أحيا إقليم كردستان العراق أمس الثلاثاء ذكرى قصف مدينة حلبجة بمحافظة السليمانية بالأسلحة الكيميائية في ثمانينيات القرن الماضي والتي صادفت أمس السادس عشر من مارس/ آذار. وتوقفت حركة السير في الشوارع منتصف نهار اليوم في مدن ومحافظات الإقليم لمدة خمس دقائق إحياء لذكرى قصف هذه المدينة بالأسلحة الكيميائية في مثل هذا اليوم من عام 1988. كما نكس علما العراق والإقليم فوق المباني الرسمية وبينها مبنيا البرلمان والحكومة وجميع المؤسسات الحكومية الأخرى. وانطلقت أصوات التكبير من مكبرات الصوت في جميع جوامع المدن الكردية، وقرعت أجراس الكنائس احتفاء بهذه المناسبة. ووقف نواب برلمان الإقليم دقيقة صمت إجلالا لأرواح ضحايا حلبجة التي تقول المصادر الكردية ان عددهم يتجاوز خمسة آلاف قتيل. وكان المتهم الرئيسي في قصف حلبجة بالأسلحة الكيميائية علي حسن المجيد المعروف ب(علي الكيماوي) وهو ابن عم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قد اعدم مؤخرا. وفي موضوع ذي صلة، بعث الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو أمس الثلاثاء برسالة إلى الحكومة العراقية تعهد فيها بالمساعدة في السعي لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة، معتبراً ان ذكرى مجزرة حلبجة قبيل نهاية الحرب الإيرانية العراقية عام 1988 تستدعي جهوداً إضافية للسلام. ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء عن نابوليتانو قوله، في رسالة لمناسبة الذكرى ال22 للقصف الكيميائي على بلدة حلبجة شمال العراق أثناء حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ان "إيطاليا ستكون في مقدمة الدول للمساهمة في البحث عن حلول لضمان للأمن والاستقرار في العراق وفي المنطقة بأسرها". واعتبر نابوليتانو ان "ذكرى تلك الإبادة تستدعي بذل جهود إضافية مشتركة من قبل المجتمع الدولي من أجل السلام ومن أجل حظر استخدام أسلحة الدمار الشامل". إلى ذلك، اعلن المكتب التابع لوزارة حقوق الانسان العراقية في محافظة واسط الثلاثاء العثور على ثلاث مقابر جماعية في مناطق متفرقة من اراضي المحافظة تحوي رفات 255 شخصا قتلوا ابان الثمانينيات والتسعينيات. وقال مدير مكتب حقوق الانسان في المحافظة الواقعة جنوب شرق بغداد عبدالرضا البدري "عثرنا على ثلاث مقابر جماعية تحوي رفات ضحايا قتل بعضهم ابان الثمانينيات وغالبيتهم في التسعينيات"، في اشارة الى انتفاضة الشيعة في جنوب العراق عالم 1991. واوضح ان "عدد الضحايا يبلغ 255 شخصا من الرجال". يذكر أن النظام السابق قمع عام 1991 انتفاضة شيعية في جنوب البلاد أعقبت هزيمة الجيش في الكويت أمام الائتلاف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية. واكد البدري "العثور على احدى المقابر قرب ناحية بدرة شمال الكوت، في حين عثر على اخرى في حي الحكيم وسط الكوت (175 كلم جنوب شرق بغداد) والثالثة قرب المدخل الشمالي للمدينة". ودعا المكتب "عائلات المفقودين الى مراجعته لاخذ عينات من الحمض الريبي النووي (دي ان اي) بغرض مطابقتها للتعرف على اصحابها". وعثر على العديد من المقابر الجماعية في شمال العراق وجنوبه حيث تقدر جهات ناشطة في هذا المجال عدد ضحاياها بعشرات الآلاف.