أعلن المكتب الرئاسي الافغاني امس أن 33 مدنيا بينهم نساء وأطفال قتلوا في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وأصيب 12 آخرون. وذكر سلطان علي أورزوجاني حاكم إقليم داي كوندي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الحادث وقع الأحد في الإقليم عندما استهدفت طائرات ثلاث مركبات كانت تحمل مدنيين. وذكر بيان أن مجلس الوزراء برئاسة الرئيس حامد كرزاي أدان الهجوم "بأشد العبارات الممكنة". وأضاف أن الوزراء حثوا "قوات الناتو إلى التنسيق عن كثب وتوخي أقصى درجات الحرص قبل إجراء أي عملية عسكرية". وكان حاكم الإقليم قد قال في وقت سابق إن 27 شخصا قتلوا في الغارة الجوية، بيد أن مكتب كرزاي حدد أعداد الضحايا في وقت لاحق بأنها 33 قتيلا، وذكر أن 12 آخرين أصيبوا في الحادث. وقال إن المدنيين كانوا قادمين من منطقة "كيجران" التابعة لداي كوندي ووقع الهجوم في "زيمرا"، وهي قرية بالقرب من الحدود مع إقليم أوروزجان المجاور. وكانت السيارات في طريقها إلى إقليم قندهار جنوبي أفغانستان. وأعلنت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) بقيادة حلف شمال الأطلسي(الناتو) أن قواتها استخدمت أسلحة محمولة جوا لاستهداف مجموعة من المسلحين المشتبه بهم "أعتقد أنهم في طريقهم للهجوم على وحدة مشتركة من القوات الأفغانية وقوات إيساف". وذكر بيان لإيساف "عقب وصول القوة البرية المشتركة للموقع والعثور على نساء وأطفال، نقلوا الجرحى للمستشفيات لتلقي العلاج الطبي". وأضاف البيان أنه تم فتح تحقيق مشترك في الحادث. ووقع الحادث بعد يوم من مناشدة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قوات الناتو تحاشي وقوع خسائر في صفوف المدنيين. وقال الجنرال الأمريكي ماكريستال، قائد قوات الناتو في أفغانستان، في بيان امس "نشعر بحزن عميق جراء الخسارة الكبيرة في أرواح الأبرياء". وأضاف "أوضحت لقواتنا أننا هنا لحماية الشعب الأفغاني والقتل الخطأ أو إصابة المدنيين يقوض من ثقتهم في مهمتنا. سنضاعف جهودنا لاستعادة هذه الثقة". كما أوضح البيان أن ماكريستال قدم اعتذارا للرئيس كرزاي مساء الأحد. وأصبحت الخسائر في صفوف المدنيين هي مصدر التوتر الأساسي بين الحكومة الأفغانية والقوات الدولية. ولطالما ذكر مسئولون أفغان أن مثل هذه الوفيات تقوض الدعم الشعبي لما يربو على 113 ألف جندي أجنبي بالإضافة إلى الحكومة المركزية. وذكر البيان الرئاسي امس أن مثل هذه "الأخطاء" تعتبر "عائقا كبيرا في بذل جهود فعالة لمكافحة إرهاب". وقال ماكريستال إن حماية المدنيين عنصر أساسي في جهوده الحربية ضد حركة طالبان وأعطى أوامره لقوات الناتو بتقييد استخدام الغارات الجوية. ودخلت عملية "مشترك"، وهي أكبر عملية للناتو منذ الإطاحة بطالبان في عام 2001، في إقليم هلمند جنوبي البلاد أسبوعها الثاني وذلك في ظل استمرار مقاومة مسلحي طالبان.