..وبينما كنت أتجول في معرض الكتاب منذ أيام خلت استوقفني رجلان يتجولان في المعرض أحدهما قاض والآخر من رجال الهيئة ودار معهما حوار حول المعرض وكثرة زواره وتنوع الكتب وتوافد الرجال والنساء والعوائل والأطفال وأبدى أحدهما امتعاضه من بعض الكتب المعروضة وتمنى لو خصصت أيام للرجال وأخرى للنساء، ولكني استوقفته وقلت نحن في سوق عام وهل ترى ما يخدش الحياء؟ وهل تجد سفوراً وتبرجاً؟ وجلسنا نرقب المشهد ومن خلال أكثر من عشر نسوة رأينا واحدة قد كشفت وجهها فقط وحين أقيمت الصلاة توقفت الحركة وتحولت الممرات إلى مصليات وصار المعرض كله مسجداً وارتبط المصلون بالسماء مع صوت الإمام الندي وغابت الدنيا وما فيها وما عليها. وبعد الصلاة استمر النقاش وحمدنا الله على تمسك المجتمع بدينه وأخلاقه واتفقنا على ان المعرض هذا العام تميز بالنظام والهيبة إلاّ ان في المعرض كتباً ما كان يجب ان تعرض حتى وان كان الإنترنت والقنوات الفضائية قد استباحت كل شيء وألغت الخصوصية فالكتب التي تسخر من الدين أو تتطاول على رموز الوطن وقادته أو التي تخدش الحياء كان الواجب منعها ومنع ناشرها من المشاركة في المعرض وتحركنا نحو تلك الدار التي تجاوزت واستعرضنا بعض الكتب التي تعرضها وتخدش الحياء وقال صاحبي لست أدري ألهذا الدار رسالة ترغب نشرها أم أنها المادة والربح وإلاّ كيف تعرض لهذا المجتمع المحافظ هذه الكتب قلت أرجو ألا تشارك هذه الدار وأمثالها مستقبلاً وأرجو ان يكف المتطاولون على قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا فالمجتمع السعودي رهانه الإسلام وتمنيت لو رأوا تلك الجموع المطمئنة وكيف انشلت حركة المعرض حين علا صوت الأذان وكيف كان الصغار مع أمهاتهم واخواتهم يرمقون من خالسهن النظر شرراً ويحوطونهن وكأنهم حراس الفضيلة.