اقر مجلس النواب الأميركي إصلاحا تاريخيا لنظام التأمين الصحي بعد شهور من المفاوضات الصعبة في الكونغرس، في خطوة رأى الرئيس باراك أوباما أنها تؤكد أن الولاياتالمتحدة لا تزال قادرة على تحقيق "أمور عظيمة". واقر مجلس النواب بتأييد 219 صوتا مقابل 212 النص الذي تبناه مجلس الشيوخ في 24 ديسمبر ويوسع التأمين الصحي ليشمل 32 مليون أميركي محرومين منه حاليا في اكبر تغيير في السياسة الاجتماعية الأميركية في أربعة عقود، وقال أوباما في تصريحات مقتضبة بعد التصويت تماما "هذا المساء لبينا نداء التاريخ كما فعل كثيرون من الأميركيين قبلنا. لم نحاول التهرب من مسؤولياتنا بل تحملناها. لم نخف من مستقبلنا بل صنعناه". من جهته، كشف الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن أوباما صافح بحرارة مدير مكتبه رام ايمانويل عندما تجاوز عدد الأصوات العتبة المحددة ب216 صوتا كما صافح عددا كبيرا من مساعديه، وصوت كل الجمهوريين (178) و34 ديموقراطيا محافظا ضد إصلاح نظام التأمين الصحي بينما كان مئات المحتجين يرددون في الخارج "أوقفوا القانون". وبعد التصويت الأول وافق النواب بغالبية 220 صوتا مقابل 211 على سلسلة من "البنود التصحيحية" التي طالبوا بإدخالها على مشروع قانون مجلس الشيوخ ليحقق شروطهم، وهذا النص، سيحال إذا تم إقراره، على مجلس الشيوخ الذي يفترض أن يوافق عليه الأسبوع المقبل. وسيشكل النصان تحولا في سياسة التأمين الصحي في الولاياتالمتحدة بعد قرن من الدعوة التي أطلقها الرئيس تيدي روزفلت لمعالجة هذا القطاع على المستوى الوطني، بتوسيعهما التغطية لتشكل 95% من الذين لم يبلغوا الخامسة والستين من العمر. ومنع القانون شركات التأمين من ممارسات عديدة بينها رفض تغطية أشخاص بسبب حالات مرض مسبقة لديهم، أما النائب الجمهوري ايريك كانتور نائب رئيس النواب الجمهوريين أن "الخطة التي تكلف ترليون دولار ستأخذ أميركا التي نعرفها ونحبها الى اتجاه خاطىء". وينوي الجمهوريون مواصلة المعركة في مجلس الشيوخ (الذي سيحول إليه النص ) ورفض القانون إذا استعادوا الأغلبية في انتخابات نوفمبر، وتبلغ كلفة هذا الإصلاح 940 مليار دولار على عشر سنوات لكن من شانه أيضا خفض العجز الأميركي مقدار 138 مليار دولار خلال الفترة نفسها وفقا لأرقام مكتب الميزانية التابع للكونغرس، ويفترض أن يوقع أوباما النص على الفور.