في ثورة نسائية ضد الاستعباد ، خرجت النساء في مظاهرة ضد سوء بيئة العمل ، وقلة رواتب النساء مقارنة برواتب الرجال ، ففي 1908 ( 5 صفر 1326 ه) تظاهرت نحو 15 ألف امرأة في نيويورك مطالبات برفع الأجور، وخفض ساعات العمل، وخطر تشغيل الأطفال، وفي عام 1913 عقد "مؤتمر النساء في كوبنهاجن" اشتركت فيه وفود من أمريكا، وأروبا وأقر فيه أن يكون يوم 8 من مارس من كل عام يوما عالميا للمرأة. قبل ذاك أحب ان أكتب عن شهر مارس ، هذا الشهر حيث تضطرب الرياح مرسلة اللقاح حيث تعود دورة الحياة (وأرسلنا الرياح لواقح).. هذا الشهر الذي يعيد الحياة ، كما تعيد المرأة رسم الحياة بين حين وحين .. وإذا كان الرومان جعلوا من كلمة (مارس ) مقابلة لآلهة الحروب والدمار فالبابليون جعلوا منه شهرا للزرع .. المرأة في 8 مارس لها يوم .. هذا اليوم ليذكرنا أن النساء ، نساء من مختلف الملل واللغات والأجناس ، في يومهن يتدارسن ما كسبن وما أخفقن به ،يحيط بهن رجال يذكرهم هذا اليوم بالمرأة من حولهم وهي موجودة في الحياة كنبضة القلب ..يتقاسمون الحياة . وعقودا غير مكتوبة بينهما ، لابد من التذكير بما كان وما لابد ان يكون .. لم يكن هناك عقد مكتوب لكنه عقد صامت عرف منذ القدم ، رعته المرأة طويلا ثم تدريجيا اختار بعضهن حياة الراحة والرفاه حيث الكسل والزيارات وتتبع آخر اخبار الرجال وهم يرسمون دمى ويلبسونها تصاميم ويصبغون وجهها وشعرها كما يحبون .. حياة رفاه يقابلها لدى الأخريات حياة بؤس وشقاء، أحيانا يقودها للتظلم لرفع صوتها ضد ما يجري هنا وهناك . تتداعى بعض المهمومات والمهمومين بالحس الاجتماعي والإنساني لمنع الظلم الخاص ، هذا الظلم الخاص ما كان ليكون لولا ظلم عام ، وهذا الظلم العام ما كان ليحدث لدينا لولا التهاون بالعدل من جهة والاستسلام من جهة أخرى. 8 مارس ، يوم عالمي للمرأة ، تقوم الجمعيات والهيئات الحقوقية بالاحتفال به وبحث شؤون المرأة في كل مكان .. تعدى الأمر الكثير مما يسجل في القانون الدولي والسلامة الوطنية لتكن تلك المنظمات رقيبا على الدول حيث تتصدى لما يحدث في داخل الأوطان وتفتح الأبواب المغلقة .. الحياة هي أول حق للإنسان ، وهذا الحق محرم نزعه في كل الشرائع السماوية بل وحتى غير السماوية .. وإذا كانت حقوق المرأة فرعا فإن حق الحياة هو الأصل .. الكرامة الإنسانية حق أصيل لكل البشر .. كل ذاك جميل لكن غير الجميل أن الحروب لا تقتات الرجال فقط لكنها تدمر الطفولة باليتم والنساء بالقتل والترمل ، تهدم البيوت وتحرق الزرع ، فتدمر البيئة التي هي الجيل الثالث لحقوق الإنسان .. فكيف يمكن أن يعيش الإنسان؟ نعود لنقطة البداية تدمير الحياة .. من يدمر الحياة عبر الحروب ؟ وعبر تشجيع الفروقات في الدين واللون والمذهب ..؟ إنها دول تسلب الحياة ، ثم تتكلم عن حقوق الإنسان .. والحياة هي حقه الأول . 8 مارس يعود ، وكثير من الحيوات تسلب .. وتبقى المرأة أول الضحايا .. تلملم الجراح .. عندما نحسب الربح كنساء في 8 آذار ( مارس ) نجد الخسارة دائما أكثر. نعم هناك أبواب تفتح ، وهناك طرق تتمهد ، لكن هناك ظلم لشريحة كبيرة من الرجال والنساء مازال مستمرا ، ولا يزيله إلا منع ظلم الدول الكبرى .