لم يكن الوسط الرياضي بحاجة للمزيد من الأخطاء التي ترفع من درجة احتقان الجماهير وتضع مؤشر التعصب في قمته فمع النقلة الكبيرة للكرة السعودية وعصر الاحتراف الذي تعيشه كان يفترض التعاطي من قبل الإداريين وفق هذا التطور والعمل الحديث بلغة احترافية راقية فيها الكثير من المثالية والحرص على المحبة والعلاقات بين الأندية ومنسوبيها الذين كان يفترض عليهم ان يحرصوا على كسب الأندية الأخرى وجماهيرها بدلاً من الخسارة تلو الأخرى، إذ لا تكتفي بعض الأندية بخسارة النتائج أو المنافسة على البطولات، بل تزيد عليها بخسارة شريحة كبيرة من المجتمع وجماهير الفرق الأخرى بتصاريح مغلوطة ومرفوضة كما حدث تجاه نادي الحزم وهو الفريق المعروف بتاريخه وسجله الذهبي قبل وصوله لدوري المحترفين وبعد ثباته وتقديمه لمستويات كبيرة أهلته ليس فقط للبقاء، وإنما للحضور المشرف والمنافسة، والحزم غني عن التعريف بشعبيته سواء على مستوى محافظة الرس مقر النادي أو القصيم، ومن يقلل من قيمته أو يستصغره يخطئ الطريق فالوسط الرياضي يدرك تاريخ الأندية وسجلاتها ولا يمكن لرأي متسرع ربما قصد فيه تصفية حسابات لشخص آخر ان يقلل من قيمة الحزم ويضره بشيء، بل العكس فهو يسيء لصاحبه الذي يفترض ان يحرص على متانة العلاقات والحديث بلغة احترافية لا بتلك اللغة التي لا توجد ولا ينطق بها رياضي في أي من الدول المتقدمة في اللعبة أو حتى عربياً، إذ هناك في أوروبا وأمريكا الجنوبية وعامة دول العالم يشاهد الاحتراف بحق وحقيقة احترام ومحبة ولغة احترافية راقية بين الأندية المتنافسة وغيرها، بل يزيد على ذلك ربما عدم معرفة رئيس النادي وكثرة ظهوره إلاّ في المناسبات الإدارية ويظل العمل أغلبه «فنياً» داخل الملعب وسط تنافس شريف وبعده تحضر الروح العالية والمثالية. الحزم فريق كبير وسيظل كذلك وخطواته نحو القمة لن تتوقف وثقة جماهيره ورموزه وعشاقه فيه لا تتجزأ ولا يؤثر فيها تصريح عابر أو بيان طائش يحضر ليغطي الاخفاق داخل الميدان ولعل الفرق الكبيرة هي المؤثة في أدائها وحضورها وهي التي تجبر على الحديث بانفعال ولو كانت صغيرة بالفعل لما استحقت هذه اللغة الانفعالية وهذا التشنج المرفوض شكلاً وموضوعاً.