تعايشنا مع أوجاعنا ، وتصالحنا مع الزمن لأنه جزء من مرحلة التغيير ، والتحول . ألفنا أسلوب التهويل ، والعداء فلم يعد يثير فينا تلك الحساسية التي كانت لدينا في بداياتنا مع الكلمة ، والمهنة،. ومع قراءتنا ، وفهمنا لأنماط التفكير والتعامل من البعض أصبحنا محصنين ضد كل أشكال التلوث ، وصارت لحومنا مرّة بطعم "الشري" . لكن الحب يتأصل في دواخلنا ، نتعامل به ومن خلاله وبأدواته مع كل من يتفق أو يختلف معنا في الرأي ، ونؤمن بأن أروع مايثري الحياة ، ويسوغ متاعبها أن الانتصار في النهاية سيكون للعقل ، والمنطق ، والفكر الخلاق . وأن أسلحة التخوين ، والإقصاء، والتهميش، ومصادرة الرأي . أدوات بائسة وتعيسة لايمتلكها إلا الضعفاء، البلداء ، الذين يفتقدون مخزون الثراء المعرفي ، والثقافي، والتنويري . وكل ما يفعلونه، ويجيدونه هو الوقوف على أطلال تراث معرفيّ متغير ، أو هو مستهلك . ويجترون أحلاماً ، وأساطيرَ ، وحكايا هذا الشرق الغبي ، المسكون بالخرافة ،المهووس بسرديات تغريبة بني هلال ، وبطولات " الزناتي خليفة " و" أبوزيد الهلالي سلامة "، وسطحية " المستطرف في كل فن مستظرف" وما هو يدور في فلك الأساطير ، والخرافة ، والبلادة من خواء فكري ، ورخاوة في التحصيل المعرفي ، والثقافي . قلنا ، إننا في حالة تحصينية أكثر من رائعة ضد كل ماهو نزق وبذاءة ، وكل ماهو فعلٌ غير مهذب من خلال بعض الردود والرسائل التي تصلنا . لكننا نصر ، وسنناضل في سبيل أن يكون الحب ثقافة معاشة عند الناس ، وسلوكاً يمارس بين البشر ، وأن تكون لغة الحوار ، والفهم ، والتقارب في المسافات، هي اللغة التي تطغى في علائق الناس ببعضهم . ونلغي من قاموسنا التعاملي مع بعضنا أساليب سوء الظن ، ومحاكمة النوايا، والافتراضات الواهمة، أو التفسيرات المتعسفة ، أو التقديرات اللاعقلانية . ومن هذه المنطلقات ننمط تعاملاتنا مع الغير، وهذا هو الخلل الكبير، والانهيارات العلائقية الاجتماعية. ندعو للحب أيها السادة وندعو للتصالح مع النفس ، والحياة ، والناس فالوطن فوق الجميع ، والوطن أكبر من كل أحد مهما كان، وحيثما كان ، والإرث النضالي في توحيد الجغرافيا ، والتاريخ ، هو فوق كل أفكار، أو امتيازات ، أومحاولات لخلق مكانة اجتماعية. إذن : دعونا نتعايش بالحب ، ومن أجل الحب، وتكون معاني الحب نبراسا لنا ، وهاديا لمساراتنا . واستشرافاتنا .