وقعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أمس، اتفاقية تفاهم مع وزارة الطاقة الأمريكية يتعاون على إثرها الجانبان في مجال أبحاث الطاقة المتجددة وتطوير تكنولوجيا الطاقة البديلة، وذلك في إطار اهتمام كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بالإسهام في الجهود الدولية لإيجاد حلول عاجلة لمشكلة التغيرات المناخية . ووقع الاتفاقية كل من رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن ابراهيم السويل ووزير الطاقة الأمريكي ستيفن تشو في مقر المدينة بحضور عدد من المسؤولين في الجانبين . وتنص اتفاقية التفاهم على قيام الجهتين بالتطوير والاستثمار في مجالات الطاقة البديلة وتحسين كفاءة أنظمتها، والتعاون في مشاريع تجريبية مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة، فضلاً عن تبادل الخبرات والمعلومات والزيارات بين المتخصصين في الجانبين، وعقد الدورات التدريبية وورش العمل بين الجهات البحثية في كل من المملكة والولايات المتحدة. وتفتح الاتفاقية المجال واسعاً للتعاون بين الجهات البحثية الأخرى في البلدين كالجامعات ومراكز البحوث في العديد من المجالات العلمية ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الزيارات الطلابية بين الجامعات. وتأتي الاتفاقية هذه في إطار تعاون أشمل بين المملكة والولايات المتحدة في عدد من مجالات العلوم والتقنية حيث وقعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة الخارجية الأمريكية في ديسمبر عام 2008م اتفاقية تعاون علمي وتقني بين البلدين لتعزيز قدراتهما في هذا المجال. واستمع وزير الطاقة الأمريكي لعرض عن المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين قدمه سمو نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود أكد من خلاله أن السياسة الوطنية للعلوم والتقنية تعطي الأهمية الأولى لبحوث وتقنيات المياه، مشيراً إلى أن المدينة قامت بالتعاون مع شركة آي بي إم (الشريك التقني) للعمل على تطوير تقنيات النانو المتقدمة في مجال تحلية المياه والطاقة الشمسية حيث نتج عن ذلك التعاون تقنيات تعمل على خفض تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية وتحلية المياه بشكل كبير. وأوضح الأمير تركي بن سعود أن المبادرة تهدف إلى إيجاد الحلول التقنية بأقل التكاليف للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أنه تم تطوير تقنيات متقدمة من خلال المركز المشترك لأبحاث تقنية النانو بين المدينة وشركة آي بي ام العالمية، في خطوة تهدف إلى التطبيق العملي لتقنيات النانو المتطورة في مجال إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه . وعن تفاصيل المبادرة أفاد سموه أنه سوف يتم بمشيئة الله تنفيذ المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية على ثلاث مراحل، حيث تهدف المرحلة الأولى إلى بناء محطة لتحلية المياه المالحة بطاقة إنتاج تبلغ ثلاثين ألف متر مكعب يومياً لسد احتياجات مدينة الخفجي من مياه الشرب وذلك من خلال بناء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بطاقة 10 ميجاوات وأغشية التناضح العكسي وذلك في مدة ثلاث سنوات، حيث بدأ التنفيذ العملي لهذه المرحلة منذ فترة قريبة . وأضاف : إن المرحلة الثانية تستهدف بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية بطاقة إنتاج ثلاثمائة ألف متر مكعب يومياً، يستغرق تنفيذها ثلاث سنوات، بينما سيتم خلال المرحلة الثالثة بمشيئة الله بناء عدة محطات لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية لكافة مناطق المملكة .