قد لا يتوقع الكثير أو يعرف البعض أن المخصص للاتحاد السعودي لكرة القدم هو فقط 18 مليون ريال لا غير ، فاللجنة الأولمبية التي هي المظلة الكبرى للاتحادات الرياضية كافة ، وحين نركز على كرة القدم نجد أن اتحاد كرة القدم الميزانية المقررة له هي فقط 18 مليونا هي رقم صغير وضئيل جدا ، وقد يتساءل البعض أين بقية الميزانية ؟ هي لبقية الاتحادات الرياضية وكل النشاط الرياضي الذي نتابعه بمختلف الأنشطة للشباب والرياضة ؟ وهذا يطرح أسئلة كثيرة ، كيف تقام معسكرات المنتخب ؟ مكافآت اللاعبين ؟ الرواتب الحوافز ؟ السفر والمؤتمرات ؟ أسئلة كثيرة تطرح هنا ولا أعرف حقيقة إجابة لها بكيفية تغطية كل هذه المصاريف والتكلفة العالية الخاصة بالشأن الرياضي . وحين نرى أن اتحاد كرة القدم بهذه الميزانية التي لا تصل إلى مستويات الأندية المتوسطة لدينا ، كيف لنا أن نقدر منهجية تطوير الرياضة لدينا ؟ خاصة أن المنشآت الرياضية هي رصد خاص طبقا لموافقة وزارة المالية ، والتي هي تعترض كثيرا على كل ما يقدم لها ، ولعل أبرزها ماذا حدث باستاد جدة الدولي الجديد أين وصل ؟ منشآت كثير من الأندية لازالت تنتظر من سنوات رغم أن هذه السنة جيدة باعتماد منشآت بعض الأندية ، وهذا لا يدخل بميزانية " اتحاد كرة القدم " ولكن في ظل ضعف الموارد المالية كما نشاهد ، واستقلالية " هيئة دوري المحترفين " بالأموال ، كيف يمكن إدارة " الكرة " لدينا لكي تخرج لنا بصورة مشرفة وهي بهذا الشح المفاجئ ؟ حين نتحدث عن تخصيص الأندية يجب أن نعرف مستوى " التدفقات النقدية " المتوقعة للأندية وهي إحدى القراءات الائتمانية لأي ميزانية شركة من الشركات ، فالقوائم المالية هي مركز مالي وقائمة الدخل والتدفقات النقدية ، فمن أين سيكون التدفق النقدي للأندية في ظل مصاريف الأندية الكبرى لا تقل عن 100 مليون سنويا وهو الحد الأدنى ، وتطوير الرياضة والنهوض بها يعني كل ما زاد الصرف المالي يعني توفير كوادر أفضل وخبرات مهمة ولكن بشرط أساسي وهو إدارة هذه الأموال بعلم وتخطيط وأمانة وليس لمجرد الصرف للصرف ، تخصيص الأندية كما أرى بوضعها الحالي هو مطلب مهم وحاسم لا شك ومفصل مهم للرياضة السعودية ، ولكن حين نمعن النظر كيف ستكون الأندية " مستقلة " ماليا ، وأن تكون بنظام مؤسساتي حقيقي ؟ الواقع يقول ان كل ذلك " غير واقعي " فهل الدخل سيعتمد على بيع تذاكر ومنتجات ونقل تلفزيوني ورعاية شركة كل ذلك لا يكفي حتى الآن هذا للأندية الكبرى الأربعة أو الخمسة على الأكثر ، ولكن ماذا عن بقية الأندية من الخامس إلى الثاني عشر ، ولا تسأل عما تحت هذا التصنيف . حين يكون انفاق الأندية محدودا ويتناقص ، يظهر هنا رؤساء الأندية الذي يدفعون " مشكورين " ولكن مع التخصيص كيف تصنف هذه المبالغ من رئيس النادي أو عضو من الأعضاء ؟ هل هي إعانة ؟ قرض حسن ؟ إذاً ستبدأ الأندية بمديونيات قبل أن تبدأ وهذا أول مسمار فشل يتحقق ، فهل هناك من سيشتري أسهما خاسرة بدون عوائد ؟ أو ربح ؟ أو قيمة سوقية تتزايد وترتفع ؟ فهل نبقي الوضع كما هو الآن ان استطعنا ما لم يفرض علينا أنظمة ولوائح الاتحاد الأسيوي والدولي ؟ أم نوجد الحلول بتعظيم الإيرادات والدخل أضعاف الوضع الحالي ؟ الأسبوع القادم لنا تكملة ...