لليوم الثاني على التوالي تواصل اللجنة الوزارية السورية- السعودية المشتركة وملتقى رجال الأعمال الأول أعمالهما حيث تركز اجتماع وزير النقل السوري الدكتور يعرب بدر مع المدير التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية المهندس يوسف بن إبراهيم البسام على مناقشة مجالات التعاون الممكنة بين الوزارة والصندوق، ولا سيما فيما يتعلق بإمكانية مشاركة ومساهمة الصندوق في المشاريع الاستثمارية التي تنوي الوزارة القيام بها وخاصة في المجال السككي والطرقي. وكان المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء السوري بحث في وقت سابق مع الدكتور ابراهيم العساف وزير المالية السعودي علاقات التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين الشقيقين وآفاق تطويرها والحرص المشترك على تذليل الصعوبات والعوائق التي قد تعترضها. وأشار الوزير النقل السوري خلال عرضه للمراحل التي وصلت إليها الدراسات الخاصة بمشروع الربط السككي مع الأردن إلا أنه لا بد لاكتمال المشروع وتحقيقه لأهدافه من ربطه بالمملكة، موضحا أن بنك الاستثمار الاوروبي وافق على تمويل دراسة الجدوى الاقتصادية المحدثة لهذا المشروع تمهيداً للبدء فيه اذ يتوقع انجاز هذه الدراسات قبل نهاية العام الجاري. ولفت إلى ان هذا المشروع يشكل خطوة مهمة نحو إقامة مشاريع نقلية مشتركة تعود بالمنفعة الاقتصادية والاجتماعية على دول المنطقة لما يسهم به في تحقيق التكاملية بين قطاعات النقل في دول المنطقة وخاصة السككية منها، اضافة الى انه يجعل من سورية بوابة رئيسية لنقل وعبور البضائع والركاب من الدول الأوروبية إلى الدول المجاورة ومنطقة الخليج. كما بحث وزير الإسكان والتعمير السوري المهندس عمر غلاونجي مع ادارة الصندوق السعودي للتنمية سبل التعاون في مجال اقامة سبع محطات معالجة مياه الصرف الصحي قيمتها نحو 9.2 مليارات ليرة في جرمانا والنشابية وصهيا والسويداء وحمص والحسكة ودرعا. واعرب غلاونجي عن أمله بأن يكون الصندوق السعودي للتنمية شريكا اساسيا في تنفيذ مثل هذه المشروعات في سورية لافتا الى التعاون القائم بين الوزارة وعدد من البنوك العربية والاجنبية في هذا المجال. وبين وزير الاسكان والتعمير خطة الوزارة لاقامة نحو300 محطة معالجة في مختلف المحافظات بعد اتمام الدراسة الاقليمية التي غطت أكثر من 85 بالمئة من مساحة سورية ونتج عنها 134 محورا اقليميا مشيرا الى ان سورية قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ محطات الصرف الصحي. من جانبه أشار المهندس يوسف بن ابراهيم البسام نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية الى اسهام الصندوق في تمويل اكثر من 14 مشروعا انمائيا في سورية مؤكدا استعداد الصندوق لتمويل العديد من المشروعات التنموية الجديدة ليكون من المساهمين الاساسيين في سورية بما يسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين. وكانت اللجنة الوزارية السورية السعودية المشتركة وملتقى رجال الأعمال الأول بدءا أعمالهما السبت الماضي حيث أكد وزير المالية السعودي ابراهيم العساف على أن العلاقات السورية السعودية حققت قفزات مهمة عكست الاهتمام الذي توليه قيادتا البلدين لهذه العلاقات، موضحاً أن انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة يعد إحدى الحلقات المهمة لتعزيز وتطوير أطر التعاون الثنائي في شتى المجالات وذلك في وقت يشهد فيه العالم تطورات اقتصادية متلاحقة تستوجب العمل من أجل تحقيق تكامل اقتصادي عربي مشترك. وأشار العساف إلى أهمية تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين سورية والسعودية من خلال زيادة حجم التبادل التجاري وتذليل العقبات التي تواجه انسياب السلع المتبادلة من الجانبين واستمرار التنسيق والتشاور لتحقيق ذلك الهدف مبيناً أهمية تشجيع القطاع الخاص في البلدين لتأسيس المزيد من الاستثمارات وزيادة المساهمة في المشاريع المشتركة والتي بلغ عددها حتى الآن 421 مشروعاً الأمر الذي يعكس مدى متانة وعمق العلاقات السورية السعودية. هذا وقد تركزت مناقشات ملتقى رجال الأعمال السوري السعودي حول واقع الاستثمار وفرص ومزايا الاستثمار في سورية، وأكد عبدالله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية أن الاقتصاد السوري استطاع أن يحقق خلال السنوات القليلة الماضية مواصفات الاقتصاد التنافسي المفتوح المندمج في الاقتصاد العالمي من خلال توفير البيئة الاستثمارية الفعالة والكفوءة عبر القوانين والتشريعات المناسبة والبنية التحتية المقبولة التي تسمح ببناء المشاريع في مختلف القطاعات وبالتصدير والاستيراد وتمويل التصدير والاستيراد والاستثمار.