انطلقت فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة برعاية خادم الحرمين الشريفين، وقد دعا حفظه الله لهذه المناسبة أخاه جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة الذي يعتبر من أشد المعجبين بالمهرجان، وقد عبر عنه حفظه الله بأن المهرجان يضطلع بالحفاظ على التراث العربي والسعودي الأصيل وعلى تنوع فعاليات المهرجان الثقافية والفكرية والفنية، الذي يؤكد تميز الدور الحضاري للسعودية، كما أعرب عن تمنياته بالنجاح لهذا المهرجان الثقافي وحرصه على تلبية دعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين. ويعتبر المهرجان الذي كانت انطلاقته الأولي عام 1405ه/1985م، يهدف الى التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف وللتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الانجازات الحضارية التي تعيشها المملكة والاهتمام بإبراز جوانب الإبداع الأدبي والفني والموروث الشعبي وتشجيع اكتشاف التراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه من الضياع وحمايته من الإهمال والعمل على صقل قيم الموروث الشعبي وتشجيع دراسة التراث للاستفادة من الايجابيات الموجودة به كالصبر وتحمل المسئولية والاعتماد على الذات لتدعيمها والبحث في وسائل الاستغلال الأمثل لمصادر البيئة المختلفة، ولا شك أن كل مواطن يشعر بالفخر والاعتزاز بمسيرة هذا المهرجان الذي يمضي بتوفيق الله أولا ثم برعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، وسمو النائب الثاني، حيث تأتي هذه الرعاية من قيادتنا الحكيمة أيدها الله تأتي كعلامة بارزة للمكانة الهامة التي توليها للفكر والتراث في بلادنا، كما أنها دعم لمسيرة الثقافة والإبداع في المملكة وفي المنطقة العربية والعالم، وينظر الجميع بإعجاب للجنادرية في يوبيلها الفضي، حيث سينطلق منطاد يحمل صورة خادم الحرمين الشريفين وعلم المملكة بعنوان منطاد ملك الإنسانية ليحلق عبر عدد من الدول الشقيقة والصديقة في رحلة تستغرق أكثر من عام ليشارك في الكثير من المناسبات والمحافل الدولية. هذه الخطوة الرائدة التي تعرّف شعوب العالم بما تعيشه المملكة، لتؤكد النجاحات المتتالية للمهرجان وإشارة واضحة بان الرسالة الثقافية والاجتماعية للمهرجان مفتوحة على العالم حاملة في طياتها رسالة خادم الحرمين الشريفين العالمية بضرورة الحوار بين الأديان والتعايش السلمي بين الشعوب وتضيف رافدا لعلاقات المملكة الخارجية بإتاحة الفرصة للمشاركات الدولية الصديقة ضمن فعاليات المهرجان التي تتمثل هذا العام مشاركة الجمهورية الفرنسية الصديقة بصفتها ضيف شرف. وتبني جائزتين عالميتين للباحثين والمهتمين بمجال التراث والثقافة على المستوى العالمي تحت مسمى " جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للتراث والثقافة " تأتي تأكيدا لقناعات خادم الحرمين الشريفين بأن العلم والثقافة هما رأس الحربة التي تستخدمها الأمم لتشق طريقها إلى الأمام، كما أنها إضافة جوهرية إلى عشرات الجوائز الوطنية والعالمية في شتى ميادين العلم والمعرفة والبحث العلمي التي يوليها حفظه الله عنايته الفائقة، ودليلا على وعيه رعاه الله منذ كان أميرا، حيث أعطى خادم الحرمين الشريفين اهتماما خاصا ومستمرا بهذه المناسبة الغنية المميزة التي زادت أصدقاء العرب في العالم ومناصري قضايا العرب والمسلمين، حيث لا يستطيع المشارك العربي أو غير العربي في المهرجان الا أن يعجب بالنقد الذاتي الذي يمارس لمسيرة الجنادرية بنوع من النزاهة ويذهل لكيفية اتصال المملكة كدولة ومجتمع بأصدقائها في العالمين الإسلامي والدولي عبر الجنادرية واتصل هؤلاء بالمملكة وقيادتها الحكيمة. ومن أسمى أهداف هذا المهرجان التأكيد على هويتنا العربية الإسلامية وتأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلا للأجيال القادمة والاتصال بالعالم وتأتي فكرة الجائزتين لتضيف بعدا آخر وهاما في مشاركة الآخر وتفاعله الايجابي مما يعطي للمهرجان زخما دوليا مضاعفا. * سفير خادم الحرمين في البحرين عبدالمحسن المارك