فاصلة: (( القلق يجعل ظلا كبيرا لشيء صغير )) حكمة عالمية بدأ برنامج الدكتوراه وبدأت أشعر بالزمن يركض، وبدأ الوقت كما وصفه شاعرنا العربي سيفا قاطعا. أهم شيء في هذه المرحلة هي القراءة وأمامك 12 شهراً لتقدم تقرير السنة الأولى (حوالي عشرين ألف كلمة)الذي يحدد هل ستقبل الجامعة استمرارك في البرنامج أم لا . بدأت في مواجهة مع القلق خاصة أن "علياء" الصغيرة لا تترك لي مجالا للقراءة بتركيز في المساء . وواجهت صعوبة أخرى أن الليل طويل في مانشستر والنهار قصير جدا، وأنا طوال حياتي أعمل وأكتب في الصباح الباكر ولا أعرف السهر . جربت أن أشرب القهوة التي لم أكن أشربها إلا في المناسبات وكنت أسهر بالفعل لكني لا أنجز شيئا لأنني لا أستطيع التركيز، وإذا جاء الصباح فإذا أنا لا أستطيع التركيز أيضا لقلة عدد ساعات النوم. أمسكت بالورقة والقلم.... لا بد من تنظيم جديد لليوم خاصة أن برنامجي للدكتوراه ليس به مواد أدرسها، لكن من شروط التميز به التدريب المستمر لذلك فالوقت إن تركته دون تخطيط سيهرب مني. كل شيء يسير تماما كما خططت له إلا القراءة التي أحتاجها لأكتب مبدئيا أدبيات البحث . عليّ أن أقرأ كتبا وأبحاثا تتعلق باضطرابات ما بعد الصدمة والعنف تجاه المرأة والعلاج السلوكي المعرفي. استطعت أن أجمع الأبحاث والدراسات والكتب، فشبكة الانترنت تسهل كل شيء واستطعت أن أجد المقاييس النفسية التي طلبها مشرفي عبر مواقع معينة في الانترنت . هل أشعر بالتشتت؟ هل أشعر بالضياع ؟ نعم إنها السنة الأولى في الدكتوراه ...مذاق مختلف عن دراسة اللغة الانجليزية ،عوالم منفتحة من المعرفة ،ولا أعلم هل من حسن الحظ أم سوئه أنه لا يوجد في قسم علم النفس الإكلينيكي طالب أو طالبة من السعودية أو من الدول العربية، وهذه المعلومة أعادتني إلى رفض الملحقية في البداية التحاقي بهذا القسم لأن جامعة مانشستر مزدحمة بالطلاب والطالبات السعوديين، فأين هم في القسم الذي أدرس فيه ؟! في كل مرحلة أختبرها وتختبرني، وفي هذه التجربة أحاول أن أتأمل إلى أي مدى تغيرت عاداتي اليومية .