كثيرا ما يحدث الخلط بين مفهوم الحرية والاحترام عند كثير من الناس فتجد البعض لا يبالي بمشاعر الآخرين بحجة الحرية وتجده بكل صفاقة يتعدى على حريات ومشاعر الآخرين، بإشعال السيجارة مثلاً في مكان مغلق ويؤذي الناس برائحة الدخان، وربما استنشق البعض رائحة الدخان قسرا وتضررت صحته واشتعل في صدره سعال، وحضرة المدخن يزعم أنه يتمتع بحريته الشخصية، ويشبه هذا ما نراه في كثير من المتنزهات والأماكن العامة التي يرتادها بعض الشباب، فلا ينعم العوائل بجو هادئ في أماكن الاستراحات والترفيه، بحيث ترى بعض الشباب ظهر أمام أسرة محافظة وقد حرص والدهم على أن يتربى أبناؤه على المظاهر الحسنة والإيجابية فيقترب منهم صوت للموسيقى الصاخبة فيشد انتباه الجميع أنا هنا فإذا نزل من سيارته ظهر بقصة شعر على رأسه غريبة ومفزعة للأطفال كدش وظهر لبسه كذلك، إما مظهرا لعورته أو ضيقا يشبه لبس النساء وربما تمايل طربا أثناء ذلك.. فأي جواب يجده ولي الأمر لأطفاله عن مثل تلك التصرفات وأي أسلوب يقنع مثل هذه العينات من الشباب خصوصا إذا كان يرى أن ذلك من الحرية!! فأي حرية وأنت تسلب حرية الآخرين، في أن تسمعهم ما لا يريدون بصوت صاخب مزعج، وأن تسلب حرية الأب في أن يرى أبناؤه وبناته مثل هذه المظاهر السيئة، وذلك كله فضلا عن الموقف الشرعي لمثل تلك الممارسات.. فقد صدرت الفتوى من هيئة كبار العلماء بحرمة التدخين والتشبه بالكفار، وحرمة الأغاني، ومع ذلك يجاهر ويكابر بعضهم ويجبر الآخرين على أن يعيش معه في غيه، ويكدر على الناس صفوهم في أماكن راحتهم ومتنزهاتهم، وأولئك الذين يريدون الحرية زعموا فقد خلطوا بين مفهوم الحرية والاحترام لبحثهم عن نقص في حياتهم، ولم يعلموا أن الحرية شيء والاجتراء على مشاعر وحريات الآخرين شيء آخر، وفي الحقيقة ليست تلك الحرية، وإنما هي نوع من الرق لهوى وملذات النفس على حساب الآخرين، مصحوبا بشيء من الأنانية والأذية للناس.. والحل هو الرجوع للكتاب والسنة، وتوجيه الشباب عبر المؤسسات التربوية والتعليميه، وتفعيل دور مكاتب الجاليات وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووزارة الشؤون الإسلامية لتبيين حكم تلك الممارسة التي يتأذى منها الآخرون وهم في الحقيقة يؤذون أنفسهم قبل ذلك؛ لأنهم خالفوا أمر الله، أسأل الله أن يهدي شباب المسلمين. * إمام وخطيب جامع الأمير مشاري بن سعود