الفيفا ينشر «البوستر» الرسمي لبطولة كأس العالم للأندية 2025    إحباط تهريب 380 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    مدرب البحرين: أعد بالتأهل لكأس العالم 2026    "الديار العربية" و"NHC" توقّعان اتفاقية تطوير مشروع "صهيل 2" بالرياض    القمر البدر العملاق الأخير    تركي آل الشيخ يعلن القائمة الطويلة للأعمال المنافسة في جائزة القلم الذهبي    قادة الصحة العالمية يجتمعون في المملكة لضمان بقاء "الكنز الثمين" للمضادات الحيوية للأجيال القادمة    جامعة أم القرى تحصد جائزة أفضل تجربة تعليمية على مستوى المملكة    المملكة تواصل توزيع الكفالات الشهرية على فئة الأيتام في الأردن    فريق قوة عطاء التطوعي ينظم مبادرة "خليك صحي" للتوعية بمرض السكري بالشراكة مع فريق الوعي الصحي    وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية فرنسا    الذهب يواجه أسوأ أسبوع في 3 سنوات وسط رهانات على تباطؤ تخفيف "الفائدة"    النفط يتجه لتكبد خسارة أسبوعية مع استمرار ضعف الطلب الصيني    جامعة أمّ القرى تحصل على جائزة تجربة العميل التعليمية السعودية    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    ميقاتي: أولوية حكومة لبنان هي تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701    بيهيتش: تجربة النصر كانت رائعة    صحيفة إسبانية.. هذا ما يمنع ريال مدريد عن ضم لابورت    "الخبر" تستضيف خبراء لحماية الأطفال من العنف.. الأحد    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    البثور.. قد تكون قاتلة    قتل أسرة وحرق منزلها    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    أمين الأمم المتحدة يؤكد في (كوب 29) أهمية الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية    إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر جنوب بيت لحم    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الرياض تستضيف النسخة الرابعة لمنتدى مبادرة السعودية الخضراء    جرائم بلا دماء !    الحكم سلب فرحتنا    الخرائط الذهنية    «قمة الرياض».. إرادة عربية إسلامية لتغيير المشهد الدولي    احتفال أسرتي الصباح والحجاب بزواج خالد    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    «السوق المالية»: تمكين مؤسسات السوق من فتح «الحسابات المجمعة» لعملائها    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    6 ساعات من المنافسات على حلبة كورنيش جدة    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    عاد هيرفي رينارد    لماذا فاز ترمب؟    علاقات حسن الجوار    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    استعادة التنوع الأحيائي    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    مقياس سميث للحسد    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخة موزة المسند: الملك عبدالله يسعى لتعاون دول المجلس وتطوير مجتمعات الخليج ورفاهية شعوبها
في حديث خصت به «الرياض»
نشر في الرياض يوم 24 - 03 - 2010

في مقابلة خصت بها «الرياض» قالت الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بأنها لمست لدى مقابلتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله تطلعه بأن يصبح هناك مجلس تعاون قوي وان تصبح شعوب الخليج مرفهة.
وأضافت اندهشت بدقة المعلومات التي يمتلكها الملك عبدالله في مواضيع الأبحاث العلمية والبرامج الأكاديمية ووقوفه شخصياً على تفاصيل فنية لا يقف عليها إلا شخص متخصص.
كما أوضحت الشيخة موزة بأن الأزمة المالية العالمية التي تعرضت لها اقتصاديات العالم تأثرت بها دولة قطر ، مشيرة الى أن الأزمة لو حدثت في المنطقة بنفس الحجم الذي وقع في اوروبا وأميركا كانت ستحتاج إلى قرون لكي تتعافى ، مرجعة سبب ذلك إلى افتقارها للقوى البشرية والبنى التحتية.
وتطرقت الشيخة موزة إلى وضع المرأة القطرية التي قالت بأنها استطاعت أن تبرز، مؤكدة بأنها استفادت من الإمكانات المتوفرة ، لافتةً في نفس الوقت إلى ان المرأة في الجزيرة العربية لم تأخذ حقها في الماضي ولا في الحاضر بالرغم من انجازاتها، مشيرة في نفس الوقت إلى ان قطر تعكف على مشروع مهمته إبراز دور المرأة في الجزيرة العربية عبر التاريخ. فإلى نص الحوار:
* كلنا نعرف أن الاقتصاد الخليجي جزء من اقتصاديات العالم وفي عام 2009 تعرضت اقتصاديات كبرى في العالم لشيء من الاهتزاز والتراجع وتأثرت في هذا بعض البنوك ، ما مدى أثر هذه الأزمة بالنسبة لقطر ، هل تعرضت لخسائر كبيرة أو كانت هزة خفيفة؟
طبعاً.. تعلم أننا نعيش في عالم متداخل ومتأثر ببعضه فلا بد أن أي أزمة اقتصادية عالمية ، لا بد أن نتأثر فيها ليس فقط دولة قطر بل كدول الخليج ودول المنطقة ، لكن علينا الاستفادة من الدروس العالمية في الاقتصاد العالمي الذي حصل في الغرب في أوروبا وأميركا كانت هزة ليست مالية واقتصادية ، بل هزة أيقظتنا كلنا لأن نأخذ احتياطنا ونعرف كيف نتصرف في اقتصادياتنا ، بالنسبة لأوروبا والغرب الذين حصل لهم أزمة ويمكن ان يتعافوا منها ، ربما في سنة .. سنتين والوضع يتغير، لكن نحن كأمة عربية أو كدول خليجية يقال إن لدينا ثروات هائلة سواء نفطية أو أخرى في باطن الأرض ، لو حدثت لنا نفس الهزة بنفس المستوى بنفس التأثير تتصور كيف سيكون تأثيرها علينا في المنطقة ، إذا كان تأثيرها على أوروبا سنة أو سنتين وممكن أن يتعافوا، بالنسبة لنا فسنأخذ قرونا لكي نتعافى ، السبب ، أننا ما زلنا رغم ما يقال علينا إننا دول غنية ما زلنا دولا فقيرة بقواها البشرية فقيرة باحتياجاتها من البنى التحتية ، اليوم نحن في دول الخليج ليس لدينا شبكة سكة حديد تربطنا ببعض ، ليس لدينا شبكة مياه وكثير من المناطق النائية في قطر وغيرها مازالت تستخدم حاويات لنقل المياه، وحسب المؤشرات التي نتحدث عنها وهي الغنى والفقر هل نستطيع أن نقول إننا دولة غنية ولم نتأثر بالأزمة الاقتصادية ، أنا أقول إن الذي حدث في الغرب درس علينا أن نتعلم منه ونبدأ بالتركيز على اقتصادياتنا الداخلية واستثماراتنا المتباينة.
* ولكن هل تأثرت قطر ؟
لا بد أن قطر تأثرت مثلها مثل أي دولة أخرى ، لكن الحمد لله نحن لدينا أولويات وسمو الأمير عندما وضع إستراتيجيتنا وضع أولويات لهذه الإستراتيجية والأولوية كانت للتعليم والصحة والبحث العلمي ، ولضمان هذه المشاريع أنشأ وقفا لهذه المشاريع بحيث انه مهما حصل من أزمات داخلية وخارجية لا تتأثر ، والحمد لله هذا الذي جعل مشاريعنا بالذات في التعليم وهو الذي أعني به إضافة إلى الصحة والبحث العلمي ، استطعنا أن نكمل المسيرة بدون أي تعطيل.
* يمكن أن نعتبر انه من حسن حظ دولة قطر أنها بدأت بعد بدايات دول خليجية أخرى وهذا أتاح لها الفرصة أن تكسب درسا أو ملاحظة أو مراقبة ما حدث لدى الآخرين ، ما مدى استفادة قطر من التجربة الحضارية في دول الخليج الأخرى ؟
دعني أركز فيما يعنيني أنا لا أدعي أنني محللة اقتصادية ولكن ربما يكون لدي رؤى انعكست على مشاريع كنا نتبناها في التعليم والصحة والبحث العلمي وهذه هي المجالات التي تعنيني فعلاً وأشعر أنها أساس تقدم في أي مجتمع ، طبعاً نحن عندما بدأنا مشاريعنا في الصحة والتعليم أجرينا مسحا شاملا لتجارب سابقة داخلية وخارجية حتى تجارب قطرية ، واستطعنا أن نستفيد من الأخطاء وفعلاً استفدنا حتى من النجاحات الموجودة ، نحن لا نستطيع أن نقول كل التجارب فاشلة هناك تجارب ناجحة في المنطقة وفي داخل قطر حاولنا أن نعممها ونؤسسها ونعمقها ونبني عليها فطبعاً الاستفادة من الآخر... ومن الحكمة أن يستفيد الإنسان من تجارب الآخر.
* هناك مؤشرات خلال العشر سنوات الماضية وفي ولاية الرئيس بوش وبعد أحداث 11 سبتمبر كان من الواضح أن هناك توجها أميركيا لتغيير خارطة المنطقة في الشرق الأوسط وأطلق عليها "الشرق الأوسط الجديد" وطبعاً لا يعني الأميركيين ماذا يحصل في شمال الشرق الأوسط أو غربه يهمهم ما يحدث في شرقه حيث يوجد البترول ، ومن حسن حظ المنطقة أن بوش تعثر بأفكاره وان منطقة الخليج تحديداً تحركت لواقع اكبر وأصبحت هناك مواجهة لبعض الأفكار الأميركية ، مرت السنوات وحدث الوضع الإيراني الجديد وكان هناك مخاطر من غير المعقول أن ننظر لها على أنها تهدد لبنان او تهدد إسرائيل بقدر ما هي تهدد الوحدة الخليجية ، من كل هذه السيرة السياسية على مدى العشر سنوات الماضية ألا تعتقد سموكم انه من الأفضل لدول الخليج لو اتجهت لتوفير صيغة من الاتحاد العام الذي يجمعها بسياسة موحدة وقوة عسكرية موحدة ؟
طبعاً بالتأكيد وهذا كان التمني انه من خلال مجلس التعاون أن يحدث هذا التعاون ويحدث هذا التوحيد كمنظومة سياسية وعسكرية وكمنظومة تربوية ، ومواطن مجلس التعاون كان يتطلع الى أن الآمال تتحقق من خلال اجتماعات القيادة .. قيادة دول مجلس التعاون .. وصارت هناك اجتماعات غير رسمية تحدث بين الإخوة في دول المجلس على أمل أن يكون هناك رؤى وتوحيد للمواقف وتكون هناك تجارة بينية بين الدول ويكون هناك تنسيق ، لكن للأسف ما تحقق حتى الآن من أهداف وُمنى لا يصل فعلاً للطموح لمنظومة دول مجلس التعاون ، فإيجاد اتحادات جديدة أتصور ليس هو الهدف إنما الهدف هو تمكين وتوظيف المنظومة التي اتفق عليها الإخوة القادة في دول المجلس حتى فعلاً تحقق الأهداف التي كانت مرسومة لها . أنا أتصور .. ذكرت ان بوش لم يحقق هدفه لأنه تعثر اعتقد أن من المخجل.. أتصور انك قلته وبألم أن الذي حصل عدم تحقيق رؤى بوش وإدارته وتنفيذ مشروع "مشروع الشرق الأوسط الكبير" لأنهم تعثروا .. أتمنى كنا نستطيع أن نقول إنهم تعثروا لأننا أخذنا موقفا قويا واستطعنا فعلاً إيقاف التيار الهمجي.
* الملك عبدالله كان قوياً وحازماً في مواجهة ما كان يحدث وما كان يحيط بالمنطقة من مخاطر سواء تعلق الأمر بالأمن الخليجي أو بالقضية الفلسطينية . اذكر أنه في "تكساس" كاد أن يقطع رحلته تمسكاً بوجهات نظره الصائبة التي وجدت تفهماً أميركيا آنذاك ، نفس الشيء حدث مع الرئيس الأميركي ذاته في مؤتمر عقد بشرم الشيخ في مصر حيث لم يكن جدول الأعمال فيما يخص القضية الفلسطينية مرصوداً بما هو مطلوب سلفاً وتم فعلاً تعديل جدول الأعمال ؟
أنا بالأمس قابلت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكنت فعلاً متأثرة بصدق الإنسان وبحراك مشاعره وتطلعاته ، لأن يصبح هناك مجلس تعاون قوي وشعوب خليجية مرفهة ، وبصراحة اندهشت وأعجبت بدقة المعلومات التي يمتلكها خادم الحرمين في موضوع الابحاث العلمية وبرامج أكاديمية ووقوفه شخصياً على تفاصيل جداً فنية التي لا يقف عليها إلا شخص متخصص ، وأنا ذكرت للإخوان في جامعة الملك سعود عندما زرتها ، وقلت إن لديكم فرصة ذهبية استفيدوا منها ، خلال زياراتي العديدة ومقابلاتي الكثيرة لرؤساء دول العالم لم أجد شخصا أو قائدا كان لديه حماس المخلص والصادق تجاه تطوير التعليم وتطوير البحث العلمي وتطوير المجتمعات الخليجية وليس فقط المملكة . فأنا لا اشكك في دوره أو في حماسه أنا أتكلم عن موقف موحد للأسف في المنطقة العربية بصورة عامة .. موقف موحد من إدارة بوش لم تستشعره .. أتصور حتى بعض التصريحات الأميركية كانت تصريحات فيها نوع من الحماقة وأنا أقولها بصراحة .. وسمو الأمير ذكر لهم انه يجب أن يكون هناك اعتبار للإنسان الخليجي والعربي حتى في التصريحات التي تذكرونها .. فللأسف هذه الجرأة كان لها سبب ولم تأت من فراغ فعدم وجود موقف عربي موحد .. فأنا أؤمل على المنظومة الخليجية كثيراً ووجود جلالة الملك كقائد لهذه المنظومة قائد روحي يتزعم هذه الجزيرة العربية التي انطلقت منها الرسالة الإسلامية واللغة العربية المنتشرة في كل مكان ، فأنا اعتقد كجزيرة عربية انطلقت منها الحضارة الإسلامية لها دور ومازال لها دور ودورها اليوم في أمل اكبر وأن يتعزز بسبب وجود هذه القيادة الحكيمة على رأسها.
* لسموكم دور كبير في تنشيط التعليم في قطر ، ونرجع في نفس الوقت لحداثة التطوير في قطر لأن له جانبا ايجابيا في الاستفادة من تجارب الآخرين وفي نفس الوقت الاستفادة من القدرة الطبيعية في قطر ، ماهي منطلقات تطوير التعليم في قطر ؟
موضوع التعليم لدينا موضوع أساسي انطلق من إيمان لدى سمو الأمير والقيادة بصورة عامة ، بأن أساس أي تغيير في المجتمع يبدأ من التعليم إذا أردت إصلاحا اقتصاديا او اجتماعيا او سياسيا فعليك أن تبدأ من التعليم ، ويعني ذلك أن الشخص المتعلم القادر على أن يتفاعل مع مجتمعه بحيوية وفعالية لا بد أن يستطيع أن يتحمل مسؤولية، ويستطيع أن يكون ايجابياً في مجتمعه ويكون ايجابيا في المجتمع الأكبر المحيط فيه ، اليوم نتكلم عن "المواطن العالمي" ولأجل أن يكون المواطن عالميا يجب أن يكون لديك كل الآليات التي تمكنك أن تتفاعل بقوة وفعالية وتؤثر كما يؤثر فيك الآخر ومن هذا المنطلق ركزنا على التغيير والإصلاح في التعليم ، من حيث البنية الأساسية في التعليم فنحن عملنا كثيراً على المنهج وطرق التعليم ، فطرق التعليم التي كانت سائدة في قطر مثل معظم دول العربية طرق كلاسيكية كالتلقين والحفظ بمعنى احفظ وقدم للامتحان، هذا النظام غيرناه كليةً الذي حصل أننا أردنا أن يكون عندنا منذ البداية من السنوات المبكرة لعمر الطفل موضوع التحليل والمقارنة والاستنتاج هو أساس تفكير الطالب لدينا ، يجب على الطالب أن يصل الى الحل بطريقة منطقية تحليلية يستخدم فيها قدراته التحليلية والفكرية ليصل الى النتيجة ، وهذا التفكير المنطقي الذي أتصور انه أساس ديننا الحنيف والشيء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم كان دائماً يركز عليه .. المنطق واستخدام العقل والتعقل هو فعلاً أساس تفكير الإنسان ، فإذا الإنسان شلّ قدرته الفكرية وقدرته التحليلية أتصور انه سيكون دائماً إمعة . قضية ان يكون لدينا مواطن فاعل ومتفاعل مع محيطه كانت هي الأساس فركزنا على التعليم حيث انه فعلاً يزرع هذه البذرة في الطفل وفي الشعب القطري ، والحمد لله بدأنا نشهد بعض نتائج عملية الإصلاح في التعليم ، طبعاً الذي ساعد على موضوع منهجية التفكير والتحليل هو البحث العلمي ، فالبحث العلمي أصبح شيئا أساسيا في نظامنا التعليمي ليس فقط في التعليم العالي حتى في التعليم العام ، فالطفل من المرحلة الابتدائية لا بد أن يبدأ أبحاثه العلمية بطريقة تتناسب مع فئته العمرية . البحث العلمي خصص له سمو الأمير ميزانية مهمة جداً في دولة قطر قدرها 2.8% من الناتج القومي القطري للتعليم ووضع وقفا للصحة والتعليم ليضمن استمرارية وحيوية هذه الأنظمة ، فأتصور هذه الفكرة الأساسية بأن يكون المخرج لدينا من النظام التعليمي مخرجا لا يتعايش فقط مع محيطه الضيق بل مع محيطه العالمي.
* دائماً المرأة المعنية بالإصلاح أحيانا تأتي من الصفوف الخلفية وأحيانا تأتي من المتوسطة أنت قدمت من أولويات الصف الأمامي ، تملكين المكانة الاجتماعية وقريبة من سلطة القرار ، كيف ترين وضع المرأة القطرية في المجتمع ودورها؟
أتصور أن المرأة القطرية مثلها مثل المرأة الخليجية بصورة عامة ، للأسف الصورة النمطية عن المرأة في الخليج في الخارج .. وللأسف نحن تبنيناها ويمكن أننا عملنا بها فترة من الزمن ، بأن المرأة الخليجية امرأة محدودة الطموح وذات إمكانات ضيقة. في قطر بسبب أن مجتمعنا صغير ومجتمعاً لا يستطيع فعلاً أن يفرق بين فئة وأخرى وجنس وآخر كان لا بد للقوة البشرية في المجتمع أن تتعاون معاً ، من اجل إحداث الإصلاح في المجتمع ، وهذا لم يأت بطريقة ممنهجة بل بطريقة طبيعية حتى ُكثر من قياداتنا التي تتولى كثيرا من المناصب المهمة هم سيدات وهذا الموضوع لم يأت بترتيب أو تنسيق معين وإنما جاء بطريقة طبيعية لأن الكفاءة لدينا تأتي قبل أي شيء آخر، تأتي قبل النوع ذكرا أم أنثى أو الجنسية حتى إذا كان هناك شخص كفؤ أفضل من الشخص القطري فله الحق أن يتولى هذه الوظيفة ، فبدأ القطري يشعر أن المنافسة قوية ويشعر أن الطريق ليس سهلا كما في السابق. فالمرأة القطرية طبعاً استفادت من هذا الوضع مثل الرجل القطري ، وأزيح الستار عن الكثير من الإمكانات والقدرات التي كانت متوفرة لكن لم تكن هناك فرص بأن تبرز نفسها ، اليوم المرأة القطرية أتيحت لها الفرصة وبالتالي بينت على السطح بالرغم أنها كانت موجودة ، ولكن اليوم بسبب الإمكانات المتوفرة وبسبب إيمان القائد العام بضرورة تعاون كل أبناء الوطن من اجل بناء هذا الوطن استطاعت المرأة القطرية أن تبرز مثل أخيها القطري ، وأريد أن أركز هنا على موضوع يتعلق بالمرأة في الجزيرة العربية بصورة عامة ، المرأة في الجزيرة العربية لم تأخذ حقها في الماضي ولا في الحاضر عند كثير من المفكرين والرأي العام والإعلام الموجود في المنطقة ، المرأة برغم كل انجازاتها في الجزيرة العربية تاريخياً لا يذكرها التاريخ بما تستحقه من الذكر ، فنحن في قطر نعمل قائمين على مشروع لإبراز دور المرأة في الجزيرة العربية عبر التاريخ قبل الإسلام وبعده ، فالمرأة العربية أثرت وتأثرت في كل المراحل التاريخية التي مرت بها الجزيرة العربية ، للأسف هذا غير معروف في الخارج ليس في الخارج الغربي بل حتى في العربي ايضاً . ودائماً المرأة في الجزيرة العربية لا تذكر بما تستحقه عندنا في الجزيرة العربية شاعرات وأديبات وحافظات ومفكرات وعالمات ومبدعات ومخترعات وكل هذا للأسف غير معروف وغير متداول ، فالمرأة في الجزيرة امرأة بألف خير وفَورَ ما تتاح لها الفرصة ستبدع.
* من منطلق حديث سموك الأخير عن أن المرأة العربية التي لم تسلط عليها الأضواء كما ينبغي ، ألا تعتقدين انه من المناسب ونحن نتكلم عن التعليم والتطوير العام وشمولية الوعي أن يكون هناك اجتماعات دورية تعتني بشؤون المرأة وتكون خليجية مشتركة ؟
هذا ما نتمناه ليس فقط شؤون المرأة بل بشؤون الأسرة التي تعنيني ، الأسرة الخليجية بصورة عامة ، فالمرأة هي عضو في داخل الأسرة التي هي حاضنة للمرأة والرجل والطفل ، إذا أردنا فعلاً ان ننهض بدور المرأة في المنطقة يجب أن ننهض بدور الأسرة بصورة عامة ، يجب أن الرجل يتعلم والطفل أن يتعلم حق وحقوق ومسؤوليات الآخرين، وبالتالي ستكون ثقافة مجتمعية عامة لا نستطيع ان نركز على عنصر واحد ونترك العناصر الأخرى يجب علينا أن نتكلم عن الأسرة ككتلة كاملة متكاملة ، إذا استطعنا أن نطور الأسرة الخليجية فأتصور انه وبشكل " أوتوماتيكي" دور المرأة سيتغير ودور الإنسان الخليجي بصورة عامة سيتغير كذلك.
الشيخة موزة تداعب طفلة خلال زيارتها لمدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.