نجح قسم الأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض العام الماضي 1425 ه بعلاج 3254 حالة تحتاج إلى تركيب أطراف اصطناعية وأجهزة تقويمية، وتعتبر حالات الأطفال ذوي العيوب الخلقية والشلل الدماغي الأكثر استفادةً من هذه الأطراف والأجهزة، بالإضافة إلى مرضى السكري، والسرطان، ومرضى متلازمة (داون)، والأطفال الخُدج، والمصابين في حوادث السيارات. وذكر ل«الرياض» سعد العنزي أخصائي ورئيس قسم الأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية بالمستشفى التخصصي أن القسم الذي تأسس قبل أكثر من 25 عاماً بدأ عمله بطاقم أجنبي بالكامل من الجنسية الأمريكية والهولندية والفلبينية ثم بدأ بتوظيف الأخصائيين والفنيين السعوديين ابتداءً من عام 1999م، ويحتوي القسم في الوقت الحاضر على 4 مختصين منهم سعوديان اثنان و7 فنيين بينهما سعودي وسعودية يقومان بصناعة الأجهزة والأطراف المناسبة لمقاسات المريض في معامل المستشفى باستخدام مواد مستوردة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا والسويد ثم يقومان بتركيبها للمريض، مضيفاً أن القسم عالج في الفترة من عام 1418 ه وحتى 1425ه أكثر من 22 ألف حالة. وأوضح أن المصابين بالسرطان يستفيدون من الأطراف الاصطناعية في حالة بتر أطرافهم السفلية عند الركبة أو عند منطقة الحوض بسبب انتشار السرطان فيها، كما يتم تركيب أجهزة تقويمية للكاحل والقدم للمصابين بمتلازمة (داون)، وتستخدم أجهزة تقويم العمود الفقري للمصابين بانحناء الظهر جرّاء حوادث السيارات أو انحناء الظهر لدى بعض الفتيات والذي يحتاج إلى تركيب الجهاز للمريضة عند سن السابعة ويتم تغييره سنوياً حسب خطة العلاج ثم يتم التخلص من الجهاز بعد أن يكتمل تقويم الظهر عند سن السابعة عشر. وأكد أن نسبة نجاح عمليات تركيب الأطراف الاصطناعية في المستشفى التخصصي كبيرة جداً، كما أن الشخص الذي يستخدم طرفاً اصطناعياً لا يحتاج إلى مراجعة المستشفى إلا في حالة شعوره بألم أو تضايق من الطرف الاصطناعي. وأضاف أنه من الأفضل تركيب الأطراف الاصطناعية للمريض في الصِغَر، حيث بإمكان المريض التعود والاستفادة من الطرف بشكل أكبر، ويتم تغيير الأطراف تدريجياً على ثلاث مراحل حتى يصبح استخدام الطرف الصناعي مقارباً لاستخدام الأطراف الطبيعية بشكل كبير. من جانبه ذكر فؤاد الزيدان أخصائي الأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية بالمستشفى التخصصي أن المختصين في هذا المجال يواجهون صعوبات من ناحية قلة وعي المرضى بكيفية العناية بالأجهزة والأطراف الاصطناعية، بالإضافة إلى نُدرة عدد المختصين السعوديين في هذا المجال نظراً لعدم وجود قسم خاص في الجامعات والكليات السعودية، مؤكداً أنه لا يوجد في المملكة إلا مختصان سعوديان اثنان فقط حصلا على شهادة التخصص في هذا المجال من الخارج. من جهة أخرى ذكرت مها خضر أول فنية سعودية تعمل في هذا المجال والحاصلة على الدبلوم الفني لتخصص الأطراف والأجهزة التقويمية أنها عملت في القسم نظراً للحاجة إلى فنية تقوم بمساعدة الأخصائيين على أخذ القياسات للمريضات، مضيفةً أنها لم تواجه أي صعوبات في الدراسة أو العمل في هذا المجال الذي يعتبر من التخصصات المهمة والحساسة. وتحدث محمد الدوسري الذي يراجع القسم لمعالجة اثنين من أبنائه اللذين أجريت لهما عملية تركيب طرفين اصطناعيين أنهما يعانيان منذ ولادتهما من ميلان شديد في القدمين مما أجبرهما على استخدام الكرسي المتحرك والذي بدوره أثر على حياتهما الاجتماعية. وأضاف أنه أجريت لابنه مدعث (9 سنوات) 3 عمليات جراحية في أحد مستشفيات الرياض خلال السنوات الأربع التي كان يراجع فيها مركز التأهيل بوزارة الصحة، ولكن حالته لم تتحسن، وبعد ذلك قام بمراجعة الدكتور زايد الزايد استشاري ورئيس قسم جراحة العظام بالمستشفى التخصصي والذي قرر بتر القدمين وتركيب طرفين اصطناعيين بواسطة الأخصائي سعد العنزي، وبعد إجراء العملية تحسنت الحالة الصحية والنفسية للطفل وتمكن من الالتحاق بمدرسة حكومية عامة وأصبح بإمكانه المشي وممارسة حياته بشكل أفضل. وأضاف أنه لم يتردد في إجراء عملية البتر وتركيب طرفين اصطناعيين لابنه الآخر ماجد (6 سنوات) بعد أن رأى النتائج الجيدة للعملية التي أجريت لابنه مدعث بالإضافة إلى الاهتمام والرعاية التي تلقاها من العاملين في القسم.