كل ما نملكه صغيرًا أو كبيرًا في أنفسنا، أو عائلاتنا، أو ممتلكاتنا هو نعمة سابغة قد حُرم منها الكثيرون، فلا نتباكى في كل صغيرة وكبيرة على قلة ما نملك، ونطمع في ما لا نملك، لأننا لا نعرف هل سيكون مصدر سعادة أم معاناة؟. بهذه الكلمات تمتم عدد ممن التقت بهم "الرياض" من معوقي المنطقة الشرقية خلال ملتقى أقامه نادي إرادة للإعاقة الحركية لمدة خمسة أيام بمجمع الراشد التجاري بالخبر تحت شعار "الحياة إرادة". وقالوا أصبح صوت الشكوى قوي النبرة يوما بعد الآخر في ظل عدم وجود من يتبنى بعض برامجنا، مؤكدين على أنه لولا دعم برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب لما استطعنا القيام بهذه الحملة وتغيير النظرة في أن المعوق عندما يخرج للإعلام دائماً يطالب أو يحتاج او يريد او لديه نواقص. الثقة في النفس يقول رئيس نادي إرادة للإعاقة الحركية خالد الهاجري: نحتاج للثقة في أنفسنا أولاً حتى نستطيع تغيير بعض المفاهيم المغلوطة في المجتمع عن المعوقين؛ وما هذه الحملة التي أطلقناها في مجمع الراشد والظهران مول إلا احدى المساهمات التي يقوم بها نادي إرادة لخدمة المعوقين بالمنطقة الشرقية. ومن جانبه كشف نائب الرئيس فواز الدخيل عن وجود برنامج للقيام بإحصاء عدد المعوقين في المملكة من قبل نادي إرادة عن طريق ربطه بالمستشفيات، وقال نحن بصدد الانتهاء من برنامج "الوصول الشامل" والذي يساعد في إحصاء عدد المعوقين ومن ثم ربطه مع التأهيل الشامل والتأهيل المهني وتسجيل المعوق حتى يندرج تحت مظلة جمعيات المعوقين او المراكز التأهيلية، موضحاً الدخيل أن الإحصائيات الموجودة الآن عن عدد المعوقين غير صحيحة، مرجعا السبب إلى إن هناك أولياء أمور لم يسجلوا أبناءهم في الجمعيات ولا حتى في الضمان الاجتماعي، وبعض الأسر تخجل بالإعلان بان لديها ابنا معوقا بالإضافة إلى عدم وجود إحصائية دقيقة للموظفين المعوقين. العمل تطوعي وأضاف أن النادي تطوعي وهو أول ناد يهتم بذوي الإعاقة الحركية في الشرقية تحت مظلة برنامج الامير محمد بن فهد لتنمية الشباب , ويوضح أن المعوقين منتجون وفاعلون يستطيعون الخروج للمجتمع والتكيف معه،، مطالباً ولي الأمر ممن لديه أبناء معوقين إلى تثقيف النفس وإعطاء الابن أو البنت الحرية في الحياة بإرادتهم، مستدركاً في ختام حديثه أنه لا يتهم جهة بعينها في التقصير او أشخاص وإنما نريد إيصال رسالة موجزة وهي "بان هناك نواقص يجب ان تصل حتى المريد والمراد منه يحقق أحلامه". ومن جانبه قال عبدالله العواد احد المعوقين الذين تحدوا الإعاقة وقفز الى التميز بعد فوزه بجائزة القطيف للإبداع للفنون المتنوعة عام 2009م في الكتابة والإخراج والتصوير والرسم والتلحين والعزف على جميع الآلات الموسيقية بإصبع واحدة بألحان شرقية وغربية؛ بأن هدفه الاسمى من خلال ما حل به من ابتلاء هو إيصال رسالة واحدة وهي "الحفاظ على هويتي". وطالب العواد الذي حاز على جوائز من معارض أقامها في لندن كلينك بدعمه مالياً لتكملة عملياته التجميلية التي جاوزت ال12 عملية حتى الان ولم يستطع إكمالها لارتفاع تكلفتها المالية. المكفوفات يتمنين وفي جانب آخر غير بعيد عن المعوقين تتحدث عدد من المكفوفات بالمنطقة الشرقية، وقالوا: نتمنى المساعدة في وضع طريقة (برايل) على اغلب الأماكن العامة للمساعدة في إرشادهم. وتقول مديرة إدارة التربية الخاصة بالمنطقة الشرقية ناديه المهنا: ان هناك كفيفات ومعوقات حركياً والعدد الذي لدينا لا ينبئ عن عدد الكفيفات بالمنطقة الشرقية فهناك جمعيات خيرية وأخرى أهلية تملك أعدادا كبيرة ممن لديهم ازدواج في الإعاقة، ملمحة بأن لديهم في التربية الخاصة فقط 37 طالبة كفيفة بإعاقة واحدة، متمنية ان تتغير نظرة المجتمع وأن ننزع الخوف من التعامل معهم ونوجد طرقا للتعامل مع المعوقين من خلال التعاون المنشود. وطالبت بدعم الإعلام في إبراز برامجهم خاصة بأن الاهتمام بالمكفوفين في بدايته، مقدمة بعض الحلول من خلال تهيئة الشوارع والمباني والمستشفيات كي يتعامل معها الكفيف بلغة الإشارة (برايل)، وتقترح نادية بان توضع لوحات بها حروف (برايل) للمكفوفين على الشارع المهيأ للمكفوفين وعلى غيرها من المباني الأخرى التي يحتاجها الكفيف لإرشادهم، وإيجاد مواصلات خاصة للمكفوفين والمعوقين. طفلة تدعم المعوقين برسم تعبيري لقطة جماعية لعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة