فكرة القناة طرحها احد المستمعين اثناء مشاركتي في البرنامج الإذاعي "حول ما كتبوا " الذي يقدمه الزميل خالد الغانم ويخرجه الزميل سعود القحطاني، لمناقشة موضوع قناة (الساحة) الفضائية، والتي اشرت لها في مقالي الاسبوع الماضي، الفكرة مهمة جدا وليس المقصود بها ان تكون بهذا المسمى بصورة مباشرة، كقناة تلقين، لان الوطنية لايمكن ان تلقن ولكنها مكتسبة بدواخلنا ولكنها وفي احيان كثيرة تحتاج لتفعيلها!! الكل طالب امام موقف وزارة الثقافة والاعلام ان توجد بديلا يقف مجابها للقنوات الشعبية التي تتلاعب بالوحدة الوطنية على حساب تمجيد قبائل على قبائل اخرى والمشاركة في مشروع خطير نتائجه المستقبلية لاتخفى على الجميع، من محاولة ايقاظ الفتنة الداخلية وتشجيع التناحر والتنافر بين ابناء المجتمع الواحد من خلال دعوتهم للانضمام تحت لواء القبيلة على حساب الدولة. فالكثير من القنوات استغلت الجهل لدى الكثيرين واتاحت لهم رسائل ال sms للتناحر وتمجيد قبائل على أخرى وهذا الامر بطبيعة الحال أتاح لهذه القنوات الكسب المادي الكبير والرخيص في الوقت نفسه، لذا لماذا لا يتم الإعلان عن قناة فضائية رسمية خاصة بالشعر والموروث الشعبي، وتكون متناسبة مع روح العصر وتبتعد عن الرسمية الزائدة في أدائها وتعطي الفرصة للجميع للمشاركة بها، فنحن نحزن عندما نجد التهافت غير المعقول من السعوديين للمشاركة ببرامج مسابقات الشعر المتنوعة، رغم ان الكثيرين ليس همهم الملايين وإنما إبراز موهبتهم للمتلقين وبصورة أكثر احترافية. قناة الوحدة الوطنية ستجمع موروث الجنوب مع الشمال وستجعلنا نستمتع بأطياف متنوعة من الفنون الشعرية والشعبية، ستكون قناة سعودية غنية بتراثها وعبقها التاريخي، وبهذا نكبح جماح القنوات الشعرية المتلاعبة على تيار العنصرية والتنافر القبلي، فماذا ننتظر هل نتوقع كما قال احد المستمعين ان كل قبيلة تجعل قناة فضائية باسمها، ومن المستفيد من ذلك ، هل وصلنا لمرحلة من التخلف ان ننسلخ وننحدر من الانتماء الوطني للانتماء القبلي، هل من المعقول ان يحدث هذا الأمر رغم انه من أمنيات وأهداف الكثيرين! اغلاق الفضائيات بكل مصداقية ليس الحل، لان الفضاء شاسع وبامكان أي قناة ان تغزونا عبر الاقمار المتنوعة، ولكن الحل ايجاد بديل مناسب ،يأخذ من ايجابيات هذه القنوات ويعالج سلبياتها، لان الجيل القادم لايستحق ان نجعله بعد شعورنا بالمسئولية ينجرف خلف اصحاب الفتن والمتكسبين من هواة التناحر، فالامر ليس لمظهرنا الخارجي فحسب، وإنما بالمقام الاول على مستوى وحدتنا الداخلية، لان القنوات الشعرية والقنوات المعتمدة على مذاهب دينية متنوعة هي الخطر الحقيقي من وجهة نظري في وقتنا الحاضر، وتأثيرها اقوى من اسلحة الدمار المتطورة، فكما ذكرت البديل مهم جدا في وقتنا الحاضر، فهل نكتفي فقط بسياسة الإغلاق أم نتطور اكثر لإيجاد البدائل المناسبة والحيوية، أتمنى ذلك.