الفراق... لوعة تكوي القلب العليل، دمعة من المقلة تسيل. بداية نهاية ونهاية مبتدأ، ألم خفي يعتصر الفؤاد مرارة وقسوة. بوح المكنون. . . له في الحلق غصة، ومع دمع العين قصة. ما أشد الفراق الحتمي الذي لا مفر منه. . . الموت ! ! يسلينا أن يجمعنا ربنا في جنة الفردوس الأعلى مع من نحب. الفراق يعجز وصفه . . . تُجمع الحروف وتصف الكلمات للحديث عنه . رعى الله من فارقتُ يومَ فراقهم حشاشةَ نفسٍ ودَّعت يومَ ودَّعوا عبدالرحمن بن محمد المنيع . . . أخ لم تلده أمي ، صديق صدوق صادق الوعد. عرفته منذ ما يقارب خمسة عشر عاماً، كان الانضباط والالتزام بالنظام شعاره، مشرفاً ورئيساً للإشراف ومعلماً لجميع المراحل الدراسية، وسفيراً فوق العادة حيث مثل المملكة خير تمثيل حين ندبه للتدريس خارج المملكة، ذو ( كاريزما ) قيادية وابتسامة محببة، سخي يد وكريم نفس، كان محبوباً من كل شخص احتك به مباشرة، حسن المعشر متواضع ذو خلق رفيع لم أعهده في غيره، باراً بوالديه، واصلاً لرحمه، مؤنساً لصحبه. ما ذكرته ليس توجداً على زمن كان نديمي فيه كل ليلة، كان كالبحر الدر في أعماقه كامن، لا يمل من مجلسه الذي يطرزه بفوائد علمية، وطرائف رائعة، إنما هو صورة تعكس جزءاً بسيطاً من شخصية عبدالرحمن بن محمد المنيع السامية كعلو السماء. عبدالرحمن . . . انتقل إلى رحمة الله يوم الاثنين 29/3/1431ه. بعد ما عاناه من مرض عضال نسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين وألا يبتليهم، كان في مرضه كما عهدته بشوشاً طلق المحيا مستبشراً، دائم السؤال عنّي، أكتب خاطرتي ولا أعلم هل أستطيع أن أكملها فالدمع في محجر العين محبوس. بكيتُ وهل بكاءُ القلبِ يُجدي؟ فراقُ أحبتي وحنين وجدي فما معنى الحياة إذا افترقنا؟ وهل يجدي النحيب فلست أدري! لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ وله ما أعطى. أشكوا إلى الله أنَّ الدمعَ قد نفِدا وأنني هالكٌ من حبكم كمدا عبدالرحمن . . . أسأل الله أن يغفر لك ويتجاوز عنك ويجعل ما أصابك تكفيراً لذنوبك ورفعة لدرجتك وأن يجمعنا وإياك في جنة الفردوس الأعلى، سأظل وفياً لك داعياً لك، * محافظة الزلفي