للدكتور نبيل الدجاني الاستاذ في الجامعة الامريكية في بيروت استشهاد واقعي على انحياز الاعلام الامريكي ضد ثقافتنا وصورتنا ووضعهما في قالب ذهني من إنتاج صناعة الاعداء المفترضين يقول الدكتور الدجاني : هذا نص رسالة بالبريد الالكتروني استلمتها اخيراً : - هاجم كلب شرس طفلاً في حديقة في مدينة نيويورك. - رأى أحد المارة ما حدث فهرع للمساعدة وانقض على الكلب الشرس وقتله. - صحفي في احدى الصحف المحلية بمدينة نيويورك شاهد ما حصل وأخذ بعض الصور للحادثة ليضعها في الصفحة الاولى للجريدة التي يعمل بها. - اقترب الصحفي من الرجل وقال له : شجاعتك البطولية سوف تنشر في عدد يوم غد تحت عنوان : (شجاع من نيويورك ينقذ ولداً). اجابه الرجل الشجاع انه ليس من نيويورك ، فقال الصحفي : في هذه الحالة سوف نضع العنوان : (شجاع امريكي انقذ ولداً من كلب شرس ) أجاب الرجل الشجاع : (انا لست امريكياً ايضاً ، انا من باكستان). - في اليوم التالي صدرت الصحيفة وكان عنوان الخبر في الصفحة الاولى (مسلم متطرف ينقض على كلب في حديقة نيويورك ويودي بحياته ) مكتب التحقيق الاتحادي (FBI) بدأ التحقيق بامكانية وجود علاقة بين هذا الرجل ومنظمة القاعدة التي يرأسها اسامة بن لادن. مناسبة هذا الحديث ما نسمع من اصوات عربية تجهل كل وعي يندد بممارسات بعض الدول الغربية ويرى انه من التمدن ان ننفتح على العالم الغربي ليس كجماعات يحملون ثقافات مغايرة ومختلفة ولكن كضحايا محتمليين لأيديولوجيات التحضر المزعوم. ان هوية الانسان هي التعبير الفعلي عن وجوده في هذه الحياة كما انها القيمة الوحيدة التي يعد التعدي عليها تعديا على الكرامة الوطنية.. وما ذكره الدكتور الدجاني يعطي صورة واضحة عن عمل الاعلام الامريكي الذي يوضح تحيزه ويجعلنا نتندر على الاصوات التي تصف اداءه بالموضوعية بعيداً عن الدعاية التي هي أهم اعمال الاعلام العربي ، ولكن لا مفر من الاعتراف بأن الاصوات الامريكية تجيد الكذب الأنيق الذي يجلب المتعة ويجعلك تشاهد الصور الدعائية وكانها حقائق ، وللمهتمين بمخاطبة الآخر من خلال توجيه رسائل بلغة هذا المختلف لنطلعه على حقائق الأحداث التي تمس حياتنا اليومية نقول لهم : قبل البداية في انتاج مشاهد الاحداث يجب تعلم الكذب الأنيق ، وهذا هو ما يبحث عنه الجمهور هناك الذي يطلب الاستمتاع بمشاهدة الصور وليس الحقائق التي تثقل وعيه وتناقض سياسته.