أكد خادم الحرمين في خطابه الذي ألقاه في مجلس الشورى عبر التطمينات التي وجهها للشعب السعودي والمستثمرين في ظل الازمة المالية العالمية التي ضربت الاسواق المالية العالمية جميعها ان المملكة تجنبت أسوأ عواقبها، ولاتزال تراقب الموقف بحذر ويقظة، مؤكداً على استمرار العمل بلا كلل ولا ملل لصناعة غد سعودي مشرق بالرفاه، مزدهر بالمحبة والتسامح، المتابع للخطاب يستنتج منه عدة رسائل فيها الكثير من استنهاض الهمم لتجاوز أزمات المنطقة، ومد يد العون لكل من يريد الخير للأمة، إضافة إلى التأكيد على نهج الحوار الذي يستلهمه من الدين الإسلامي. وجسَّد في كلمته كل ما يستشعر به نبض المواطن من خلال تطرقه إلى قضية الأزمة الاقتصادية العالمية، وتداعياتها على الاقتصاد الوطني، موجهاً رسالة طمأنة إلى المواطن في المقام الأول ولكل الدوائر الاقتصادية المحلية والعالمية التي تعول كثيراً على القيادة السعودية بصفتها محوراً رئيساً في مواجهة تلك الأزمة. والخطاب ليس من قبيل المصادفة ما يواكب الكلمات التي يدلي بها خادم الحرمين من ترقب واهتمام محلي وعالمي، فقد عهد الجميع منه صدقا وشفافية ورؤية يتطابق فيها القول مع العمل، وها هو يضع الصورة كاملة امام مواطنيه والعالم من خلال خطابه التاريخي في مجلس الشورى متحدثاً الى من يعدهم شركاء في القرار والرأي. وجاء خطابه حفظه الله موجهاً وحاضاً الاعضاء في مجلس الشورى على تحمل المسؤولية العظمى الملقاة على عاتقهم، والعمل لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، وخطابه هذا كان استمرارا لذلك النهج، حيث نجح الملك عبدالله في خطابه الذي ألقاه تحت قبة المجلس شد فيه الكثير من المتابعين محلياً ودولياً بما يتضمنه للكثير من القضايا التي تعنى لأطراف عدة، على الآراء التي تؤكد أهمية الخطاب الملكي السنوي، وما يحمله من مكانة مميزة للمجلس لدى القيادة السياسية، اضافة الى مضامين عدة، حيث تناول خادم الحرمين في تلك الوثيقة محاور مهمة عدة، ومنهج تأكيده على نهج الحوار الذي يؤمن به، ويسعى الى ترسيخه داخلياً وخارجيا، فهو من تحت قبة مجلس الشورى يريد أن يبعث مجددا برسالة الى ابنائه المواطنين وفي مقدمتهم اهل الشورى بأن الحوار هو وسيلتنا المثلى للتعايش وتحقيق طموحاتنا في السلام الاجتماعي، والأمن والازدهار، ورسالة أخرى إلى كل من يعنيه الأمر خارج حدود الوطن بأننا لدينا عقول وقلوب مفتوحة لاستيعاب الأفكار والرؤى كافة بهدف التعايش الثقافي والحضاري والديني من دون تصادم أو تقاطعات. لقد شهدت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين إقامة العديد من المدن الاقتصادية في مختلف مناطق المملكة، في موقف مشرف يجسد اللحمة بين القيادة والمواطن، حيث ستوفر هذه المدن فرص عمل ونهضة اقتصادية ستحظى بها مناطق المملكة، فقد لعب الاقتصاد الوطني دورا رائداً في تطور المجتمع السعودي ووضع المملكة في مقدمة دول منطقة الشرق الأوسط. وهنالك الكثير من محطات الاقتصاد الوطني يتوجب الوقوف عندها للتعريف بحجم التطورات التي طرأت على الاقتصاد السعودي والذي اصبح من اكثر اقتصادات دول العالم تطورات وازدهارا. أن التنمية الاقتصادية الوطنية كانت ومازالت المحور الرئيسي الذي يشغل بال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله منذ أن كان وليا للعهد ورئيساً للجنة العليا للاقتصاد، حتى يومنا هذا ، حيث كان هدفه في المقام الأول أن يعيش المواطن عيشة كريمة وان تكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات التعليمية والاستثمارية والصناعية، وعلى المستوى الدولي قام حفظه الله بالعديد من الإنجازات وتقارب وجهات النظر بين أخوته رؤساء الدول والعربية والإسلامية، بالإضافة إلى مواقفه الإنسانية مع الشعب الفلسطيني واللبناني وبعض الدول الإسلامية.