توجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -حفظه الله- بخطاب للأمة من تحت قبة مجلس الشورى، وهذا الخطاب حمل رسالتين ساميتين وعظيمتين، الأولى أنه موجه للأمة وللوطن والمواطنين مما يعني شموليته وسمو أهدافه. الثانية أنه من تحت قبة مجلس الشورى، وهذا بلا أدنى شك شرف للمجلس بأن يحتضن كلمة خادم الحرمين الشريفين. كما يُعد هذا دفعاً معنوياً للمجلس، حيث إن المجلس هو من أهم الجهات الفاعلة في الدولة وشريك أساسي للحكومة ممثلة بمجلس الوزراء سواء في الرقابة أو التشريع أو في إصدار القرارات. ومثلت كلمة خادم الحرمين الشريفين منهجاً لعمل مجلس الشورى، فهي بمثابة الإطار الذي يعمل من خلاله المجلس كون هذه الكلمة ستكون كما اعتدنا من خادم الحرمين الشريفين شاملة لمجموعة من المضامين التي يتحتم تفعيلها بل وستكون منطلقاً للمجلس حتى في ممارسة صلاحياته المتعددة ومنها على وجه التحديد الرقابة على مختلف الجهات الحكومية، لأن كلماته -حفظه الله- تنبع من روح الإحساس بالمسؤولية وعظم الأمانة وشمولية الإدراك، ولذلك فهي تحمّل المجلس على وجه الخصوص أمانة مضاعفة كونه الجهاز الذي يُحيل إليه -حفظه الله- مشاريع القرارات بما تتضمنه من مشاريع أنظمة واتفاقيات وتقارير للأجهزة الحكومية، فالمجلس يعي أهمية العمل في هذه المجالات إدراكاً منه للحس الوطني الكبير والهم الذي يحمله من أجل رفعة الوطن والمواطنين وتحقيق أهداف التنمية المرسومة. ولذلك فقد دأب المجلس في دورته الخامسة برئاسة معالي الدكتور عبد الله آل الشيخ على الاهتمام بخطاب خادم الحرمين الشريفين وتوجيه مختلف لجان المجلس بتفعيل مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين وتحويلها بمثابة دستور داخلي لعمل المجلس ولجانه، وهو ما تم بالفعل في السنة الشوريّة الأولى من دورة المجلس الحالية وهو ما سيتم العمل به كذلك في السنة الثانية من دورته الحالية. وبالنسبة لما وجهه -حفظه الله- من خطاب للأمة فكما تعودنا من خادم الحرمين الشريفين فقد حمل خطابه للأمة بشائر الخير والسعد وأطلع المواطنين والمعنيين على كل ما يهم معرفته عن مجهودات المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين، كما تحدث -حفظه الله- عن الواجبات والمسؤوليات المقترنة بعمل مؤسسات الدولة وكل ما يهم المواطنين من معرفته حول العمل الذي تقوم به مؤسسات الدولة، وخصوصاً تلك المنوط بها مسؤوليات خدمية وتنفيذية، فكما عوّدنا في كل سنة شوريّة فإنه أطلع الأمّة على توجه الدولة وعلى سياساتها وخططها ومنهجها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية بوجه عام، كما أطلع الأمة على ما قامت به الدولة رعاها الله في سبيل رفعة الوطن والمواطن وما تحقق من تنمية وازدهار ورفاه في كل المجالات، وكذلك دور المملكة الحيوي في المحيطين الإقليمي والدولي وما قامت به المملكة من أجل خدمة القضايا المحلية والعالمية ودور المملكة في تعزيز السلام والاستقرار الدوليين وازدهار العالم ورفاهيته باعتبارها عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي باعتبارها كذلك أكبر منتج للطاقة في العالم. *عضو مجلس الشورى