** عندما يطالب مسؤول كبير..ومعني..هو معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أصحاب الفضيلة العلماء بأن يبينوا للناس خطر الفتوى بغير ما أنزل الله..وأن يعلموهم أن لا يتجرأوا على السؤال أو يتسرعوا في الإجابة..فإنه ومن موقع المسؤولية..وبحاسة الإنسان المؤمن والمواطن الصادق..ينبه إلى خطر حقيقي تبرأ منه الذمة..ويوجب التنبيه من التوسع فيه..أو الاستهانة بما قد يؤدي إليه.. **ولمن لم يطلع على الدراسة المنشورة في صحيفة المدينة يوم الاثنين الماضي على لسان معاليه..فإنني أود أن أركز هنا على بعض النقاط المهمة في تلك الدراسة..ومنها : ** "التحذير من خطر القول إن هذا حلال وهذا حرام لأن هذا من أشد الأشياء أن تقال، ولأن المرء لا يجزم بموافقة حكم الله – جل وعلا- في المسائل الاختلافية أو في المسائل المجتهد فيها". ** "أن الفتوى الآن أصبحت مفخرة، فهذا يفتي،والهاتف لا يسكت، وذاك يتكلم بغير تأنٍ ولا إتقانٍ، وربما يفتي وهو يأكل أو وهو ينظر إلى شيء أو وهو يكتب". ** "أن الفتوى شيء والقضاء شيء آخر. لأن القضاء يكون بين متخاصمين فيتم إلزام أحدهما بأداء الحق لصاحبه، والذي يحكم بينهما القاضي الذي نصبه ولي الأمر.أما المفتي فهو يبين الحكم الشرعي من دون إلزام ويترك العمل بالفتوى أو عدم العمل بها لما يكون من ورع المستفتي وتقواه، فلا يبحث عن حال المستفتي هل التزم أم لم يلتزم بالفتوى.أما القاضي فإنه يلزم بتنفيذ الحكم بما فوضه إليه ولي الأمر". ** "أن الفتوى محكومة بمجموعة قواعد هي : لا اجتهاد مع النص..ولا إنكار في مسائل الاجتهاد، وأن الشريعة يسر وأن المجتهد في المسائل التي لا نص فيها إذا كان فيها وجهان للقول فإنه ينبغي أن يختار أيسرهما لأن التيسير أصل من أصول الشريعة وتشريعات الشريعة كلها يسر".. **وكما قلت في البداية.. ** فإنه لولا العقول النيرة..والمدركة لأبعاد الأخطار المحدقة بالأمة..لما صدر مثل هذا القول البين،من وزير في مستوى المسؤولية ولما اضطر واحد مثله إلى التنبيه من مغبة الوقوع في حبائل الشر..ودواعي الفتنة.. ** لكن مثل هذه الأحكام وتلك الرؤى تحتاج إلى توثيق..وأقصد بالتوثيق هنا..أن تتحول من مجرد آراء..وأفكار..ومساهمات علمية تقال هنا وهناك..إلى أنظمة وقوانين وتشريعات ملزمة للجميع، كما تكون روافد معرفية ومقررات تدرس في المعهد العالي للقضاء وفي الكليات الشرعية والدعوية وكل الكليات الأخرى..وأن تصل- عبر وسائل الإعلام الوطنية- إلى كل الناس. ** وحين تصبح هذه الأحكام والرؤى بمثابة نظام يذكر فيه الحكم كما ينص فيه على العقوبة الصارمة عند الخروج عليه..أو الاجتهاد بما ليس فيه..فإننا لن نسمع بأن هناك من يكفر عباد الله..لمجرد أن هناك من اختلف معه في الرأي..أو أنكر عليه ما ذهب إليه من اجتهاد.. ** كما أننا لن نسمع أن هناك المئات من الضحايا الذين وقعوا رهينة الفكر المتشدد..والاجتهادات الخاطئة..أو الانغلاق الذهني الكامل.أيضاً.. *** ضمير مستتر: **(هناك فارق كبير بين من وهبهم الله عقولاً تبصر..وبين من حرمهم من رؤية الحقيقة..فضلّوا).