المبتكرة السعودية الدكتورة منى بنت محمد بن صالح الدوسري عضو هيئة التدريس ورئيسة قسم الأحياء بكلية التربية الأقسام العلمية بجامعة الملك سعود بالخرج حصلت على براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عن اختراعها جهاز اختبار مدى الاستجابة الشمية عند الحشرات للمادة المختبرة، وهو الجهاز الذي طبقته على سوسة النخيل الحمراء واستخدمت عدداً كبيراً من الزيوت العطرية والتربينية لمعرفة مدى استجابة السوسة لرائحة هذه الزيوت، او نفورها منها وتوصلت الى 15نوعاً من الزيوت الطاردة للسوسة، الامر الذي من شأنه في حالة تطبيقة في المزارع المصابة ان يبعد سوسة النخيل عن المزرعة بدون الحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية.. اما الامر الصادم فهو توقف الدكتورة المخترعة عن ابحاثها في هذا المضمار نظرا لأن الخطوة التالية تتطلب عملاً ميدانياً في الحقل وهو امر متروك لرجال ومزارعي وزارة الزراعة.. غير ان تواصلا من اي نوع مع وزارة الزراعة لم يتم ولم تخطرهم المخترعة باختراعها ولم تخطرهم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بهذا الاختراع الذي يمكن ان يحل مشكلة ضخمة. وصف عمل الجهاز يتعلق الاختراع باختبار مدى الاستجابة الشمية عند الحشرات للمادة المختبرة حيث يتيح الفرصة أمامها إما بالاتجاه أو الابتعاد عن مصدر الرائحة وذلك من خلال شكل الجهاز، والذي يتكون من غرفة مربعة الشكل مفصولة بحاجز إلى ممرين، مع وجود فتحة في أعلى الجهاز عن طريقها يتم إدخال الحشرات المختبرة،. 15 زيتاً طارداً وتقول الدكتورة منى عن اختراعها: تم تصميم الجهاز ليقيس مدى الاستجابة الشمية للحشرات الكاملة المختبرة لسوسة النخيل الحمراء أثناء إعداد البحث الخاص بدرجة الدكتوراه. حيث تم اختيار 31 زيتاً عطرياً و18 تربيناً و9 مواد كيميائية (كحولات، الدهيدات كيتونات) عن طريق هذا الجهاز، ثم رصدت الاستجابة الشمية لهذه الحشرات (الذكور والإناث) كل على حدة وأسفرت نتائج البحث عن انجذاب كل من الذكور والإناث إلى مجموعة من الزيوت العطرية النباتية والتربينات وهي : زيوت الجرجير، الخروع، جوز الهند، وزيت العرر.. أما الزيوت الطاردة لكلا الجنسين فهي 15 زيتا هي: الفجل، اللوز المر، الثوم، البصل، النعناع، الكافور، القراص، الشيح، السمسم، البرتقال، الليمون، البردقوش، الزعفران، الصبار، الخردل. شهادة الاختراع - وتبين أن زيت العرر هو أكثر الزيوت العطرية النباتية جذباً لكلا الجنسين بمعدل جذب 80% وقد أدت المعاملة بقيم Lc50 لكل من الزيت أو التربين للطور الكامل سواء بالتدخين أو المعاملة إلى حدوث بعض التغيرات الكيموحيوية في الجسم. توصيات المخترعة وأوصت الدراسة باستخدام الزيوت العطرية أو التربينات التي ثبت تأثيرها الجاذب أو الطارد على الحشرة حيث أن ذلك يتيح فرصة وضعها كمواد جاذبة لجذب الحشرة أو وضعها كمواد طاردة خاصة في النخيل وبالتالي يساعد في مكافحتها واستخدامها كمواد مؤثرة على حياة ونمو وتطور الحشرة مّما له أثر ممتد على حيوية وحياة وخصوبة الحشرة وأجيالها كوسيلة لمكافحتها أو الإقلال من تواجدها. وتقول د. منى: بحمد الله حصلت على براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية رقم «2018» بتاريخ 26/5/1429ه كما حصلت على جائزة المراعي للإبداع العلمي في مجال أمراض النخيل لعام 1428ه عن العمل الموسوم ب» مستقبلات الحس وسلوك سوسة النخيل الحمراء مع الإشارة للجاذبات والطاردات المكافحة واعتقد أن هذا الجهاز يخدم المشتغلين بوزارة الزراعة والمياه من الباحثين والمزارعين، لأنهم باستخدام الجهاز يستطيعون اختبار العديد من المواد سواء كمواد جاذبة أو طاردة. وتمنت الدكتورة الدوسري ان تتبنى الدولة ابتكارها وتطوره وتطبقه على ارض الواقع ليصبح منتجا فعالاً يخدم الانتاج الزراعي في المملكة والعالم ككل. معلومات هامة يوجد في المملكة 23 مليون نخلة منها حوالي 19 مليون نخلة في مشاريع زراعية ومزارع وحوالي 4 ملايين نخلة في البيوت والحدائق العامة، ويبلغ إنتاج المملكة من التمور ذات الأصناف الجيدة حوالي 884 ألف طن، وتتعرض ثروة النخيل في المملكة الى عدد من الآفات الزراعية التي تبذل وزارة الزراعة جهداً كبيراً في مكافحتها وعلى رأسها حشرة سوسة النخيل الحمراء التي تعتبر من أخطر وأهم الآفات الحشرية التي تصيب أشجار النخيل في الوطن العربي، وقد سجلت اولى حالاتها فى السعودية عام 1987 وقد تسببت تلك الآفة فى عام 1995فى إصابة ما يزيد على 10 آلاف مزرعة للنخيل فى الوطن العربي وقدر الفاقد الناتج فى المحصول آنذاك بحوالي 10أطنان لكل هكتار. وخلال عام 1428ه استخدمت وزارة الزراعة 6392 لتر و130 كيلو جرام مبيدات حشرية لمكافحة 390 نخلة مصابة بسوسة النخيل الحمراء في 128 مزرعة بمنطقة مكةالمكرمة فقط.