قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية أمس بزيارة تفقدية لضباط وأفراد القوات المسلحة المرابطة بقطاع العارضة. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر القوة قائد منطقة جازان اللواء الركن حسين بن محمد معلوي، حيث صافح سموه عددا من ضباط القوة. بعد ذلك ألقى سموه الكلمة التالية: "بسم الله الذي تتم بنعمه الصالحات، والحمدلله الذي بعونه وتوفيقه تنجز المنجزات، والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المرابطون الشجعان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية لكم ملؤها المحبة والتقدير، حيث التقي بكم اليوم، وأحييكم باسم كل رجل من رجال القوات المسلحة، وباسم كل مواطن ومقيم على ثرى هذه الأرض الطيبة، تحية مقرونة بأخلص الشكر والتقدير على ما قمتم به من بطولات حقه، دافعتم خلالها ببسالة الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً لأغلى وطن، أسهمتم في الدفاع عن مقدسات وخيرات ومنجزات هذا الوطن، بإخلاصكم وجهدكم وعلمكم وعملكم، إنني وبحق لمسرور جداًَ وأنا أرى فيكم رجالاً أكفاء، وجنداً مخلصين، توفرت فيكم السمات الرجولية الحقة، وكان لديكم القدرة بعد توفيق الله على الصبر وقوة التحمل وبذل الجهود الممكنة في سبيل أن تبقى بلادكم غالية عالية شامخة، ترفض أراضيها التدنيس، ويأبي رجالها الضيم، ويرفض قادتها اليأس والقنوط والرضوخ لأي مهاترات. إخواني وزملائي: إن ما قدمه كل رجل منكم من جهود مخلصة، كل في مجال اختصاصه دليل ساطع على إحساسكم بجسامة المسؤولية الملقاة على عواتقكم، وأنتم لها إن شاء الله. كما أثبت ذلك آباؤكم وأجدادكم من قبل، وها أنتم اليوم تتمركزون في مواقعكم هذه بصحبة إخوة أعزاء في مواقع أخرى، تراقبون الوضع عن كثب، وتحرصون على أداء الرسالة، بعد أن من الله عليكم بالنصر والتمكين. وطهرتم أراضيكم ممن أراد لها الشر، وأضمر لها الحقد، وقد حرصت حكومتنا الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، يحفظهما الله، على جعل قواتنا المسلحة الدرع الحصين، بعد الله سبحانه وتعالى، لرد كيد الأشرار والطامعين، وما أنتم هنا إلا جزء من أبناء القوات المسلحة الذين أخذوا على عواتقهم جميعاً حمل الرسالة، وحفظ الأمانة، في البر والجو والبحر، ووزارة الدفاع والطيران التي وفقت بفضل الله إلى حد كبير بوجود رجال مخلصين متميزين بكفاءاتهم العلمية والعملية، وقادرين بتوفيق الله على العطاء بحماس واقتدار وإحساس بالمسؤولية، وإنكار الذات، نحتاج منكم جميعاً مضاعفة الجهد، والتصميم على إثبات الذات على أسس قوية وخطوات ثابتة وتصميم لا حدود له؛ للحفاظ على ما حققتموه من إنجازات لم تكن لتتحقق لولا فضل الله أولاً، ثم التخطيط السليم، والتكتيكات المدروسة، والاستبسال المنقطع النظير من كل رجل منكم، بدأت باستشهاد رجال أوفياء وجرح آخرين وأختتمت هذه الملحمة أيضاً باستشهاد رجال أوفياء وجرح آخرين، وها أنتم بجهودكم وعرقكم وإنجازاتكم، تتمسكون بالأرض وعليكم الفهم الأكيد بأنه مهما كانت المهام شاقة إلا أنها لن تكون مستحلية على قواتنا السعودية الباسلة، التي تحلت بالأخلاق الفاضلة، والصبر والجلد وقوة التحمل، والتقيد بتنفيذ الأوامر والتعليمات بكل دقة وكان أهمها احترام الخصم، ومعرفة قوته، والتعامل معه وفق ما يملكه من تسليح دون إفراط. إخواني وزملائي: في الأسابيع الماضية استقبلت وبكل سرور ثلاثة من أبنائنا الذين كانوا مفقودين بعد أن عادوا إلى وطنهم، وهم بصحة وعافية ولله الحمد، وهاهم بين أهليهم، وفي الأيام الأخيرة هدأ بالنا، وارتحنا كثيراً باستلام جثامين إخواننا الشهداء، بعد أن كانوا في عداد المفقودين، وباستلامنا لهم فإننا نعد ملف المفقودين قد أغلق تماماً. وبهذه المناسبة ومن هذا الموقف فإنني أنتهز هذه الفرصة لأرفع خالص الشكر والتقدير والإجلال لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، ولسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، على ما قدموه لنا من كريم الرعاية واستمرار الدعم والمساندة طيلة فترة العملية العسكرية، كما إنهما كانا يحفظهما الله حريصين أشد الحرص ومتابعين أولاً بأول لجميع الخطوات التي تمت فيما يخص أبناءنا المفقودين، ولم يهدأ لهما بال حتى أطمأنوا على مصائر مفقودينا بعودة الأصحاء، ودفن الشهداء على ثرى الأرض التي استشهدوا دفاعاً عنها. وختاماً اسأل الله جل وعلا أن يأتي اليوم الذي لم تعد فيه حاجة لوجودكم هنا بعد أن يستتب الوضع، وتعود الأمور إلى مجاريها، وتتحقق شروطنا التي ليس فيها ما يسيء لأحبتنا في اليمن الشقيق، بل ما يساعدهم على بسط الأمن في ربوع اليمن السعيد. وفي الوقت الذي يسرني فيه تفقد أحوالكم أوصيكم بالحرص والمتابعة والاستعداد لكل ما هو متوقع؛ لأن ما حصل حتى الآن لا يعني أن الوضع قد انتهى، بل الأيام والأفعال على أرض الواقع هي التي ستبرهن لنا ذلك، وسنبقى مراقبين وعن أراضينا مدافعين، وأسأل الله لكم دوام العون والتوفيق، فتحية لكم، تحية لعزمكم وحزمكم، وتحية لبطولاتكم ورجولتكم، تحية لتضحياتكم وفدائكم، تحية لخلقكم وأدبكم، تحية لصدقكم وإخلاصكم، وتحية لمنعتكم وإبائكم، وأخيراً تحية لشهدائكم الأبرار وجرحاكم الميامين، والحمدلله رب العالمين،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". إثر ذلك أجاب سموه عن أسئلة الصحفيين، ففي رده عن سؤال حول تطهير المواقع من الألغام قال سموه: هناك لجنة يمنية طهرت كثيرا من الألغام والقوات المسلحة هنا وقيادة القطاع أيضا مسئولة للتأكد من تطهير كافة المواقع التي طهرت أغلبها، ولكن احتياطا وحرصا هناك استطلاعات أخرى فيما لو كان هناك أية ألغام، لكن إن شاء الله، أنا متأكد في أقل من شهر ستكون الأمور منتهية تماما. وحول مراقبة الحدود قال سموه: الحكومة اليمنية تتعامل بهذا ونحن نراقب الأمر والحمد لله. وأضاف سموه دائما هناك إيمان تام وتعليمات قيادتنا الرشيدة هي الحفاظ على الأرواح وحقن الدماء، سواء عندنا أو عند غيرنا لكن إذا ابتلينا ودخل أي معتد إلى أراضينا فلن يكون أمامه إلا الرجوع أو القتل. وأردف يقول: نحن الآن نعتبر كل ما يجرى داخل اليمن هو شأن داخلي من مسئولية الحكومة اليمنية وهي تعرف أفضل الطرائق للتعامل مع شعبها ونحن مراقبين والمهم أن يكون هناك التعامل الجيد وحسن الجوار والأمن والأمان للطرفين. ونفى سموه أن تكون هناك تعديلات على الحدود السعودية اليمنية بعد الأحداث الأخيرة، مؤكداًً أنه لم تطرأ أي تعديلات على الحدود، بل هي وفق الحدود الرسمية الموقعة بيننا وبين إخواننا في اليمن، وهي نفسها بالنسبة لليمن. وحول حماية المملكة لأراضيها قال سموه إذا نظرنا إلى حماية المملكة فنحن ننظر 360 درجة بغض النظر من أين جاء التهديد، ويوجد لدينا سيناريوهات معينة سواء من الشمال أو الجنوب أو الغرب أو الشرق، وكلها معمول حسابها ولكل حادث حديث، أما القوات الجوية فلها باع طويل وهي قوية ولها خبرتها وتواجدها، وهي محل فخر واعتزاز الجميع. وعن دعم المملكة لليمن قال سموه.. هناك اللجنة السعودية اليمنية المشتركة، التي تعد من أفضل اللجان، وهي برئاسة سمو سيدي ولي العهد، واهتماماتها كثيرة، ويهمنا دائما في المملكة رفع المستوى الاقتصادي في اليمن الشقيق، وهذا دائما ما نسعى إليه، وما لجنة التنسيق إلا للإشراف على هذا ضمن العمل الدولي. وفيما يخص التمارين المشتركة بين القوات السعودية واليمنية بين سموه أنه تم تنفيذ تمرين مشترك قبل عامين، وإن شاء الله سيكون هناك تمارين مشتركة مستقبلا. وفيما يتعلق بالدروس المستفادة من الأحداث أوضح سموه أنه بعد الاعتداء الذي حصل هناك دروس مستفادة لنا جميعا، بكيفية تعزيز وحماية الحدود السعودية، وفي نفس الوقت إدراك منهم ليفكروا كثيرا قبل أن يخطو خطوة أخرى مثل هذه؛ لأن الرد سيكون أعنف وأقوى. وحول إنشاء قاعدة عسكرية بجازان قال سموه.. سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائدنا الأعلى لكافة القوات العسكرية، وسمو ولي عهده الأمين دائما حريصون على كل ما هو نافع للقوات المسلحة والقطاعات العسكرية بشكل عام، ولهذا الدراسات قائمة دائما وموجودة وإن شاء الله سيكون في المستقبل قوائم إنشاءات وقوائم تسكين بإذن الله. وعن تطبيق الشروط الثلاثة من قبل المتسللين قال سموه: الثلاثة كلها طبقت الأول بانسحابهم من الأراضي السعودية، وتم عمله بطردهم من الأراضي السعودية، ولا فخر لأحد في ذلك إلا القوات المسلحة والمملكة العربية السعودية، والشرط الثاني هو إعادة المفقودين وهذا تم والشرط الثالث وهو الذي يعمل الآن وهو وجود القوات المسلحة اليمنية على الحدود لحفظ الأمن والأمان وهذا يتم عمله الآن. وقال سموه إن المملكة دائما والقوات المسلحة تراقب باستمرار فالمراقبة للحدود مستمرة وهذه من مسئولياتنا ومسئوليات القوات المسلحة ووزارة الداخلية ممثلة بحرس الحدود. وعن اللقاء بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس اليمني قال سموه هو لقاء الأخوة والصداقة والعلاقات بين البلدين قوية ومتينة. وبين سموه في ختام تصريحه أن الأسرى تم استلامهم جميعا عن طريق الحكومة اليمنية والشهداء والجثث، سلمت عن طريق الحكومة اليمنية مشدداً على أن التعامل دائما هو مع الحكومة اليمنية. بعد ذلك حضر سمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية حفل قوة جازان بقطاع بني مالك واستقبل مشائخ قبائل محافظة بني مالك ومركز فيفا. وبدأ الحفل الخطابي المقام بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى قائد قوة جازان كلمة رحب فيها بسمو مساعد وزير الدفاع والطيران والحضور معرباً عن سعادته وكافة منسوبي القوة بزيارة سموه التفقدية للقوة. وقال في كلمته: أحمد الله الذي جعل لنا راية خفاقة تعبر عن عقيدتنا الإسلامية الحقيقية، راية أسسها لنا موحد هذا الكيان الشامخ المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، ذلك الرجل الذي جعل لنا وطناً قارة، ومكاناً تحت الشمس، ودولة قوية يحكمها رجال كرام حفظ الله الحي منهم ورحم من مات. وألقيت خلال الحفل ثلاث قصائد شعرية، وفي نهاية الحفل تسلم سموه هديتين تذكاريتين بالمناسبة، بعد ذلك شرف سموه حفل الغداء الذي أقامته قوة جازان تكريما لسموه الكريم. ورافق سمو مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية خلال الجولة صاحب السمو الملكي اللواء الركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز نائب قائد القوات البرية، وقائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن علي بن زيد خواجي، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة. سموه يدلى بتصريح صحفي لوسائل الإعلام سموه يتلقى هدية تذكارية من قائد قوة جازان سموه في حديث مع شيخ شمل فيفا