إن حياتنا البدوية والصفات الموروثة والمكتسبة ربت الأجيال الذكورية على الهيمنة والسلطة على المرأة، لدرجة أن بعضاً من الأسر يرسخون لدى ابنائهم فكرة (أن المرأة خلقت من ضلع اعوج )لاسبيل لإصلاحه إلا بكسره بالعنف! فقط لوحظ في الآونة الأخيرة_عند البعض_ ظاهرة تصغير المرأة إن لم اقل(امتهانها). مادعاني لكتابة هذا المقال(الصدفة)حيث سمعت احد المشايخ الأفاضل_كثر الله من امثاله_يستقبل احد المستمعين(المتعصبين) في الاذاعة يستفتية (ياشيخ زوجتي وانت بكرامة)وقبل ان يسترسل استوقفه الشيخ بنبرة غاضبة: لاتقلل من كرامة المرأة ياجاهل وانهى المكالمة. مثل هذا المتعصب ُكثر فقد بتنا نسمع وبكثرة على لسان احد الأزواج (عيالي معي)!! وكأن المرأة فضيحة يداريها الرجل او يخجل منها، او يكتب عزاء(والدة فلان الفلاني) دون ذكر اسمها !! نحن نعرف زوجات صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم بأسمائهن وهن خيرة النساء، فلماذا يستحي رجال(هاليومين)من ان تذكر اسماء امهاتهن اواخواتهن اوحتى زوجاتهن!!لاسيما إذا كان الموقف مشرفاً ويرفع الرأس؟؟ أما اذا كان الموقف مخزياً ويجلب العار مع ان الله اوصى بالستر (تعرفون فلانة بنت فلان اخت فلان العلاني)عندها يطيب للرجال ذكر النساء بأسمائهن وحتى أوصافهن اذا تسنى لهم ذلك! إن مجتمعنا السعودي يزخر بالسيدات الفاضلات اللواتي وصلن لمصاف الرجال وتجاوزنه بمراحل، فالمرأة قادرة على ان ترفع اسمها واسم عائلتها ودولتها عالياً..وقادرة على ان تعود بهم للوراء. فواجبنا الديني والمجتمعي يحتم على الوالدين عامة والأم بصفة خاصة ان تربي اطفالها على التراحم والتسامح والاحترام وعدم التفرقة في المعاملة بين الأخ واخته . فغرس الخوف من الله والثقة والمسؤلية في نفس الفتاة بدلاً من تخويفها وترهيبها وفرض العزلة عليها.. وفي المقابل اطلاق العنان لأخيها فلا يفرق بين حلال وحرام.. فالشاب كالفتاة قد يجلب العار والخزي للعائلتة. لذلك لابد من الوسطية في التربية بغض النظر عن الجنس حتى تسود روح المحبة والفضيلة لنخلف مجتمعاً خالياً من الصراع بين الرجل والمرأة ونرتقي بهم للتكامل. ففي عصر الرسول صلى الله عليه سلم كان لها دور واضح وقيادي في الفتوحات الاسلامية ولها اسهام واضح حتى ان هنالك سورة في القرآن شرفهن الله بها(النساء)وكانت السيدة خديجة رضي الله عنها خير معين لرسولنا الكريم في الدعوة الإسلامية وللصحابيات ادوار عظيمة لايسع المجال لذكرها. وكذلك هو الحال في الحياة البدوية الماضية والتي نسمع كثيرا عن نساء كالرجال وافضل فقد كان البدو يفخرون بأمهاتهم وأخواتهم حتى انهن اصبحن عزوتهم(انا اخو نورة)والمرأة كذلك تفخر بوالدها واخيها بالمثل. لنرتقي بالمجتمع ونغرس روح المحبة والأخاء والاحترام بين الجنسين فديننا الإسلامي دين رحمة وتسامح وولاة امرنا حفظهم الله قدروا المرأة تقديراً قلما نجده في الشعوب الأخرى.