نظمت جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية احتفالاً جماهيرياً كبيراً بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين للاستقلال المجيد تحت شعار "السودان الوطن الواحد"، وذلك في مساء الخميس 18/2/2010 بقاعة السعودية للاحتفالات بحي الشفاء. وشهد الحفل دبلوماسيون وإعلاميون وأدباء وضيوف من عدد من الدول، ومثل السفير السوداني في هذا اللقاء الحاشد الأستاذ أسامة محجوب الوزير المفوض بالسفارة السودانية في الرياض، الذي استقبل ومعه المستشار إبراهيم سوركتي والقنصل السوداني محمد الباهي ونائب القنصل والإعلامي الأستاذ قير تور واللجنة التنفيذية للجمعية السفير المصري الأستاذ محمود محمد عوف والسفير الإريتري محمد عمر والمستشار المصري الدكتور عبدالله التطاوي والدبلوماسي الإريتري الأستاذ فتحي عثمان والإعلاميين السعوديين الزميل عبدالرحمن الناصر والشاعر والإذاعي عبدالله الزيد والكاتب محمد السحيمي والشاعر قبلان السويدي وهيثم السيد وموسى الحربي. وقد شاهد الضيوف قبل بدء الحفل الرسمي المعرض التراثي والتشكيلي المصاحب الذي شاركت فيه جمعية عزة السودان، والفنانون أحمد الباشا ومحمد إدريس ورمضان ياسين وماجد علي وقرشي منصور ومنى عثمان من بيت التشكيليين السودانيين، والفنانان النوبيان فتحي شدا ومحمد عثمان بشير، والفنانتان الشابتان مرام محمد عبدالله وآلاء عباس. بدئ الاحتفال بآي من الذكر الحكيم رتلها الطفل أبوبكر الفاضل، ثم ألقى رئيس جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة الأستاذ حسين حسن حسين كلمة حيا فيها المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على كرم الضيافة، وروح الأخوة التي يحيطون بها الجالية السودانية خاصة وكل الجاليات عامة، كما قدم شكره للسادة السفراء والإعلاميين، كما عبر عن امتنان الجمعية للتفاعل الكبير من أبناء السودان مع هذه المناسبة العزيزة التي اختارت الجمعية "السودان الوطن الواحد" شعاراً لها. وقال إن احتفال الجمعية بذكرى الاستقلال له أبعاده، فهو يحمل شعار "الوطن الواحد"، الذي نتمناه واقعاً في القريب، لنكرر تلك اللحظات الخالدة حين توافق الجميع على أن يكون السودان للسودانيين. وأضاف: هذا الشعار يتحقق اليوم واقعاً من خلال مشاركة أبناء السودان من جميع المناطق في هذا الاحتفال بحب جارف للوطن، وإيمان بأن هذا الشعار يعبر عنهم جميعاً. وعبر رئيس الجمعية عن اعتقاده بأن دور الإعلاميين هو ترسيخ الدعوة للالتفاف حول هذا الشعار، حتى يصبح واقعاً بقناعة الجميع بأن هذا السودان سيبقى لنا موطناً دائماً ما بقيت الحياة، لأن في تمزقه -لا قدر الله- بداية لمرحلة أقرب إلى العدم لكل أبناء السودان. وأكد أن جمعية الصحفيين عندما ترفع هذا الشعار تتمنى أن يكون هو شعار المرحلة لكل الأحزاب الحادبة على وحدة الوطن، وأن توعي المواطنين على اختلاف انتماءاتهم بأهمية أن يبقى هذا الوطن واحداً موحداً. وتحدث بعد ذلك الدكتور ماجوك أجوك ممثلاً الملتقى السوداني وتمنى أن يترسخ شعار السودان الوطن الواحد، وأكد وقوف الملتقى بكل كياناته مع وحدة السودان، لما في ذلك من خير سيعم البلاد. الأناشيد الوطنية سجلت حضوراً مميزاً وعبر الأستاذ أسامة محجوب الوزير المفوض بالسفارة السودانية في الرياض عن تقدير السفارة لدور الجمعية، ونشاطها المتميز، وحيا سفير الشقيقة مصر، منوهاً بما بين البلدين الشقيقين من أواصر عميقة، كما قدر لسفير إريتريا حضوره هذه المناسبة، وما يعبر عن عمق علاقات البلدين الشقيقين. وأكد ممثل السفير السوداني أن كل أبناء السودان يتطلعون إلى المستقبل بعين التفاؤل، بعد تجاوز مرحلة الحرب، والاتفاق على مرحلة جديدة تسودها روح الأخوة والوئام من أجل وطن يسع الجميع. وبدأ الاحتفال الشعبي بتجسيد مسرحي لقصيدة فنان الوطنية الراحل المقيم خليل فرح "عازة"، لتتوالى بعد ذلك اللوحات الفنية التي رسمها الأطفال والشباب بالحركة والغناء للوطن بكل مكوناته وانتماءاته. وشارك في رسم هذه اللوحات المنتدى الأسري السوداني، وفرقة الخليل "جمعية عبري تبج"، وجمعية المحبة والسلام "جنوب السودان"، وجمعية التراثيات والفنون السودانية، وجمعية جبال النوبة وجمعية عزة السودان وربوع السودان، وقد عكست هذه اللوحات ما يتميز به السودان من تنوع ثقافي فريد، وما يتميز به أبناؤه من قدرات تنظيمية، وطاقات إبداعية. وبعد هذا الفاصل الإبداعي لأبناء السودان عكس الشاعر الكبير عبدالله الزيد انفعالاته في قصيدة حملت مشاعره الفياضة تجاه الشعب السوداني، كما أفصح زملاؤه الإعلاميون عن مشاعر الحب والتقدير للسودان والسودانيين بالانسجام مع الأناشيد الوطنية واللوحات الفنية التي أدتها الفرق من كل مناطق السودان. وقدم الفنان سيف نورين باقة من الأناشيد الوطنية التي لها وقعها في القلوب، فتفاعل معه الجمهور، الذي امتلأت به القاعة، حتى تحول المسرح إلى كرنفال فرح. وصاحب نورين بعزف أعذب الألحان فرقة الفنانين والموسيقيين السودانيين، وقدم الحفل بروعة في الأداء وتمكن كل من الشاعر محمد مدني والدكتورة شيراز محمد عبدالحي، والأستاذة عزاز شامي. وقام بإخراج الحفل الأستاذ عثمان سيد أحمد رئيس فرقة المسرح السوداني ورئيس اللجنة الفنية والأستاذ شاك حامد مقرر اللجنة. وقد كرمت الجمعية بدرعين تذكاريين الأستاذ محمد بن سليمان الفرج مدير الشؤون الإعلامية بالاتصالات السعودية، والدكتور موسى العسكر مدير دائرة الحوالات الفورية بالبنك العربي الوطني "التلي موني"، وتسلم درع التلي موني الأستاذ عبدالمنعم عبدالعال حميدة مدير خدمة السودان. يذكر أنه سيلي هذا الاحتفال معرض تشكيلي وتراثي يتضمن أعمالا للتشكيليين والمصممين السودانية من أعضاء بيت التشكيليين السودانيين، والجمعية السودانية لمصممي الجرافيك. كما تنظم الجمعية دورة للناشئين والشباب بالتعاون مع الرابطة الرياضية للسودانيين بالخارج الصالحية بمشاركة ثمانية فرق تمثل مناطق السودان المختلفة، وسوف يحدد تاريخ لمباراتها الختامية.