سعادة الأستاذ تركي السديري حفظه الله رئيس تحرير جريدة «الرياض» بداية نشكر لكم تفاعلكم مع ما تقوم به أمانة محافظة جدة، وإذ نقدّر لكم شخصياً ولجريدتكم الغراء ما تقومون به نحو أداء رسالتكم الإعلامية والاجتماعية، الأمر الذي يعكس حساً عالياً بالمشاركة في القيام بمسؤولياتنا جميعاً تجاه مدينة جدة التي نعتز بانتمائنا إليها وإلى وطننا الغالي؛ فاسمحوا لنا ان نبدي بعض الملاحظات على ما نشر في جريدتكم الغراء في العدد رقم 15231 بتاريخ 21 من ربيع الأول 1431ه ، بقلم الأستاذ عابد خزندار في زاويته «نثار» تحت عنوان.. (الشجرة والتشجير في القرآن والحديث) أولاً: تؤكد أمانة محافظة جدة ان المياه المعالجة من بحيرة الصرف الصحي شرق جدة لا يتم تفريغها في البحر.. وقد تم اتخاذ قرار بايقاف صب مياه الصرف الصحي الخام في هذه البحيرة منذ حوالي عام ونصف العام بأمر من سمو محافظ جدة.. وتم ذلك بشكل تدريجي حتى ايقاف الرمي نهائياً مع اغلاق المصب الذي كان مخصصاً لذلك.. مع وجود دوريات أمنية ومراقبين من الأمانة لإيقاع أشد العقوبات بمن يفكر في فتح أي منفذ في الكتل الخرسانية التي تغلق المصب تماماً.. ولم يحدث حتى هذه اللحظة أي خرق لذلك. ثانياً: المياه الموجودة في بحيرة الصرف الصحي تتم معالجتها ثلاثياً في محطة معالجة مياه الصرف الصحي الملحقة بالبحيرة، وفي جزء منها أكثر من ثلاثية؛ ولا ترمى أية قطرة من تلك المياه المعالجة في البحر وإنما يتم استخدامها في ري مشروع الغابة الشرقية ومشروع الأراضي الرطبة اللذين يزرع بهما حوالي 500 ألف شجيرة وشتلة على مساحة حوالي 8 ملايين متر مربع، كما تستخدم في ري الحدائق والأشجار والمتنزهات. ثالثاً: لم تغفل الأمانة في أي وقت إمكانية استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في المحطات التابعة لوزارة المياه ومؤخراً الشركة الوطنية للمياه لري المزروعات ما أمكن ذلك، وقد يكون هناك تنسيق مستقبلا بين وزارتي المياه والزراعة والمستثمرين من أجل استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة الحالية والكميات التي ستعالج مستقبلاً والتي يتوقع ان تزيد على مليون متر مكعب. رابعاً: من المعروف ان هناك مشروعاً لربط المياه المعالجة من محطتي الخمرة والمطار مستقبلاً، وهما الوحيدتان اللتان ستبقيان بعد اكتمال شبكة الصرف الصحي - بشبكة ري تنقيط حديثة لري المسطحات الخضراء في مدينة جدة.. وعلى الرغم من عدم اكتمال المحطتين إلاّ ان المسؤولين بالأمانة لديهم رؤية مستقبلية، وهو ما يؤكد في الوقت نفسه حرص الأمانة على الاستخدام الأمثل للمياه المعالجة وعدم تركها ترمى بدون الاستفادة منها كواحدة من الجهات التي يمكنها الاستفادة من تلك المياه المعالجة وليس كجهة جيدة، فهناك جهات أخرى أكثر تخصصاً في استخدام تلك المياه المعالجة. خامساً: استطاع السد الاحترازي أثناء السيول التي داهمت مدينة جدة في يوم التروية حجز كميات كبيرة من المياه التي كانت متوجهة لأحياء شرق جدة كالسامر والتوفيق والصفا، وتكونت بحيرة مترامية الأطراف وصل طولها إلى نحو سبعة كيلومترات فبلغت كمية المياه فيها في يوم الأربعاء 2009/11/25 حوالي 21 مليون متر مكعب بارتفاع 15 متراً في الوقت الذي يبلغ فيه ارتفاع السد 18 متراً وفي الوقت الذي لم ينشأ فيه ذلك السد لحجز السيول وإنما كخط دفاع ثان لو ان السد الترابي، لا قدر الله، انهار ليوقف تدفق المياه إلى بعض أحياء جدة. سادساً: من هذا المنطلق وتحوطاً لأية سيول أخرى قادمة خاصة وان موسم المطر مستمر حتى أواخر ابريل 2010م ونتيجة لأن السد إن لم تفرغ المياه الموجودة أمامه وحصل سيل آخر بنفس حجم السيل الأول فإن ارتفاع الماء يصل إلى 30 متراً أي بزيادة 12 متراً عن ارتفاع السد الحالي أي ان تلك المياه الزائدة عن ارتفاع السد ستنهمر وبقوة باتجاه المدينة مما قد يعرض بعض أحياء جدة لأضرار قد تفوق ما حصل في بعض الأحياء من السيل الأول هذا إن لم ينهر السد، ومن ثم تنهمر كل الكمية من المياه من السيل الأول والثاني ربما لكل جدة، والتي قد تصل إن كانت كالأولى إلى حوالي 40 مليون متر مكعب للسيلين. سابعاً: من هذا المنطلق كان لابد من تفريغ السد وبأسرع وقت لأقرب نقطة له تحسباً لأية سيول في أية لحظة، وأقرب نقطة هي قناة السيل الشمالية التي تنتهي بالبحر، وعملت الأمانة بناء على توصيات سمو أمير منطقة مكةالمكرمة وسمو محافظ جدة على تفريغ مياه السيول المتجمعة خلف السد الاحترازي نحو البحر، وقامت بعمل قناة ترابية بعيداً عن أية حفر أو أماكن فيها دمارات سابقة حتى لا تعبر المياه فيها وتتلوث تلك المياه وذلك لتقليل الضرر ما أمكن. ثامناً: تؤكد أمانة محافظة جدة ان الهدف الأساسي هو تفريغ بحيرة السد الاحترازي بأسرع ما يمكن، حيث يتم تفريغ مياه السيول التي تجمعت خلف السد الاحترازي إلى سد السامر بواقع 150 ألف متر مكعب يومياً. تاسعاً: قامت الأمانة وفي ضوء المهام المنوطة بها ضمن لجنة الطوارئ المشكلة برئاسة سمو المحافظ بإنشاء سد السامر بارتفاع 7 أمتار لحجز كمية أكبر من المياه خلفه وسخرت له إمكانات ضخمة لإنجازه في أقصر فترة زمنية ممكنة ليتم تفريغ مياه السيول المتجمعة خلف السد الاحترازي إلى سد السامر ومنه في نفس لحظة وصول تلك المياه إلى البحر من خلال أنبوبين قطر كل منهما 1000 ملم موصولاً بقناة اسمنتية طولها كيلو متر ومنها إلى قناة السيل الشمالية التي تنتهي بالبحر، مستخدمين في ذلك مضخات بقوة مناسبة لزيادة سرعة جريان الماء في الأنابيب والقناة. وختاماً، فإننا نأمل - تعميماً للفائدة - ولنشر الحقائق التي ندرك حرصكم وجريدتكم الغراء عليها، ان تجدوا الفرصة والطريقة المناسبة لعرض هذه الملاحظات؛ مع ترحيبنا وتأكيدنا على استعدادنا لتلقي أية ملاحظات حول أداء أمانة محافظة جدة. المركز الإعلامي أمانة محافظة جدة