قتل 12 شخصا في بغداد اليوم الخميس بينهم سبعة من قوات الجيش والشرطة في هجمات شنها مفجرون انتحاريون وذلك قبل أيام من الانتخابات التي ستختبر آفاق الاستقرار في العراق في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأمريكية لمغادرة البلاد. وقال مصدر بوزارة الداخلية العراقية إن 35 شخصا من أفراد الجيش والشرطة اصيبوا أيضا عندما هاجم انتحاريان يرتديان أحزمة ناسفة مراكز اقتراع حيث تدلي قوات الشرطة والجيش بأصواتها مبكرا، كما أدى انفجار قوي في وقت سابق إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة 22 آخرين في حي الحرية بشمال غرب بغداد. وعقد المهاجمون العزم على ما يبدو على تعطيل التصويت الخاص الذي يدلي فيه رجال الشرطة والجيش والمسجونون والمرضى بأصواتهم مبكرا على أمل تقويض الحكومة وتخويف الناخبين من الإدلاء بأصواتهم يوم الأحد. وهذه الانتخابات هي الانتخابات البرلمانية الثانية منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة على العراق عام 2003. وقال نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي لشيوخ عشائر في اجتماع في بغداد إن الحكومة الحالية استعادت كبرياء العراق ووحدته وسيادته وأمنه وإنها الآن تريد استكمال المسيرة. ووقعت هجمات اليوم الخميس على الرغم من تشديد إجراءات الأمن لحماية 950 ألف شخص لهم الحق في التصويت المبكر أغلبهم من قوات الأمن العراقية التي يبلغ قوامها 670 ألف جندي. وهددت جماعة دولة العراق الإسلامية المنتسبة للقاعدة الشهر الماضي بعرقلة انتخابات السابع من مارس آذار بأي ثمن باستخدام وسائل "عسكرية" في المقام الأول لوقف ما اسمتها بالمهزلة التي تستهدف تدعيم هيمنة الشيعة على السنة. وكان الأمن وعدم الوفاء بالوعود من بين القضايا الرئيسية التي أوردها رجال الشرطة الذين أدلوا بأصواتهم في مدينة النجف. وقال رائد جعفر "ماذا حدث لجميع العهود التي قطعوها... لا نريد زعيما لا يفعل شيئا سوى إعطاء البنادق لشيوخ العشائر الأثرياء. هل يريد العراق مساعدة الفقراء بهذا؟" وقال انه لن يعطي صوته لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي حقق نتائج جيدة في انتخابات المحافظات في يناير كانون الثاني عام 2009 عندما استند في حملته الانتخابية الى تحسن الوضع الأمني. وقتل 33 شخصا على الأقل في محافظة ديالى المضطربة شمال شرقي بغداد امس الاربعاء عندما هاجم ثلاثة مفجرين انتحاريين مركزين للشرطة ومستشفى. وقال شرطي عمره 27 عاما ذكر إن اسمه جعفر إنه أدلى بصوته في مدينة نمرود التي تقع بالقرب من مدينة الموصل وقال إنه يتمنى أن تكون الحكومة الجديدة أفضل من الحكومة الحالية التي قال إنها لم تقدم لهم غير الانفجارات. وقال علي نصيف وهو واحد من عشرات من رجال الشرطة كانوا ينتظرون خارج مركز اقتراع في مدينة البصرة الجنوبية إن هذه الانتخابات هي "الفرصة الأخيرة" أمام الناخبين لإحداث تغيير. وفي مدينة كركوك الشمالية المتنازع عليها حضرت جندية من الجيش العراقي لتدلي بصوتها مع ثلاث زميلات لها، وقالت "أنا سعيدة بالإدلاء بصوتي اليوم... آمل أن توفر القائمة الفائزة الخدمات والوظائف للعراقيين."