دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية وفاعلة لحماية الأماكن المقدسة في القدسالشرقية من الإجراءات الأحادية الإسرائيلية التي تستهدف تغيير هوية القدس وتشكل استفزازا خطيرا يهدد كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة . وحذر عبدالله الثاني خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في عمان من التبعات الخطيرة للخطوات الإسرائيلية الاستفزازية والاعتداءات على المسجد الأقصى، مؤكدا أن الاردن سيستمر في بذل كل ما بوسعه لحماية الأماكن المقدسة في مدينة القدس كما شدد على رفض الاردن وإدانته لإجراءات إسرائيل الأخيرة بإعلانها ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم إلى قائمة المواقع التراثية الإسرائيلية. وتناولت مباحثات الملك عبدالله مع الرئيس عباس، الجهود المستهدفة تجاوز العقبات التي تعترض استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية على أساس حل الدولتين، وفي إطار برنامج زمني محدد، ووفق المرجعيات المعتمدة، خصوصا مبادرة السلام العربية. وأطلع الرئيس الفلسطيني الملك عبدالله على نتائج جولته الأخيرة التي شملت عددا من الدول الأوروبية والعربية لدفع جهود تحقيق تقدم ملموس في العملية السلمية. وقال الرئيس الفلسطيني في تصريحات صحفية عقب اللقاء «استجدت خلال الأسبوعين الماضيين أحداث وأمور لا بد أن نتشاور بسرعة حولها مع الملك، وأبرزها ما يجري الآن في القدس، وما جرى من تصريحات من الجانب الإسرائيلي بضم واعتبار الحرم الإبراهيمي وقبة راحيل وغيرها ممتلكات إسرائيلية،» واصفا القرار «بالمستفز « . وتابع الرئيس عباس «أعلنت بصراحة في أوروبا، كأن إسرائيل تريد أن تشعل حرباً دينية في المنطقة «. وتطرق الرئيس الفلسطيني إلى اجتماعات جامعة الدول العربية الأخيرة، قائلا «أنا وعدت الدول العربية أن أي شيء يتعلّق بموضوع المفاوضات من استئناف ووقف وأي شيء أن يعرض على لجنة المتابعة العربية لأن القرار عندها، وبالتالي أيضاً ننسق مواقفنا مع بعضنا البعض من أجل أن نذهب ونرى ماذا يقرر الأشقاء العرب بهذه القضية». وفي رده على سؤال حول عدم وجود إدانة دولية واضحة بشأن الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة، أكد الرئيس الفلسطيني أن المطلوب من المجتمع الدولي والولايات المتحدة إيقاف إسرائيل وعدم الاكتفاء بالإدانة، خصوصاً أن أمريكا هي التي تقوم بجهد الوسيط. وزاد «بالتالي إذا لم تكن نزيهة، وإذا لم يكن موقفها قوي يدين الطرف الذي يعطل المفاوضات فلا تستطيع أن تؤدي مهمتها في المستقبل. من جهتنا نحن، لا يوجد علينا أي ملاحظات. الملاحظات كلها على الجانب الإسرائيلي. وبالتالي ليس فقط أمريكا بل أوروبا وكل العالم يجب أن يدين إسرائيل».