أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية تطهير غالبية المواقع على الشريط الحدودي مع اليمن من الألغام بالتنسيق بين القوات المسلحة وقيادة قطاع حرس الحدود متوقعاً انتهاء هذه المهمة بالكامل خلال شهر، ونفى سموه أي تعديلات على الحدود بعد الأحداث الأخيرة مؤكداً أن الدراسات جارية لانشاء قاعدة عسكرية في جازان. وأكد أن وجود الجيش اليمني والقبائل اليمنية التي لها علاقة جيدة بالمملكة على الحدود يمثل رادعاً لأي محاولات تحرش بالحدود مستقبلاً منوهاً بتعليمات القيادة الرشيدة بالحفاظ على الأرواح وحقن الدماء لكن سموه استدرك قائلاً: اذا ابتلينا ودخل اي معتد الى اراضينا لن يكون امامه إلا الرجوع او القتل. واعتبر سموه كل ما يجري في اليمن شأناً داخلياً تعرف الحكومة اليمنية كيفية التعامل معه. جاء ذلك بعد تفقد سموه الجنود المرابطين في العارضة ظهر امس وقال سموه ان المملكة تأخذ بعين الاعتبار اي تهديدات سواء من الشمال او الجنوب او الغرب والشرق مؤكداً ان القوات الجوية لها باع طويل ومحل فخر واعتزاز الجميع. ورداً على سؤال ل «المدينة» اشاد سموه بدور اللجنة السعودية اليمنية في دعم اليمن برئاسة سمو ولي العهد ورئيس الوزراء اليمني، مؤكداً ان رفع المستوى الاقتصادي لليمن يحظى باهتمام المملكة. وألمح سموه الى اجراء تمارين مشتركة مع القوات اليمنية مستقبلاً وذلك بعد التمرين الاول الذي اجرى قبل عامين. واكد سموه ان من ابرز الدروس المستفادة من احداث الجنوب تعزيز وحماية الحدود السعودية وتفكير هؤلاء المتسللين أكثر من 20 مرة قبل الإقدام على أي خطوة أخرى من هذا القبيل لانها ستكون اعنف واقوى، واكد انه يجري العمل حالياً على ضمان وجود القوات المسلحة اليمنية على الحدود بين البلدين بعد طرد المتسللين واعادة المفقودين مشدداً على استمرار مراقبة الحدود. ووصف لقاء خادم الحرمين والرئيس اليمني مؤخراً بأنه يأتي في اطار العلاقات بين البلدين التي تعززت بعد الأحداث الاخيرة. وألقى سمو الأمير خالد بن سلطان كلمة قال فيها «بسم الله الذي تتم بنعمه الصالحات، والحمدلله الذي بعونه وتوفيقه تنجز المنجزات، والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أيها الإخوة المرابطون الشجعان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية لكم ملؤها المحبة والتقدير حيث ألتقى بكم اليوم، وأحييكم باسم كل رجل من رجالات القوات المسلحة وباسم كل مواطن ومقيم على ثرى هذه الأرض الطيبة، تحية مقرونة بأخلص الشكر والتقدير على ما قمتم به من بطولات حقة، دافعتم خلالها ببسالة الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً لأغلى وطن ساهمتم في الدفاع عن مقدسات وخيرات ومنجزات هذا الوطن بإخلاصكم وجهدكم وعلمكم وعملكم، إنني وبحق لمسرور جداًَ وأنا أرى فيكم رجالاً أكفاء وجنداً مخلصين توفرت فيكم كافة السمات الرجولية الحقة، وكان لديكم القدرة بعد توفيق الله على الصبر وقوة التحمل وبذل الجهود الممكنة في سبيل أن تبقى بلادكم غالية عالية شامخة، ترفض أراضيها التدنيس، ويأبي رجالها الضيم، ويرفض قادتها اليأس والقنوط والرضوخ لأية مهاترات. إخواني وزملائي: إن ما قدمه كل رجل منكم من جهود مخلصة، كل في مجال اختصاصه لدليل ساطع على إحساسكم بجسامة المسؤولية الملقاة على عواتقكم وأنتم لها إن شاء الله، كما أثبت ذلك آباؤكم وأجدادكم من قبل، وها أنتم اليوم تتمركزون في مواقعكم هذه بصحبة إخوة أعزاء في مواقع أخرى، تراقبون الوضع عن كثب ،وتحرصون على أداء الرسالة، بعد أن من الله عليكم بالنصر والتمكين، وطهرتم أراضيكم ممن أرد لها الشر وأضمر لها الحقد. وقال سموه «حرصت حكومتنا الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظهما الله على جعل قواتنا المسلحة الدرع الحصين بعدالله سبحانه وتعالى لرد كيد الأشرار والطامعين، وما أنتم هنا إلا جزء من أبناء القوات المسلحة الذين أخذوا على عواتقهم جميعاً حمل الرسالة وحفظ الأمانة، في البر والجو والبحر، ووزارة الدفاع والطيران التي وفقت بفضل الله إلى حد كبير بوجود رجال مخلصين متميزين بكفاءاتهم العلمية والعملية، وقادرين بتوفيق الله على العطاء بحماس واقتدار وإحساس بالمسؤولية وإنكار الذات. وقال: في الأسابيع الماضية استقبلت وبكل سرور ثلاثة من أبنائنا الذين كانوا مفقودين بعد أن عادوا إلى وطنهم، وهم بصحة وعافية ولله الحمد، وهاهم بين أهليهم، وفي الأيام الاخيرة هدأ بالنا، وارتحنا كثيراً باستلام جثامين إخواننا الشهداء، بعد أن كانوا في عداد المفقودين، وباستلامنا لهم فإننا نعد ملف المفقودين وقد أغلق تماماً، وبهذه المناسبة ومن هذا الموقف فإنني أنتهز هذه الفرصة لأرفع خالص الشكر والتقدير والإجلال لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، ولسيدي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على ماقدموه لنا من كريم الرعاية واستمرار الدعم والمساندة طيلة فترة العملية العسكرية، كما أنهما كانا يحفظهما الله حريصين أشد الحرص ومتابعين أولاً بأول لجميع الخطوات التي تمت فيما يخص أبناءنا المفقودين، ولم يهدأ لهما بال حتى اطمانوا على مصائر مفقودينا بعودة الأصحاء، ودفن الشهداء على ثرى الأرض التي استشهدوا دفاعاً عنها.