أوضح رئيس نادي الرياض الأدبي الثقافي الدكتور عبدالله الوشمي، بأن الاحتفال بالشيخ أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري برعاية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، يأتي في مساء الاحتفاء والالتقاء بالتجربة المختلفة، بتنوعها والتجدد والمشاريع الممتدة، إلى جانب الاحتفاء بالكتابة والتنوع. وقد أعرب الشيخ أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري، عن شكره لأدبي الرياض على استضافته عبر برنامج المهرجان الوطني للتراث والثقافة، مشيرا إلى ما قضاه في تلقي العلم في الكتتايب، مستعرضا دخوله إلى التعليم الابتدائي على كبر، متعلقا بقراءة الأسطورة التي لامست يديه منذ صغره في بداياته التعليمية، التي طالما اكتشفها معلموه بين يديه من حين إلى آخر. وقال ابن عقيل: قرأت ابن حزم مستعيرا كتبه من الشيخ عبدالله السالم، ومنها ابن حزم في طوق الحمامة، والمحلى بالآثار، مما جعلني أؤلف عنهما فيما بعد، فلقد كان لابن حزم فضل كبير على حياتي التي أجد أنها بنيت على ثلاثة أسس، الأول: استحضار المعلومة التي تخدم الموضوع الذي تبحث عنه، إلى جانب التفسير الموضوعي نصا أو مرادفا لما أبحث عنه حول ما أبحث عنه لأستنبط مجتمعا بعيدا عن الاعتماد عما تحويه ذاكرتي، فذاكرة الإنسان ربما تخونه كثيرا. ورد المجمل إلى المفسر لإيجاد مسلمات يبني عليها الباحث، للتغلب على الخطأ والسهو والنسيان أثناء البحث. أما الجانب الثاني الذي وصفه المحتفى به بأنه لا يفلح الباحث إلا به – بعد الله – فقد أشار إلى أنه يمثل حفظ اللغة التي تعد جسورا بين المتلقين، التي يجب أن يأخذ الباحث بها في الاعتبار، عطفا على مستويات المتلقين من جانب، أو اختلاف لغتهم من جانب آخر.. مشيرا إلى أهمية كتب المصطلحات في هذا الحقل، مستعرضا العديد ممن أسهموا في مساعدته بالمصطلحات اللغوية عبر مسيرته العلمية، مستشهدا بالعديد من المصطلحات وما تخفيه من مصطلحات من جماعة إلى آخرين أو من باحث إلى نظيره، الأمر الذي يفترض حسن تصور اللغة به. أما الثالث فأكد الشيخ بأنه يأتي على الأهمية نفسها لسابقيه، والذي حدده أبو عبدالرحمن بالمسؤولية الفكرية، التي يتمثل باجتماع أمرين أولهما: الموهبة، والآخر يجسده التدريب، مؤكدا على أهمية هذا البعد بوصفه مكملا للجانبين الأولين لطالب العلم والباحث في المعرفة. ومضى المحتفى به متذكرا العديد من المواقف إبان دراسته في مراحل التعليم المختلفة، التي جاء منها كتابته إحدى الإجابات التي لم يعرف الإجابة عليها بخط غير مقروء للمخاتلة بما أجاب عليه، إلى جانب ما كان يقرؤه خلال ساعات الدرس في كتب مغايرة لما يشرحه المعلم، عطفا على تلك المزاجية التي اتصف بها منذ طفولته، إلى جانب ما وصفه بالمشاغبة عبر العديد من المواقف مشيرا إلى أن بداية المعرفة تبدأ بالتحليل والتركيب، منبها إلى ضرورة المعرفة المركبة للباحث عبر حس مركب، يتطور إلى تجربة حسية، تقوم على تجريب المحسوسات إلى جانب البديهيات التي تحيط بها، التي يتكون عبرها معرفة العقل، التي تنمو بديهياته ومعارفه عبر ما يلج إليه من معارف. ودعا الشيخ إلى ضرورة التمييز بذكاء وحدية بحثية، في التعامل مع المعرفة ونظرياتها، وفرضياتها، وما تنتجه من هويات، مشيرا إلى أن الباحث لابد وأن يعتريه النسيان حتى لا يعلم بعد علم شيئا..مستشهدا بالعديد من الأمثلة الشرعية، من خلال النصوص الشرعية وما يجب على الباحث فيها وطالب العلم ذو العقل الرياضي، الذي يفترض فيه قدرات تستطيع أن تتعاطى مع دلالات النص الشرعي وما يحتكم إليها من أحداث وحوادث، بوصف العقل شرط التكليف وأداة البحث، ووسيلة الحكم على الأشياء. من جانب آخر أشار وكيل وزارة الثقافة والإعلام المكلف بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالله الجاسر، بأن الحديث عن قامة كقامة الشيخ ابن عقيل تحتاج إلى ساعات وساعات، مشيرا إلى أن شكر الأندية تجاه مثل هذه الفعاليات مما لا يستحق الذكر أو الشكر بوصفه واجبا على الأندية تأديته والنهوض به، موضحا بأن الكتب تشتكي من ابن عقيل الظاهري، في وقت يشتكي فيه المثقفون من الكتب. أما الدكتور ناصر الرشيد، فقد ذكر ما احتله الشيخ أبو عبدالرحمن من ذكر وحضور بين طلاب العلم في مشهدنا المحلي، معبرا عن الشوق الذي كان يخيم على تلامذته وقرائه للالتقاء به، لما شغفهم من حب له مرده الإبهار الذي حظي به المحتفى به، واصفا الشيخ بأنه ممن حملوا مشعل التجديد الثقافي، والأدبي فقد كان مشجعا للتجديد والتحديث الأدبي كقصيدة التفعيلة، إلى جانب سعة أفقه الفكري والمعرفي.. مستعرضا أول لقاء به لضيف الأمسية. د. الجاسر يتقدم الحضور كما وصف الدكتور محمد الربيع، بأن الشيخ ابن عقيل، بأنه بقية من علمائنا، في عصر أمية المثقفين، مشيدا بما استطاعه من شمولية معرفية، وعلمية متنوعة، جعلها أبو عبدالرحمن تخدم بعضها بعضا، متسائلا عن مدى انجذاب أبو عبدالرحمن عبر قراءاته لان حزم فيما كتبه، إلى أن يكون منساقا إلى عشق المذهب الظاهري، إضافة إلى التدفق الفلسفي عند فارس الأمسية، عطفا على تمكنه في النظر إلى المسائل وفلسفتها بأدوات الفقه واللغة.. إلى جانب التحولات في حياته التي تساءل الربيع عن مشاهدتها في سرية لدى القراء، مختتما حديثه بما ميز ابن عقيل من أصالة تعاطت مع مستجدات العصر وفي ومقدمتها الحداثة. أما الدكتور محمد الهدلق، فاستعرض معرفته بضيف الأمسية منذ المرحلة الابتدائية، وما صاحبها من علاقة أخوية على الرغم من عدم دراستهما في صف واحد.. معرجا على علاقتهما إبان دراستهما في المعهد العلمي بشقراء، مستعرضا ما كان يتميز به من روح الدعابة، إلى جانب إجادته لفن التمثيل المسرحي، مستشهدا بتلقيبه بأبي نفلة عطفا على دور كوميدي مثله، مستشهدا بنشاطه الثقافي والصحفي إبان الدراسة في المعهد، مشيرا إلى أنه مع هذا لم يكن يميل إلى اللعب.. مشيرا إلى أن أول كتاب أهدي إليه في حياته كان من الشيخ ابن عقيل.. مستعرضا موقف المحتفى به من المد القومي إبان شبابه خلال تلك الحقبة، التي صاحبها اهتمام جاد بالعلم وطلبه والبحث في فروعه، إضافة إلى عشقه الكبير للمناقشات العلمية منذ أن كان طالبا، مما جعله يؤلف كتابين خلال دراسته بالمعهد. من جانب آخر استعرض الدكتور أمين سيدو، ما تميزت به حياة المحتفى به من انقطاع للعلم، تميزت لديه بلذة طلب العلم، وعشق المعرفة والبحث عنها، إيمانا منه بأن الباحث عليه الجمع بين المعارف والعلوم التي يخدم ويكمل بعضها بعضا، ليصبح عالما متدربا على مختلف مسائل العلم ذات الصلة ببحثه وتأليفه ونشره. جاء ذلك خلال الأمسية التي أقيمت ليلة البارحة ضمن فعاليات النشاط الثقافي والفكري للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته الحالية، بالتعاون مع نادي الرياض الأدبي الثقافي بحضور جمع غفير من الأدباء والمثقفين، الذين طرحوا مجموعة من الأسئلة وجملة من المداخلات بين يدي ضيف الأمسية.