من المؤشرات المهمة لقياس مستوى أي جامعة مستوى خريجيها، وما يحصلون عليه من فرص وظيفية بعد تخرجهم، ووفقاً لهذا المقياس تبدو جامعة الأمير سلطان في طليعة الجامعات السعودية، حيث يشير د.عبدالعزيز بن سلطان السحيباني عميد القبول والتسجيل وعميد كلية الحاسب الآلي المكلف إلى أن الاستطلاعات التي قامت بها الجامعة والاستبيانات التي تمت مع الخريجين والجهات الموظفة لهم بينت –بحمد الله– أن هناك قبولاً كبيراً جدًّا لطلاب الجامعة في سوق العمل، وسعياً من الكثير من الشركات الكبرى لاستقطابهم. ومعظم خريجي الدفعات الست التي خرجتها الجامعة، وعددهم يتجاوز ستمائة طالب وطالبة حصلوا على وظائف مميزة في وقت قياسي؛ بل إن بعض خريجي الجامعة يحصل على عروض عمل قبل أن ينهي الدراسة أثناء فترة ما نسميه التدريب التعاوني، ومجموعة كبيرة من خريجينا يواصلون دراساتهم العليا (الماجستير والدكتوراه) وقد استفادوا من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لإكمال دراستهم العليا في عدد من جامعات العالم، وهناك من اجتاز الشهادات المهنية في مجالات متعددة؛ من بينها زمالة المحاسبين الأمريكيين، والشهادات المهنية العالمية في مجال شبكات الحاسب، وهي شهادات تعقد اختباراتها الشركات العالمية بشكل مستقل وتعد من أهم المتطلبات الآن في سوق العمل، وكذلك الشهادات المماثلة في في مجال قواعد البيانات، وتقنيات الإنترنت، وغيرها. وهذه كلها مؤشرات ولله الحمد تدل على أن برامج الجامعة بفضل الله عز وجل تمكنت من إعداد الخريج للموصول إلى هذا المستوى. نماذج مشرفة وفي إطار هذا التحقيق تم اللقاء بعدد من خريجي جامعة الأمير سلطان الذين يتسنمون مناصب قيادية في عدد من الشركات والبنوك، الذين وصفوا تجربتهم مع الجامعة بالممتازة، مؤكدين أن تميزهم في سوق العمل نابع من اهتمام الجامعة باللغة الإنجليزية بدءاً من السنة التحضيرية وجودة مناهج الجامعة التي تساير المناهج العالمية وتتطور مع المستجدات أولاً بأول، والتدريب التعاوني الذي يتلقاه الطلاب قبل التخرج. وفي البدء قال نايف عبدالله القحطاني، خريج كلية إدارة الأعمال- الإدارة المالية، دفعة 2004، والذي يعمل الآن مديراً لعلاقات العملاء بالأهلي كابيتال عن تجربته مع الجامعة:أعتز وأفتخر بأني أحد خريجي جامعة الأمير سلطان، فالجامعة لديها مناهج عالمية متطورة جداً، بما ينعكس على أداء الخريجين، مشيراً إلى أن خريجي جامعة الأمير سلطان لا ترفضهم أي جهة يتقدمون إليها، حتى ولو لم يقضوا فيها فترة التدريب التعاوني، فهم يحتاجون إلى قليل من التدريب للدخول في منظومة العمل؛ ويرجع هذا إلى ما تتميز به الجامعة من جودة في المناهج. وتحدث خريج الجامعة عام2007م المهندس عمرو صباغ والحاصل على شهادة (CCIE) من برنامج سيسكو الجامعي الذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع صندوق الموارد البشرية وشركة سيسكو العالمية والذي تتخاطفه كبريات الشركات الآن، عن تجربته مع الجامعة وشركة سيسكو العالمية قائلاً: التحقت ببرنامج سيسكو الجامعي في شهر سبتمبر 2007م وتخرجت منه في أغسطس 2009م، وعينت بعدها مباشرة موظفاً رسمياً في سيسكو وعملت معها في عدة مشاريع. وأضاف أن شهادة (CCIE) لها قيمة عالية في السوق؛ لأن عدد الذين يحملونها في العالم محدود جداً؛ إذ يبلغون نحو واحد وعشرين ألفاً فقط، وفي السعودية نحو مائتين أو أقل، فالإنسان الذي يحمل هذه الشهادة يحظى بتقدير كبير في سوق العمل ويمنح راتباً عالياً. قاعات الدراسة مجهزة بكافة الوسائل التعليمية وأعتقد أن جامعة الأمير سلطان بنت لنفسها اسماً قوياً في السوق في وقت قياسي بمناهجها وبأساتذتها وبتأسيس اللغة الإنجليزية، وكل زملائي الذين أعرفهم سواء كانوا من دفعتي أو قبلي أو بعدي يعملون الآن في شركات محترمة وبرواتب عالية، وأنصح الطلاب في الجامعة أن يحافظوا على مستوياتهم وأن يجعلوا المعدل التراكمي فوق ثلاث درجات؛ لأن هذه الدرجة تعني أن الطالب متفوق. مهارات عالية وقال أنور علي أحمد بوسبول من خريجي كلية علوم الحاسب عام 2006 والذي يعمل مهندس برمجيات بشركة الإلكترونيات المتقدمة: أنهيت فترة التدريب التعاوني لمدة سبعة أشهر بالشركة نفسها التي أعمل بها الآن، وبعد التدريب قدمت الشركة لي عرضاً، ففضلته عن العروض التي تلقيتها من جهات أخرى؛ لأن العمل بها يكسبني مهارات عالية في مجال تخصصي. وعن تجربته مع الجامعة قال بوسبول: بدأنا السنة التحضيرية ببرنامج مكثف في اللغة الإنجليزية، مما جعل اللغة لدينا قوية. وجميع الأساتذة الموجودين في الجامعة على قدر عالٍ من العلم والمعرفة والخبرة. وقال إن ما يميز طلاب الجامعة هو وجود التدريب التعاوني الذي يعطي الطالب فكرة واقعية عن العمل، مشيراً إلى أن أغلب الطلاب واصلوا العمل في الشركة نفسها التي تدربوا فيها، ومضيفاً أن جهة التدريب لم ترغب فيهم إلا لتميزهم. وقال محمد سالم الحنين، خريج الجامعة عام 2007- كلية إدارة الأعمال- تخصص مالية، والذي يعمل بشركة الحميد والنمر للاستشارات التي تدرب فيها قبل التخرج لمدة سبعة أشهر: تجربتي مع الجامعة ثرية جداً؛ فقد استفدت كثيراً من برامجها التعليمية التي تدرس باللغة الإنجليزية، كما استفدت من الأنشطة والملتقيات التي تنظمها الجامعة على مدار العام والتي تجعل الطالب يدخل سريعاً في جو العمل. ولا شك أن جامعة الأمير سلطان تتميز عن غيرها من الجامعات الأخرى ببرامجها التعليمية التي يتم اختيارها وفق أحدث الأسس الأكاديمية العالمية، كما تتميز بإتقان طلابها اللغة الإنجليزية التي يعدّ النجاح فيها شرطاً أساسياً لاجتياز السنة التحضيرية والقبول في الجامعة، وتتميز أيضاً بالتدريب التعاوني الذي ينظمه مكتب الخريجين بالجامعة لمدة سبعة أشهر بالتعاون مع كبريات الشركات التي تستقطب غالباً الطلاب الذين يتدربون فيها. كادر متميز وتناول الحنين البرامج التي يقدمها مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة وقال: كل برامج المركز مفيدة، ولكن بحكم تخصصي فقد شد انتباهي برنامج CMA الذي ينظمه المركز بالتعاون مع المعهد الأمريكي للمحاسبين الإداريين بالولايات المتحدةالأمريكية IMA، لما له من دور فاعل في رفع كفاءة المحاسبين في النواحي المالية والإدارية. وقال منصور بن محمد الشهري، خريج الجامعة عام 2009- كلية إدارة الأعمال- تخصص مالية والذي يعمل في البنك السعودي الهولندي مستشاراً في إدارة الخزينة، إن سبب اختياره لجامعة الأمير سلطان يرجع إلى تميزها ووجود الكادر العلمي المتميز فيها. وقال إن الدراسة في الجامعة تتميز عن غيرها من الجامعات بجودة البرامج؛ فخريج الجامعة يكون مستواه العلمي عالياً من ناحية اللغة الإنجليزية والمهارات التي يمتلكها في تخصصه، ما يجعله يتأقلم سريعاً مع جو العمل. ونصح طلاب السنة التحضيرية بأن يأخذوا الأمور بجدية منذ البداية وأن ينتبهوا للمعدل التراكمي ويختاروا التخصص الذي يناسبهم بدلاً من أن يختار لهم الآخرون. قاعات الدراسة مجهزة بكافة الوسائل التعليمية كما نصح الطلاب الآخرين بأن يطوروا أنفسهم باستمرار حتى خارج الجامعة وألا يكتفوا بما هو مقرر لهم، كما نصحهم بحب التخصص الذي اختاروه. وقال نزيه شيخ السقاف من خريجي كلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات عام 2007م والذي يعمل الآن نائباً للمدير في مؤسسة محمد السقاف للأنشطة التجارية: الدراسة بجامعة الأمير سلطان لم تكن مجرد دراسة أكاديمية فحسب، بل كانت دراسة تثقيفية أيضاً، فقد تعلمت فيها أشياء كثيرة، وأصبحت مهيأً للعمل قبل التخرج، والآن ما أقوم به من عمل يرتبط بما درسته في الجامعة في كما أنني ومجموعة من الزملاء قمنا خلال دراستنا بالجامعة بتصميم موقع إلكتروني من واقع دراستنا، وهو موقع متخصص في الرسوم المتحركة اليابانية، نقوم بترجمتها إلى العربية. وتطرق إلى برنامج ماجستير إدارة الأعمال الذي بدأت فيه الجامعة قريباً، وقال إنه سيشجع الطلاب كثيراً على إكمال دراساتهم العليا بين أهليهم، وهذا في حدّ ذاته يعدّ مكسباً كبيراً للملتحقين بالبرنامج؛ لأنه سيوفر عليهم الكثير من العناء للسفر خارج المملكة. تحديث مستمر وقال إبراهيم الخيرالله، خريج كلية إدارة الأعمال- الإدارة المالية- عام 2007م والذي يعمل ببنك الرياض مديراً لخدمات العملاء: تجربتي مع جامعة الأمير سلطان ذات شقين؛ الشق الأول هو ما يتعلق بجانب العلم والشق الثاني هو ما يتعلق بجانب النشاط الذي تتميز فيه الجامعة أيضاً بإقامة الأنشطة وتنظيم الرحلات الخارجية لطلابها كل عام إلى إحدى كبريات الجامعات العالمية، أما من ناحية العلم فجامعة الأمير سلطان استطاعت أن تسابق الزمن وتحقق في فترة زمنية لا تتعدى عشر سنوات ما لم يحققه كثير من الجامعات المحلية والعالمية التي سبقتها في الإنشاء، فالجامعة تميزت بمناهجها التي تجعل طلابها يتقنون اللغة الإنجليزية ويصبحون مطلوبين في الشركات والبنوك أكثر من غيرهم من خريجي الجامعات الأخرى الذين يبحثون عن تقوية اللغة الإنجليزية بعد التخرج. أما من ناحية النشاط فقد منحتني الجامعة الحرية الكاملة في الإبداع، فقد دعم المسؤولون الجامعة بكفاءات داخلية وخارجية لتطوير قدرات الطلاب، وهذا ما دفعني لمواصلة إبداعاتي في الجامعة في المجال المسرحي والإذاعي من عام 2001 وحتى بعد التخرج. وقال إن ما يجعل طلاب جامعة الأمير سلطان أكثر قبولاً في سوق العمل هو أن طرق التعليم في الجامعة مختلفة، من حيث التركيز على اللغة الإنجليزية منذ قبول الطالب بالسنة التحضيرية وحتى تخرجه في الجامعة تحدثاً وكتابة وقراءة وعرضاً ومناقشة، والتعاون مع الجامعات العالمية في تطوير وتحديث مناهجها باستمرار. وقال محمد عقيلان، خريج الجامعة عام 2007- كلية علوم الحاسب ونظم المعلومات، والذي يعمل مدير تطوير بشركة "أنماط التقنية": لا شك أن تجربتي مع جامعة الأمير سلطان تجربة غنية، فلولا دراستنا بهذه الجامعة لما تمكنا من إجادة اللغة الإنجليزية، فنحن اليوم أفضل مستوى من الخريجين الآخرين في سوق العمل في مجال تخصصنا وفي اللغة الإنجليزية. وقال: يتميز خريجو الجامعة أولاً بإتقان اللغة الإنجليزية التي وفرت أمامهم فرصاً كثيرة في سوق العمل، وثانياً أن المعلومات التقنية التي تدرس في جامعة الأمير سلطان معلومات جيدة؛ إلا أنها تحتاج من الطالب إلى بعض الجهد في البحث والتطوير، ففي أي مكان من العالم تجد الدراسة نفسها ولا تختلف عن المكان الآخر، ومن خلال متابعتي لطريقة الدراسة في جامعات العالم أجد أن الدراسة فيها عبارة عن مقتطفات يقوم الطالب على ضوئها بالبحث في المادة وتطوير نفسه فيها. طالب يعرض مشروع تخرجه عن وسائل حماية البيئة في دورة خارجية وتطرق إلى البرامج التي يقدمها مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة مثل برنامج سيسكو الجامعي وبرنامج أوراكل، قائلاً: كلها برامج قيمة تميز من يتمكن من الحصول على شهاداتها عن الآخرين، فكما تعلم أن سوق العمل أصبح التنافس فيها شديداً، فكل شهادة فوق الشهادة الجامعية تفيد حاملها وتميزه عن المتنافسين في الوظيفة نفسها. ولا شك أن الاستفادة من هذه البرامج عالية جداً، فهي تعطي معلومات تقنية ممتازة لكل الشركات والمؤسسات، فمثلاً شهادة (CCIE)، وهي أعلى شهادة أكاديمية في مجال سيسكو، تعد شهادة قيمة تعادل في نظر بعض المديرين شهادة الدكتوراه في عالم الشبكات، فهي تعطي قيمة كبيرة جداً للخريج. وقال عادل بن كامل أبو خلف، خريج الجامعة عام 2008م- كلية إدارة الأعمال- الإدارة المالية- الدفعة الخامسة والذي يعمل مسؤولاً في تطوير المنتجات المصرفية الإسلامية بالبنك العربي الوطني: تجربتي مع جامعة الأمير سلطان تجربة ثرية؛ إذ لم تواجهني خلال دراستي أي مشكلة تذكر، والحمد لله تخرجت وأنا أتقن تخصصي إضافة إلى اللغة الإنجليزية، والجامعة كل عام تسير إلى الأفضل؛ وظهرت الآن مبانٍ جديدة وجميلة لم تكن موجودة في وقتنا. بداية النشأة وقال الطالب محمد المنقور من خريجي كلية إدارة الأعمال- الإدارة المالية- عام 2005م والذي يعمل بالبنك السعودي الهولندي: إنه بعد تخرجه تلقى عدداً من العروض من عدة جهات، فاختار من بينها البنك السعودي الهولندي الذي التحق فيه أيضاً ببرنامج تدريبي خاص به، وبعد إكمال البرنامج التحق بقسم المصرفية الاستثمارية الذي يقدم المشورة للشركات التي ترغب في طرح أسهمها للاكتتاب أو الشركات التي ترغب في الاندماج أو الاستحواذ على شركات أخرى، ومشيراً إلى أنه لا يزال يعمل في هذا القسم. وتحدث المنقور عن تجربته مع جامعة الأمير سلطان قائلاً:"نحن من أولى الدفعات التي تخرجت في جامعة الأمير سلطان والتي شهدت بداية نشأتها، وكنا مع مجموعة متميزة من الطلاب الذين يختلفون عن طلاب الجامعات الأخرى، كما أن التعليم كان متميزاً، وقد استفدنا كثيراً من اللغة الإنجليزية التي تعدّ حتى الآن اللغة الأساسية في التدريس، كما أنها اللغة التي تناسب سوق العمل".