في قصص قصيرة سبع، سمّى القاص والأديب التونسي، إبراهيم درغوثي مجموعته القصصة باسم إحدى القصص: منازل الكلام، تناول من خلال هذه القصص السبع، ما يمكن أن أسميه النموذج التونسي الحديث والمعاصر لمشهد القصة القصيرة في تونس، بل في المغرب العربي برمته. تاكسي، عربة الدرجة الممتازة، المغني المجنون، منازل الكلام، عامل المحل يعشق حكايات الف ليلة وليلة، وأخيرا متاهات. هذه عناوين القصص الواردة في ثنايا مجموعته القصصية. ومن العناوين يمكن أن نستقي مدلولات القصص، فقصة تاكسي تتحدث عن يوميات سائق تاكسي، وعربة الدرجة الممتازة تتحدّث عن بطل القصة كيف تعرف في سفرته على فتاة ما، ينقذها آخر القصة من جنود كادوا يغتصبونها، والمغني الأعمى، وكيف ينقلب وضعه رأسا على عقب بعد لقائه المغنية اليهودية، وكذا المجنون الذي فقد عقله حين علم بقصة زوجته الخائنة! هي قصص اجتماعية، لكنّ روح القاص، جعلت منها تمرّ في جُلها إلى ما يمكن أن اسميه، بنجاح درغوثي في افتتاح خط يخصه في مجال كتابة القصة القصيرة. لكنه في منازل الكلام يحاول أن يقارب بين ما يمكن أن تتصوره من خلال ما يرد من أصوات عبر الهاتف أو الجهاز المحمول. إبراهيم الدرغوثي في مجموعته الحديثة: منازل الكلام والصادرة عن دار إشراق للنشر (2009م) يعكس بحق مستوى القصة القصيرة في تونس.