخرى أصيب ثلاثة جنود استراليين في حادثين منفصلين في أفغانستان. وذكرت صحيفة "ذا أستراليان" أمس الأحد أن جنديين استراليين أصيبا بجروح خلال قيامهما بأعمال الدورية في وادي ميراباد بمحافظة أوروزغان بعد انفجار قنبلة كانت مزروعة إلى جانب الطريق. ومن المقرر نقل أحد هذين الجنديين، الذي وصفت جروحه بأنها طفيفة، إلى استراليا بسبب إصابته بشظايا في جسمه خلال الأيام القليلة المقبلة من أجل العلاج. وأصيب الجندي الثالث خلال قيامه بأعمال الدورية في منطقة أخرى من المحافظة بعد تفجير قنبلة كانت مزروعة إلى جانب الطريق. ووصل عدد الجنود الاستراليين الذين تعرضوا لإصابات في أفغانستان إلى 18 هذا العام.