شهد مجمع الملك سعود (مستشفى الشميسي سابقا)، نقلة طبية ملحوظة ونوعية، لم تكن في حسبان كبار السن ممن عاصروا تاريخه، أن يدركوا هذا التطورالملموس، إلا أن الصدمة كانت متزامنة بنفس المشاعر! فقبل أيام توجهت بوالدتي شفاها الله وقد شارفت الثمانين، متعها الله بالصحة والعافية إلى المجمع لكونه - كما يدرك ساكنو الرياض العاصمة - ذا خبرة مشهودة (بحوادث العظام)، وحينما حضرت إلى الطوارئ وجدت الاهتمام من شباب الوطن (من الأمن والممرضين المسعفين الاوليين)، إلا أنك تلحظ أن المشكلة القديمة لاتزال تشوه التطوير في المباني والأجهزة، حيث إن عشوائية تلقي المصاب، خاصة تلك التي في الغرفة المعنية (16)لاتزال، فذهبت للبحث عن المدير للطوارئ، وأذكر أنه رجل فاضل يتلقى كل مقترح بصدر رحب فقيل إنه ذهب إلى بعثة، عندها سألت عن الجديد فقيل إنه في جولة بالمستشفى، وذلك لنقل الملحوظة (الزحام على الغرفة 16 التي تستقبل حوادث العظام والكسور. والدتي التي كانت تتخوف من هذا الموقف لشدة الألم مع طول الانتظار، عاشت تاريخ تلك الملاحظة، وكنت في أثناء طريقنا للمجمع أؤكد لها أن الزمان القديم ولى، فاليوم المجمع أصبح يشار إليه بالبنان، ولايزال، إلا أن الموقف خذلني فقلت لها نحن في وقت الذروة، فلعلك تصبري. وقفنا أمام طابور عشوائي من المرضى في ذلك الممر الضيق، كلنا منا معه مصاب، ننتظر الدور، فإذا بي أجد لغز ذلك الزحام الذي منذ سنوات لايزال باقيا!! عندها ورغبة في إبراء الذمة تحاورت مع الطبيب الموجود (الوحيد) في ذلك القسم فوجدت حاله كمن يقول في المثل العامي: (لا تشكي لي فأبكي لك) قرابة سبع سنوات وهم على هذا الحال، قسم طوارئ العظام بطبيب واحد، ُكتبت العديد من الخطابات والنداءات لعلاج هذا الخلل، إلا أنه لا جديد؟!!. وعندما تم نداؤنا باجتهاد تنظيمي من الطبيب نفسه، وجدت المرضى وذويهم يحتاجون من ينظم دخولهم وخروجهم على تلك الغرفة (16)، فالطبيب، أعانه الله، يقف مستقبلا المصابين في الحالات الاسعافية، وباب الغرفة مفتوح، وفوق رأسه العديد من المرضى وذويهم، من دون أرقام ولا كراسي انتظار، فقلت للطبيب: أعانك الله كيف تشخص المرض، وتكشف على المرضى الواحد تلو الآخر، وتقرر بنفس الوقت وعبر أشعة يتم فتحها عبر الاجهزة المتطورة تقنيا، وتتعرض للبطيء بخلالف الفوري، ثم إنك تتلقى المواطن والمقيم بنفس الوقت، بل وتصنف من يستحق الدخول ومن لا يستحق، وتتلقى استفسارات تكاليف العلاج والعمليات لمن هم غير سعوديين، وتقدم الوصفة، وتنظم عملية الدخول والخروج، في الغرفة الصغيرة. فقال، ووالدتي تسمع: بل إنني أستأذن المريض لأداء الصلاة بجوار هذه الغرفة، فلا وقت للابتعاد عنها للمسجد أو غيره، إلا في حال وصول حالة إسعافية تتطلب ذهابي للغرفة المخصصة للحالات الحرجة، في هذا الجانب أو انتهاء الفترة المخصصة لي، فردت الوالدة حفظها الله وقالت: يا طبيب احتسب الأجر على الله وهو المعين، فقد توقعت هذا الأمر وقلته لابني، فداخلت حديثها بأدب وقلت أخي الطبيب: لعلك تطمئنني عليها فهي قد تعرضت لكسر سابق في الظهر؟! فقال: الحمد الله الأشعة تؤكد ان الكسرزالسابق لم يتأثر فهي رضوض خفيفة، فقدم لي الوصفة وقال: أمامها العافية، فقلت له: وفاء لما قدمت مع جزيل العرفان، سأحرص بعون الله على رد جميلك بنقل معاناتكم، براءة للذمة، وواقعا متجردا، من دون إنقاص لتلك الجهود، سائلا المولى أن تصل للمسئولين، وحسبي أنهم لن يرضوا بهذا الواقع المرير المشاهد لهذا المرفق الطبي العريق، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي يولي هذا المجمع كل عناية واهتمام وكذا وزير الصحة، وللمشرف العام على المجمع، وذلك من خلال طرح مقترحات وجدتها خلال مشاهداتي منها: أولا: دعم هذا القسم وهذه الغرفة التي تتلقى مئات المرضى المصابين في الحوادث، وخاصة العظام، وبمختلف الأصناف، بأطقم المدرب ولأكثر من طبيب وممرض خاصة أوقات الذروة التي تتلقى تلك الحالات الاسعافية. ثانيا: تنظيم عمليات الدخول والخروج للقسم، من خلال رجال الأمن المدني والرسمي، ووضع أرقام تساهم في تنظيم المرضى والمصابين، وتصنيفها بشكل دقيق من قبل الطاقم الطبي المعالج. توسيع هذا القسم بالذات (قسم إسعاف العظام) بإسعاف الطوارئ، لكونه الأبرز بين طوارئ الاسعاف في المدينة، الذي يتلقى يوميا العديد من الحالات الاسعافية بهذا الجانب جراء الحوادث المرورية وغيرها. رابعا: إعادة النظر في إحضار المصابين من المساجين لهذا الاسعاف وتحويلهم وعلاجهم في مراكز مخصصة لهم، بدلا من إحضارهم مكبلين امام الجميع، وخصوصا الاطفال، وقد ناديت في حادثة سابقة للنظر في هذاالجانب، والمؤمل كذلك تخصيص قسم في المجمع (لاسعاف الاطفال) على غرار العديد من المستشفيات مساهمة في خلق تنظيم أشمل وأدق لعلاج المرضى. تلك ملحوظات ومقترحات أجزم أن كثيرين يشاهدونها ممن يزورون هذا المجمع الرمز في الرياض العاصمة، ولكنها مساهمة ووفاء لما عودنا عليه مسئولو هذه البلاد وقادتها رعاهم الله بأن نقدم الملحوظة والمقترح العملي، من دون إساءة أو إنقاص أو هضم لجهود الباذلين، والله المعين على إبراء الذمة.